ناقش الخبير في شؤون الخليج سايمون هندرسون وفق ما نقله معهد واشنطن للدراسات، أسئلة قال إنها مستمرة ومحيطة بدور المملكة العربية
السعودية في تهم تتعلق بدعمها للإرهاب.
ويأتي تقرير هندرسون في الوقت الذي تشن فيه السعودية حملة مقاطعة ضد قطر جراء التهم ذاتها التي تتعرض لها المملكة السعودية في أمريكا والغرب بدعمها للإرهاب وتمويله.
وأجاب هندرسون على هذه الأسئلة المتعلقة بدعم السعودية للإرهاب بالقول، إن السعودية اضطلعت بدور مضرم النيران، وربما تواصل لعب هذا الدور في المنطقة. غير أنه يتعين على الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تتعاون مع السعودية لتصبح رجل الإطفاء، وفق قوله، مشيرا إلى أن هذا العمل قيد التنفيذ بالفعل.
وكشف أنه سأل مرة مسؤولا بريطانيا: "كيف لنا أن نعرف إن كانت السعودية تمول الإرهاب؟"، فأجاب، "إننا نعرف من أي حساب جاءت الأموال، وأين انتهى بها المطاف".
وسبق أن كتب هندرسون عن "صلات بيت آل سعود بالهجمات الإرهابية التي ضربت الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر"، وفق قوله.
وذكر أنه تناول الأمر في مقال افتتاحي في مجلة "يو. إس. نيوز & وورلد ريبورت"، أشار فيه تحت بعنوان "مدفوعات أميرية"، إلى أن أدلة تشير إلى أن مسؤولين في إدارة كلينتون لم يتمّ الكشف عن هويتهما المجلة على أن أميرين سعوديين بارزين كانا يدفعان لأسامة بن لادن منذ تفجير الرياض عام 1995 الذي أسفر عن مقتل خمسة مستشارين عسكريين أمريكيين. ونُقل عن مسؤول سعودي قوله: أين الأدلة؟ لا أحد يقدم إثباتاً. ليس هناك أي أثر مستندي".
وتابع في مقاله قائلا: "تتبعتُ الأدلة وسرعان ما وجدتُ مسؤولين أمريكيين وبريطانيين أخبروني بأسماء اثنين من كبار الأمراء. وكان هذان الأميران يستخدمان أموالا سعودية رسمية -وليس أموالهم الخاصة- لتسليمها إلى بن لادن لكي يسبب مشاكل في أماكن أخرى، ولكن ليس في المملكة".
وووصف هندرسون الأمر بالقول: "هذا هو الأسلوب السعودي"، مضيفا: "وصلت المبالغ المتعلقة بذلك إلى مئات ملايين الدولارات واستمرت بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر. ومؤخرا سألت مسؤولا بريطانياً عما إذا كانت المدفوعات قد توقفت. فقال إنه يأمل ذلك، ولكنه لم يكن متأكداً".
وقال هندرسون: "مرت ثلاث سنوات أخرى قبل أن أسمّي الأميرين بالاسم، وفقط بشكل غير مباشر آنذاك. ففي النهاية، كانا لا يزالان على قيد الحياة".
ونشر هندرسون هذه المعلومات في مقال افتتاحي نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال" بعنوان "السعوديون من أمثال بريجنيف"، إثر وفاة الملك فهد، إذ كتب: "لا تخفي واشنطن عدم رغبتها في استلام سلطان (وزير الدفاع حينها) أو نايف (وزير الداخلية حينها) عرش الملك. فأي منهما ليس معاصرا بما يكفي، ويُعتقد أنهما قدما تنازلات في الماضي مع تنظيم القاعدة لإعادة توجيه التهديد المحدق بالمملكة نحو المصالح الأمريكية".
واستخدم هندرسون هذه المواد عندما نُشر تقرير تحقيق الكونغرس في اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر الشهير، الذي كان ناقصا 28 صفحة، في تموز/ يوليو 2016.
وأشار الكاتب الأمريكي في مقال في "فورين بوليسي" بعنوان "ما نعرفه عن دور المملكة العربية السعودية في أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر"، إلى الكلمات من صفحة 436 عندما أدلى المستشار القانوني العام في وزارة الخزانة الأمريكية ديفيد أوفهاوسر بشهادته قائلا إن "لمكاتب المؤسسة الخيرية السعودية اتصالات كبيرة مع المتطرفين".
وكان المقطع السري الذي سبق أن اقتبس شهادات لمسؤولين لم ترد أسماؤهم في "وكالة الاستخبارات المركزية" الأمريكية أفادت بأن "رئيس المكتب المركزي في "الحرمين" متواطئ في دعم الإرهاب، وأثار أسئلة أيضا حول الأمير نايف، وفق قوله.
وختم مقالها حينها بالقول، إن الادعاءات السعودية وحتى الأمريكية بـ"عدم وجود أي دليل يشير إلى أن الحكومة السعودية كمؤسسة أو أن كبار المسؤولين السعوديين بشكل فردي قد دعموا هجمات 11 أيلول/ سبتمبر قد تركت احتمال، أو بالأحرى ترجيح، أن أعمال كبار المسؤولين السعوديين أسفرت عن تلك الاعتداءات الإرهابية.
وقال: "أنا لم أقُل أبداً إن الحكومة السعودية أو أفرادا من العائلة المالكة قدموا الدعم أو التمويل بشكل مباشر لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر. بيد أن المطاف انتهى بالمال السعودي الرسمي في جيوب المهاجمين دون أدنى شك".
وبالانتقال إلى الوقت الحاضر، لا شك في أن إيران ستلقي اللوم على السعودية بسبب الأحداث الإرهابية التي تشهدها طهران في الوقت الراهن.
وفي نهاية التقرير الذي نشره معهد واشنطن، أشار هندرسون أنه في الولايات المتحدة، ورغم جهود الكثيرين الرامية إلى وضع حدّ للنقاش، يستمر الجدال حول ضلوع المسؤولين السعوديين في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.
وختم هندرسون بالقول أنه "بالنسبة لي، هناك سؤالان أساسيان:
1. كيف يمكن للسعودية أن تعوض عن ذنبها في الهجمات التي جرت يوم 11 أيلول/سبتمبر قبل نحو 16 عاما؟
2. كيف يمكننا أن نساهم أو نساعد أو نصر حتى على أن تبذل السعودية المزيد من الجهود لوقف الأعمال الإرهابية التي تشكل تهديدا خطيرا على مستقبل المنطقة وحتى العالم؟".
ويشير هندرسون من خلال تقريره إلى ما تفلعه السعودية ضد قطر، بعد اتهامها بالتهم ذاتها التي تتعرض لها في أمريكا من دعم للإرهاب وتمويله، متسائلا هل انتقلت السعودية من مضرم للنيران إلى دور مطفئ الحرائق، رغم كل الشبهات التي تدور حولها والاتهامات المتصاعدة ضدها؟