توعد قيادي ميداني في قوات
سوريا الديمقراطية (قسد) باجتياح مدن وبلدات في مناطق ريف
حلب الشمالي والشرقي، أو ما تسمى بمنطقة "
درع الفرات"، وذلك بعد طرد تنظيم الدولة من مدينة
الرقة.
وجاء ذلك في شريط مصور تناقله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، هاجم خلاله القيادي المدعو رافي بن لادن، فصائل الجيش الحر قائلا: "حملتنا مستمرة على الرقة، وسنحرر المدينة عن قريب، وأين المفر يا درع الفرات"، بحسب تعبيره.
واطلعت "
عربي21" على الشريط، الذي يستخدم فيه القيادي المتواجد بالقرب من الرقة، عبارات مسيئة بحق شخصيات سياسية وناشطين إعلاميين في المعارضة.
وبحسب مصادر محلية، فإن ابن لادن، قيادي عسكري في صفوف مجلس مدينة منبج العسكري، الذي شكلته قوات سوريا الديمقراطية في نيسان/ أبريل العام الماضي قبيل سيطرتها على المدينة التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.
ولم يستبعد الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني، السيناريو العسكري الذي جاء على لسان ابن لادن، مشيرا إلى محاولات وحدات الحماية الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، المتكررة لاختراق مناطق سيطرة درع الفرات.
وقال تركماني لـ"
عربي21": "الوحدات تخطط لوصل مناطق سيطرتها شرق نهر الفرات بمدينة عفرين، تمهيدا للإعلان عن كيان انفصالي، وهذا الأمر لن يتم إلا عبر السيطرة على منطقة درع الفرات"، على حد تقديره.
وربط الخبير بالشأن التركي، بين مظاهر الفوضى التي قال إنها "مفتعلة"؛ في منطقة درع الفرات، وبين محاولات الوحدات الرامية إلى اجتياح المنطقة، في إشارة إلى الاقتتال الداخلي بين الفصائل المنضوية في درع الفرات.
وعدّ تركماني الفوضى عاملا مساعدا لاختراق المنطقة من الوحدات الكردية أو قوات النظام السوري، وأضاف بهذا الشأن: "هناك حالة من خيبة الأمل تسيطر على سكان المنطقة، ما سيؤدي إلى فقدان الحاضنة الشعبية للفصائل"، على حد قوله.
من جانب آخر، أشار تركماني، إلى رغبة تركية بتدارك الوضع العسكري والخدمي في المنطقة، من خلال إرسال قوات تركية إلى داخل المنطقة.
بدوره، رأى الإعلامي السوري حارث عبد الحق؛ في تهديدات القيادي في سوريا الديمقراطية باجتياح منطقة درع الفرات "أمرا غير خاف"، مشيرا إلى أن "الوحدات الكردية لها سياسة معلنة، والشمال السوري برمته ضمن خرائط كيانهم المزعوم"، على حد وصفه.
وأضاف لـ"
عربي21": "لا بد من مواجهة مخطط الوحدات الكردية، وعلى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة تدارك أمرهم قبل أن يفوتهم القطار"، كما قال.
وفي المقابل، قلل عضو المكتب السياسي السابق في حركة نور الدين الزنكي؛ بسام حجي مصطفى، من شأن هذه التصريحات، واضعا إياها في خانة "البربوغاندا التي تعمل الوحدات الكردية على نشرها لتحشيد أكبر قدر ممكن من المتحمسين"، كما قال.
وبين مصطفى في حديثه لـ"
عربي21"، أن أي عمل عسكري كبير على منطقة درع الفرات، دون النظر إلى من يقوم به، "إعلان حرب على التوافق الدولي والإقليمي".
وكان مصطفى قد استقال من حركة نور الدين زنكي احتجاجا على انضمامها لهيئة "هيئة تحرير الشام" في آذار/ مارس الماضي.
وفي ذات السياق يجزم، حجي مصطفى، أن تركيا لن تسمح بأي خلل في هذه المنطقة التي تحولت إلى منطقة آمنة أو تكاد تكون ذلك، وفق تقديره.
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية لليوم الحادي عشر؛ معارك ضاربة في أطراف وأحياء من مدينة الرقة، مدعومة بقوات التحالف، بهدف السيطرة على المدينة التي تعتبر عاصمة لتنظيم الدولة.
وتتهم مصادر ميدانية مقاتلات التحالف باستهداف المدنيين العالقين في أحياء الرقة بالفوسفور الأبيض، الذي يعتبر من الأسلحة المحرمة دوليا، الأمر الذي دفع بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" قبل يومين، للإعراب عن قلقها بشأن استخدام هذه الأسلحة في مناطق مأهولة بالسكان.