نشر موقع محطة "إيه بي سي" الأسترالية تقريرا أعده الصحافي مايكل كوليت، يقول فيه إن الأزمة الحالية بين دول الخليج وقطر مرتبطة بالسياسة الخارجية
القطرية المستقلة.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن قرار مقاطعة قطر لم يحدث دون مباركة أمريكية، كما برز من تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، حيث شعرت الرياض وأبو ظبي بالجرأة بعد زيارة ترامب للمنطقة الشهر الماضي.
ويقول كوليت إن قطر تنفي أي اتهامات لها بدعم الإرهاب، مشيرا إلى أن المبرر الحقيقي لقرار المقاطعة هو التنافس في التأثير مع قطر، وعلاقة
السعودية القريبة مع الولايات المتحدة، خاصة ترامب.
ويورد الموقع نقلا عن مدير مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية في أستراليا، البروفيسور جيمس بسكاتوري، قوله تعليقا على حقيقة الاتهامات الموجهة لقطر بأنها تدعم التطرف، إن "هناك احتمالا بأن يكون النظام القطري وبعض الموسرين القطريين قد قدموا دعما لجبهة النصرة/ فتح الشام، التي تقاتل نظام بشار الأسد، بالإضافة إلى دعم قطر حركة
حماس التي تحكم غزة منذ عقد من الزمان، وتتبنى خيار المقاومة ضد إسرائيل، وتعد جماعة إرهابية لدى عدد من الدول الغربية".. ويضيف بسكاتوري: "سواء اعتبرت حركة حماس جماعة متطرفة أم لا، فإن هذا أمر مختلف عليه، وهو موضوع قابل للنقاش".
ويشير التقرير إلى أن قطر تدعم جماعة الإخوان المسلمين، ووقفت مع الرئيس المصري السابق محمد مرسي، مستدركا بأن اعتبار الجماعة إرهابية أم لا أمر غير مؤكد وفيه نقاش، حيث يرى بسكاتوري أن الجماعة تطورت خلال العقود ضمن أشكال معقدة ومتعددة، وبحسب رأيه الشخصي، فإن جماعة الإخوان ليست منظمة إرهابية، وهي جماعة إسلامية من التيار الرئيس تتصدى للديكتاتورية.
ويتساءل الكاتب: "إذا كان هذا حال قطر، فماذا عن السعودية، وما إذا كانت قد دعمت الإرهاب؟"، ويجيب كوليت بـ"نعم"، إن السعودية دعمت الإرهاب، ويقول بسكاتوري إن السعودية دعمت جبهة النصرة، إلا أن النفاق يذهب أبعد من هذا، فمن المهم، كما يقول الباحث المعروف، أن جذور أيديولوجية تنظيم الدولة تعود وبوضوح إلى الوهابية، النموذج المحافظ من الإسلام الذي تدعمه السعودية.
وينقل الموقع عن الباحثة في مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية في أستراليا ريحان إسماعيل، قولها إن "الدولة صادقة في مكافحتها للتشدد"، لكنها خلقت مناخا يمكن للتطرف أن ينتعش فيه، وهي تتحمل جزءا من مسؤولية صعود الجماعات الجهادية في سوريا، نتيجة لخطابها المعادي للشيعة ورئيس النظام السوري بشار الأسد والإيرانيين.
ويلفت التقرير إلى أن الباحثة أشارت إلى حقيقة مهمة، وهي أن السعودية هي المصدر الثاني الأكبر للمقاتلين في صفوف تنظيم الدولة، بالإضافة إلى أن 15 من منفذي هجمات 11/ 9 على الولايات المتحدة هم سعوديون، وتقول ريحان إن المؤسسة الدينية في السعودية، وإن كانت معارضة للعنف والتطرف، فإن "المدرسة الفكرية الوهابية إشكالية لأنها تبرر العنف".
ويفيد كوليت بأن البروفيسور بسكاتوري يعتقد أن الأنظمة الخليجية منزعجة من سياسة قطر المستقلة منذ الربيع العربي وما بعده، ويقول: "ستكون هذه الدول سعيدة لتقليم أظافر قطر"، مشيرا إلى أن السعودية تريد أن تكون هي الجهة التي تصدر الأوامر.
وبحسب الموقع فإن بسكاتوري أجاب عن سؤال عن ما يمكن أن يفعله ترامب، قائلا: "كل شيء"، وتساءل: "هل حصل هذا كله دون ترامب؟ أميل لقول لا".
ويختم "إيه بي سي" تقريره بالإشارة إلى قول بسكاتوري إن السعوديين والإماراتيين شعروا بالجرأة بعلاقتهم القريبة من الولايات المتحدة، لافتا إلى موقف الولايات المتحدة "المعارض لإيران، والمتسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان وصفقات الأسلحة المربحة، وغير ذلك من العقود التجارية".