ملفات وتقارير

لماذا استقالت السفيرة الأمريكية بقطر.. هل ترامب السبب؟

سفيرة أمريكا في قطر استقالت في ظل أزمة خليجية وموقف أمريكي متضارب- أ ف ب
أعلنت السفيرة الأمريكية في قطر، دانا شل سميث، مساء السبت استقالتها من منصبها، رسميا هذه المرة، وذلك في ظل أزمة خليجية غير مسبوقة مع الدوحة، لقيت موقفا أمريكيا متضاربا، لا سيما من جهة الرئيس الأمريكي الذي تسبب بإحراج لإدارته إثر تصريحات له تعارضت مع تصريحات وزير خارجيته وسفيرة بلاده في قطر.

وتساءلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن أسباب الاستقالة، في تقرير ترجمته "عربي21"، مشيرة إلى أن سميث دأبت على انتقاد سياسة ترامب بما يتصل بأزمة قطر، خاصة ما يتعلق بملف مكافحة تمويل الإرهاب.  

وكانت سميث نشرت تغريدات عدة انتقدت فيها إدارة ترامب وموقفها من الأزمة، وشددت على قوة الشراكة بين الولايات المتحدة وقطر، لا سيما في مكافحة الإرهاب.

وفي حين تصر وزارة الخارجية الأمريكية على أن استقالة سميث "جزء من التناوب الطبيعي للدبلوماسيين المحترفين في جميع أنحاء العالم"، إلا أن الاستقالة جاءت بعد انتقاد صريح للسفيرة الأمريكية لترامب عبر حسابها الرسمي في "تويتر".

وقالت في التغريدة: "من الصعب على نحو متزايد أن تستيقظ في الخارج على أخبار من وطنك، تجبرك على أن تهدر وقتك طوال اليوم في شرح أن تلك هي الديمقراطية ودولة المؤسسات".


وعلقت "الإندبندنت" على الأمر، قائلة: "رغم أن التصرف يمكن أن يظهر كأنه جزء من التناوب الطبيعي للدبلوماسيين في جميع أنحاء العالم، إلا أن مصادر عدة رجحت أن موقف سميث من ترامب ومن أزمة قطر هو السبب، ما دفعها للتنحي عن منصبها أو إجبارها على التنحي من الخارجية الأمريكية".

وظهر الخلاف بين سميث وترامب بصورة جلية، منذ اليوم الأول لأزمة قطر، إذ حرصت السفيرة الأمريكية على إعادة نشر تغريدات وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، التي يطالب فيها بتخفيف الحصار المفروض على الدوحة، وتقريب وجهات النظر واستجابة قطر لشواغل جيرانها بشأن تمويل الإرهاب.

وتجاهلت سميث كافة التغريدات التي نشرها ترامب، ووجه فيها انتقادات إلى قطر، في ما وصف بأنه كان "تجاهلا متعمدا".

اقرأ أيضا: كيف أحرجت تصريحات ترامب حول قطر الإدارة الأمريكية؟


ورغم هذا الموقف الأمريكي من ترامب، فإن إدارته وافقت على بيع طائرات مقاتلة من طراز "أف 15"، بقيمة 12 مليار دولار، بعد أيام من اتهام الرئيس الأمريكي لقطر بأنه بلد يرعى الإرهاب.

ووقعت الصفقة من وزارة الدفاع الأمريكية، وتفيد التقارير بأنها تشمل 36 طائرة مقاتلة.

وقبل يومين من ترك سميث وظيفتها سفيرة لأمريكا في قطر، فقد أعادت نشر تغريدة مشعل حمد آل ثاني، سفير قطر لدى الولايات المتحدة، الذي قال إن الصفقة ستخلق 60 ألف فرصة عمل جديدة في 42 ولاية أمريكية.

وعقّب البنتاغون بعد إعلان الصفقة بأن البيع سيزيد من التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وقطر.

ولا تزال قطر تستضيف نحو عشرة آلاف جندي أمريكي في قاعدة عسكرية أمريكية هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط. 

اقرأ أيضا: تباينات الموقف الأمريكي من مقاطعة قطر (إنفوغرافيك)

وبحسب الصحيفة، فإن الخلاف حتى الآن بين الدوحة والدول الأخرى بقيادة السعودية "لم يهز تلك الشراكة بين قطر وأمريكا، على الرغم من أن الشقوق تظهر في ردود الإدارة الأمريكية" لا سيما ترامب.

وأعلنت سميث نيتها الاستقالة عبر "تويتر" مسبقا، قائلة باللغة العربية: 


وشددت في أكثر من مناسبة على أن "قطر هي شريك قوي في مكافحة تمويل الإرهاب، وسنواصل عملنا معا".


يذكر أن سميث تم تعيينها في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما سفيرة للولايات المتحدة في قطر، قبل ثلاثة أعوام.

وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين وتلتها دول أخرى، أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق المعابر البرية والبحرية والجوية معها.