نشرت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية حوارا؛ مع السفير
القطري في مدريد، محمد الكواري، الذي نفى الاتهامات الموجهة لبلاده.
ونقلت الصحيفة عن الكواري، وفق ما ترجمته "
عربي21"، كل الاتهامات الموجهة لقطر، مؤكدا أن هذه العقوبات تعد خير دليل على رغبة
السعودية في عرقلة السياسة الخارجية المستقلة التي تنتهجها قطر.
وحول الأسباب الداعية إلى الهجوم على قطر، اعتبر الكواري أن قطر تعد نموذجا حضاريا وإنسانيا في منطقة
الخليج، فضلا عن المشاريع التنموية التي قامت بها قطر، وذلك ما أجج حقد الدول الأخرى عليها، وفق تقديره.
وأضاف السفير القطري أن بلاده سوف تحتضن أهم الأحداث الرياضية الكبرى والبطولات العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة، إضافة لكونها رائدة في مجال الإعلام في منطقة الشرق الأوسط. كل هذه العوامل، دفعت الدول الأخرى للوقوف في وجه التطور الذي تشهده قطر.
وقال إن بعض الجهات تسعى إلى جعل قطر كبش فداء للإخفاقات التي تواجهها المنطقة، والتي تتجلى خاصة من خلال الصراع القائم في كل من سوريا واليمن والعراق وليبيا، معتبرا أن قطر تدفع ثمن دعمها للشعوب العربية خلال ثورات الربيع العربي.
وتحدث عن "حملة خبيثة" ترمي إلى تشويه صورة وقطر، عبر "التلاعب والتضليل" و"افتراءات دون أي دليل فعلي".
ونفى السفير القطري الاتهامات بدعم الإرهاب، مؤكدا أن قطر ليست سوى بلد صغير يسعى إلى تحقيق الاستقرار والاستقلالية. وشدد على أن قطر تعد من أكثر الدول التي تسعى جاهدة إلى مكافحة الإرهاب، "ولعل أفضل دليل على ذلك، انضمامها إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة".
وتساءل: "كيف لنا أن ندعم الإرهاب وعلى أراضينا أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، تمثل بدورها مفتاح مكافحة الإرهاب في المنطقة؟".
وأكد السفير القطري أن الأمريكيين يدركون جيدا أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن الدولة قامت بسن قوانين لمكافحة الإرهاب، كما أنها تتعاون باستمرار مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية بخصوص هذه المسألة. وأشار إلى أن الدوحة تدعو إلى البحث عن أسباب وجذور الإرهاب، وذلك نظرا لأن مكافحة الإرهاب عسكريا فقط لن تفي بالغرض، حيث ينبغي أخذ أسباب هذه الظاهرة بعين الاعتبار، وفق قوله.
وحول ما إذا كانت هذه المعركة عبارة عن رد فعل من قبل السعودية إزاء السياسة الخارجية لقطر، نظرا لأن المملكة، على ما يبدو، الطرف الرئيسي الذي أخذ بزمام هذه المبادرة ضد دولة قطر وحرّضت بقية الدول ضدها، قال السفير القطري إن السعودية منزعجة جدا من السياسة الخارجية المستقلة لقطر. "ومن هذا المنطلق، تسعى المملكة إلى دفع قطر إلى التراجع عن سياستها، وأن تبقى خاضعة دائما لوصاية الرياض".
وأشار إلى أن السعودية عمدت إلى فرض جملة من الضغوط على قطر بهدف دفعها إلى تبني الخطة ذاتها التي تنتهجها الرياض. في المقابل، تحاول قطر، العضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بناء أسس الحوار بين مختلف الأطراف في المنطقة، في حين تسعى السعودية إلى إرساء مفهوم الرأي الأحادي الجانب.
وقال الكواري إن قطر تأمل أن تجد وسيلة للخروج من هذه الأزمة، تعمل الكويت على لعب دور الوساطة لتسوية الأزمة. وأشار السفير القطري إلى مدى تأثير هذه الأزمة على كل الدول العربية، وخاصة كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وذكر الكواري، من جهة أخرى، أن العلاقة بين قطر وإيران ليست كما يخيل للجميع، فهي طبيعية للغاية. وقال إن الدولتين تشتركان في حقل الغاز الطبيعي الذي يعد موردا هاما للاقتصاد القطري. وأجرت قطر حوارا واضحا مع إيران بشأن سياستها وتدخلها في البلدان الأخرى، مشيرا إلى أن الدوحة تؤمن بأن الحوار هو أفضل وسيلة لحل المشاكل الراهنة، فضلا عن أن الحوار مع إيران من شأنه أن يعزز مصالح دول الخليج، وفق قوله.
وأوضح الكواري أن قطر تسير على خطى فنلندا، التي لجأت إلى مبدأ "اللا مواجهة" مع الاتحاد السوفييتي، خلال الحرب الباردة، "وهذا موقفنا بالضبط فيما يتعلق بالمملكة وحربها مع إيران".
وأضاف: "على الرغم من أن قطر تدرك تماما أن علاقتها مع إيران ستخلق لها العديد من العقبات، إلا أنها سوف تحافظ على قنوات التواصل مع إيران". وقال إن السعودية تتهم قطر بأنها تتحالف مع إيران، "في حين أن جل ما يهم قطر فعلا، مصلحة دول الخليج بصفة عامة".