قالت صحيفة "الغارديان" إن الحملة الانتخابية لحزب العمل تلقت دعما قويا من السياسي الأمريكي بيرنى
ساندرز يوم الخميس، فى مستهل جولة تستغرق ثلاثة أيام لبريطانيا؛ تهدف إلى المساعدة في تحريك اليسار البريطاني.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن ساندرز، الذي رشح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري، وخسر لصالح هيلاري كلينتون، قال إن زعيم حزب العمال جيرمي
كوربين ليس بحاجة لمديحه، حيث كان ساندرز يتحدث في بدء جولة له تستمر 3 أيام في
بريطانيا، دعما لحملة حزب العمال في انتخابات البرلمان، المزمع عقدها الأسبوع المقبل.
وتذكر الصحيفة أن ساندرز أثنى في مقارنة بين القوى المعادية للنخبة الحاكمة على طرفي الأطلسي في بريطانيا والولايات المتحدة، على جهود كوربين في تشكيل حزب العمال، وقال: "ما أثار إعجابي -وهناك تشابه حقيقي بين ما فعله وفعلته- هو أنه واجه الطبقة السياسية في حزب العمال، وذهب إلى القاعدة الشعبية، وحاول تحويل الحزب، وهو بالضبط ما كنت أعمله"، وأضاف: "أنا معجب أيضا باستعداده للحديث عن القضايا الطبقية".
ويلفت التقرير إلى أن ساندرز كان يتحدث في كلمة بيعت بطاقاتها كلها، في مهرجان برايتون، وقال: "هناك الكثير من الناس ابتعدوا عن المستويات المتنافرة للثروة والإيرادات والموجودة في الولايات المتحدة وفي بريطانيا وحول العالم، ولن نقوم بإحداث التغيير الذي نريده طالما لم نواجه مستويات اللامساواة الموجودة".
وترى الصحيفة أن تصريحات ساندرز هي أكبر رابط بين الحركتين، مع أن ساندرز شدد على عدم التعامل مع تعليقاته على أنها مصادقة رسمية، قائلا إن هذا سيكون تصرفا غير مناسب من سياسي أجنبي، وقال: "لا أعتقد أن جيرمي بحاجة إلى نصيحتي، وأعتقد أنه يقوم بعمل جيد، ولا حاجة للشعب البريطاني لنصيحتي لمن يعطون صوتهم، وأعتقد أنهم يفهمون، لكنني معجب بالحملة الانتخابية التي يديرها كوربين، وأتمنى له الأفضل".
ويفيد التقرير بأن ساندرز، الذي لم يستطع الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 2016، وساعد في تأجيج السباق نحو البيت الأبيض، حظي باستقبال دافئ من الحاضرين في مهرجان برايتون، حيث تحدث عن حاجة الولايات المتحدة وبريطانيا لتغيير سياسي راديكالي؛ لتكونا قادرتين على مواجهة الكثير من التحديات.
وتورد الصحيفة أن ساندرز أكد أن هذه المشكلات ليست خاصة بالولايات المتحدة، فقال إن "العولمة تركت الكثير من الناس دون منفعة، ولاحظ العمال في أنحاء العالم كله تراجعا في مستويات معيشتهم، وسمحت التجارة الحرة، التي لم تفرض عليها قيود، للشركات المتعددة الجنسيات بالحصول على أرباح ضخمة، وجعلت الغني أغنى، فيما وجد العمال أنفسهم في سباق نحو القاع".
وينقل التقرير عن ساندرز، قوله: "هذه ليست قضايا أمريكية أو بريطانية، إنها قضايا دولية"، وأضاف: "إن مهمتنا هي خلق اقتصاديات ناجعة للناس العاملين، ورفع مستوى الفقراء، وليس جعل الغني غنيا بطريقة لا تصدق، تاركين الجميع في الخلف، وهذه قضية عالمية، وعلينا مواجهتها".
وبحسب الصحيفة، فإن السيناتور الأمريكي عن ولاية فيرمونت، الذي وصل إلى قاعة الخطاب بعد نزوله مباشرة من الطائرة، لم يتحدث عن السياسة البريطانية، وركز في كلامه على المواضيع التي ركزت عليها حملته الانتخابية عام 2016، مستدركة بأنه دون قصد منه فإنه ضرب على وتر حساس لدى كثير من الحاضرين، عندما وصف المشكلات التي يعاني منها طلاب الولايات المتحدة، وقال، "إن من الجنون الطلب من الناس وإخبارهم أنهم سيدفعون القروض التي حصلوا عليها ولعقود؛ لأنهم ارتكبوا جريمة التعليم"، دون أن يشير إلى خطة العمال إلغاء الرسوم الجامعية.
وينوه التقرير إلى أن أنباء وردت بأن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب أعلن عن سحب موافقة الولايات المتحدة على اتفاقية باريس حول التغيرات المناخية، عندما كان ساندرز يتحدث، فوصف الأخير القرار بأنه "إحراج دولي"، وقال إن "آراء ترامب لا تعكس آراء الغالبية العظمى من الأمريكيين"، لكنه قال إنه "وجد الكثير من ملامح الشبه" بين انتخاب ترامب وتصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، التي يجب على اليسار التعلم منهما.
وأضاف ساندرز: "ما أراه بالنسبة للبريكسيت أن الكثير من الناس شعروا بأنهم أصبحوا خارج الاقتصاد العالمي، ولم يتم الاستماع لأصواتهم وآلامهم"، وتابع قائلا: "ما جعلني غاضبا أن الحزب الديمقراطي تجاهل هذه الحقيقة، بدرجة أقل أو أكثر، ويجب على الديمقراطيين أن تكون لديهم الشجاعة للنظر إلى هذه الأمور".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول ساندرز: "ترامب فهم هذا الواقع، وتحدث عنه، وللأسف فإنه كذب، لكن هذا الواقع موجود، ولم يكن الأمر كذلك لأنه فاز في الانتخابات، بقدر ما كان لأن الديمقراطيين خسروها".