تحدثت صحيفة
إسرائيلية، عن الخسارة الاستخبارية الكبيرة التي تسبب بها السلوك "الغبي" للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، عقب تسريبه معلومات استخبارية إسرائيلية للجانب الروسي.
قنابل ذكية
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أنه في حال صح كشف الرئيس للروس، عن نجاح "إسرائيل" في اختراق حواسيب
تنظيم الدولة، وحصولها على معلومات تفيد بأنها تخطط لإسقاط طائرات عبر قنابل ذكية تتمثل في أجهزة حاسوب محمولة، فهذه "كارثة استخبارية".
وأضافت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم، والذي كتبه معلقها العسكري أليكس فيشمان؛ "ما حدث ليس خللا ولا أزمة عابرة تتعلق بفقدان المعلومات، بل انهيار عرضي لقدرات استخبارية اكتسبت بجهد كبير ومخاطر شديدة".
وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فقد نقل ترامب خلال لقاء له مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، معلومات تفيد بأن "هكرز" إسرائيليين نجحوا في التسلل قبل نحو نصف عام لخلية متخصصة في إعداد القنابل لدى تنظيم الدولة بسوريا.
وتمكن "الهاكر" الإسرائيلي من الحصول على معلومات، تفيد بأن هذه الخلية التابعة للتنظيم، تمكنت من تطوير قنبلة حديثة لا تكتشفها آلات الكشف في المطارات، وتتخذ شكل بطاريات الحواسيب المحمولة، وهي المعلومة التي أدت إلى صدور قرار بمنع حمل الحواسيب المحمولة في الطائرات خلال الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة من دول إسلامية.
جمع المعلومات
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى تنافس الصحف الأمريكية بعدما تم كشف خبر تسريب ترامب هذه المعلومات للروس، في كشف "أكبر قدر ممكن من عار الرئيس ترامب، ومعه كشف المزيد من الأسرار الإسرائيلية، لتعظيم غبائه".
وذكرت أنه "في البداية جرى الحديث عن عميل جندته إسرائيل في سوريا؛ وهذا بحد ذاته كان كفيلا بأن يلحق ضررا كبيرا، فمن المعقول أن يقوم تنظيم الدولة بوضع الصعاب أمام جمع المعلومات، مع القضاء على مصدر معلومات نادر؛ سواء عمل هذا العميل أم لا".
وأما التسريب الذي تحدثت عنه "نيويورك تايمز"، بأن "المعلومة الحساسة تم الحصول عليها نتيجة لهجمة سايبر، فمن شأنها منذ الآن أن تلحق أضرارا استخبارية من نوع آخر وبحجم أكبر بكثير، لأن تنظيم الدولة يدرك جيدا بأنه لا يوجد جهاز استخباري إلا ويحاول التسلل لداخله، وعليه فمن المعقول أنه أمر بالإبقاء على قطع الاتصال، لأن رجال التنظيم يمتنعون عن استخدام الوسائل المحوسبة وإذا ما استخدموها فإنها تكون مشفرة".
وكشف في الماضي، أن تنظيم الدولة يجري اتصالاته مع رجاله عبر ألعاب "بلاي ستيشن" أو "إكس بوكس"، حيث يتأكد أن "التسلل إلى داعش، وإن كانت عبر هجمات إلكترونية، إلا أنها تنطوي أحيانا على خطر يهدد الحياة"، بحسب الصحيفة التي أوضحت أن "كل تسلل يستوجب عملا استخباريا كلاسيكيا يتضمن؛ تحديد هدف، دراسة المنظومة، ومحاولة العثور على نقطة ضعف، وتطوير معاملات تخفي حصان طروادة الذي يتم إدخاله لجمع المعلومات السرية.
هجوم السايبر
وأكدت "يديعوت"، أن "كل كشف لنشاط تنظيم داعش ينتهي، من ناحية
الاستخبارات، بقنبلة تسقط على الرأس"، مشيرة إلى أنه بعد كشف الصحيفة الأمريكية عن هجوم السايبر على حواسيب تنظيم الدولة "سيحاول رجاله كشف تلك المنظومة التي اخترقت حواسيبهم، وليس هم فقط؛ بل أيضا الدول المهتمة بالقدرات الإسرائيلية؛ هي الأخرى ستحفر في حواسيب تنظيم الدولة لتمسك ذاك الفيروس الذي تمكن من اخراق الحواسيب".
ومن اللحظة التي ستنكشف بها أداة الهجوم، ستتضح لديهم أين هي نقطة الضعف وسيتم معالجتها، وهذا "يدل على انهيار استخباري للمهاجم الذي وظف سنوات طويلة في تطوير الأداة التي تمكن من خللها الدخول لأماكن مختلفة "، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
ولفتت "يديعوت" إلى أن الكشف الذي حصل حول طريقة الحصول على تلك المعلومات الحساسة، "سيقصر عمر الأداة الاستخبارية التي من خلالها تمكن من الدخول لحواسيب العدو (داعش)"، مؤكدة أن "الأسوأ من ذلك؛ إذا كان المهاجم نفسه لا يعرف أنه كشف، وهنا يمكن تحميله معلومات كاذبة واستخدام معطياته لمهاجمة دول أخرى".
وبينت الصحيفة، أن "لحرب السايبر فضائل وفوائد هائلة على الاستخبارات التقليدية، ومع ذلك، فإنها تنطوي على مخاطر وأضرار على المدى البعيد على المهاجم".