كتب المعلق في شبكة أنباء "سي أن بي سي" جيك نوفاك مقال رأي، يقول فيه إن أزمة مقاطعة
قطر مرتبطة بإسرائيل.
ويقول الكاتب: "ظاهريا، يبدو من الواضح جدا القول إن التصدع بين
السعودية وقطر هو بسبب إيران، حيث أصبح السعوديون مهووسين بالحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، ولو نظرنا بشكل أعمق قليلا فإنه يظهر أن استهداف القطريين في لحظة محددة له علاقة بدولة أخرى، وهي:
إسرائيل".
ويضيف نوفاك في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، أن "المتابعين غير المنتظمين للسياسات في الشرق الأوسط قد يكون فاتهم الكثير من التقارير، التي صدرت العام الماضي، وقدمت أدلة متزايدة حول التعاون السعودي الإسرائيلي في القضايا الأمنية، وجاء هذا التعاون نتاجا للاتفاق النووي، الذي روجت له إدارة باراك أوباما، ولأن الاتفاقية تطورت ببطء، فإن الإسرائيليين والسعوديين كانوا يملكون الوقت الكافي للتخطيط لردهما، والتحضير لأسوأ السيناريوهات".
ويشير الكاتب إلى أن صحيفة "التايمز" البريطانية نشرت في عام 2013، ولأول مرة، أنباء عن تعاون جدي بين السعودية وإسرائيل في مجال الأمن، وشمل السماح لإسرائيل باستخدام المجال الجوي السعودي؛ لتقوم بشن هجمات ضد إيران.
ويتساءل نوفاك عن كيفية تعامل إسرائيل مع قرار عزل قطر، ويجيب قائلا إنه "نتيجة منطقية بعد شرح السعوديين بأنهم يشعرون بأن قطر أصبحت قريبة من إيران، بالإضافة إلى أن قطر تدعم حركة
حماس، التي تشن هجمات ضد إسرائيل من غزة ومن الأراضي المحتلة".
ويلفت الكاتب إلى ظهور تقارير في الصحافة الإسرائيلية والعربية قبل بدء الحملة على قطر، تتحدث عن الضغوط التي مارستها الرياض على قطر لقطع علاقاتها مع حركة حماس، مشيرا إلى أن السعوديين يدركون أنه ربما يؤدي قطع قطر علاقتها مع الحركة إلى القضاء عليها.
ويذهب نوفاك إلى أن "رفض قطر الاستجابة لتلك الضغوط كان هو الشعرة الأخيرة، بالإضافة إلى أن السعوديين شعروا بالجرأة بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب لعاصمتهم الشهر الماضي، وشعروا بالجرأة أكثر عندما صادق ترامب على موقف دول الخليج من طهران، ولم تكن زيارة ترامب إلا مصادقة علنية للتعاون المتزايد بين الإسرائيليين والسعوديين".
ويقول الكاتب: "لاحظوا أن السعودية وإسرائيل كانتا المحطتين الوحيدتين في جولة ترامب في الشرق الأوسط، مع أن مصر تظل أكبر دولة عربية تتلقى دعما من الولايات المتحدة، وعدد سكانها أضعاف عدد سكان السعودية، ويعتقد ترامب أن السعودية هي من توجه الأمور الآن في الشرق الأوسط، ويريدها أن تتعاون مع إسرائيل".
ويرى نوفاك أن "قرار الرياض الضغط على قطر قطع علاقاتها مع حركة حماس بعد فترة قصيرة من زيارة ترامب ليس مصادفة، فحركة حماس لديها عدو حقيقي، وهو إسرائيل، ولهذا فإن الضغط على قطر لتجميد دعمها لحركة حماس سيكون له مستفيد وحيد: إسرائيل".
ويستدرك الكاتب بأن "النقاد الذين أشاروا إلى دعم السعودية المباشر وغير المباشر للعديد من الجماعات الإرهابية في المنطقة لهم الحق في التعبير عن الترحيب الحذر، واعتبار تلك الأخبار نقطة تحول، مع أن ترامب تكهن في تغريداته بأنها ستكون نهاية الإرهاب".
ويخلص نوفاك إلى القول إن "قرار السعوديين عزل قطر يعد دليلا قاطعا على أن قرارها بناء علاقات جدية وشاملة مع إسرائيل هو قرار حقيقي، على الأقل في الوقت الحالي، وبمعايير الشرق الأوسط فإنه يعد صفقة تاريخية".