تتعرض رئيسة الوزراء البريطانية،
تيريزا ماي، لحملة انتقاد واسعة في الصحف والمواقع المحلية تحولت إلى مطلب واسع في مواقع التواصل الاجتماعي باستقالتها على خلفية تعاملها وحكومتها مع
حريق لندن الذي نشب في برج "غرينفل تاور".
وبحسب ما تابعته "
عربي21"، فقد حمل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ماي وحزبها المحافظ مسؤولية الحريق، وضحايا الحادثة الذين يقدر عددهم 30 شخصا حتى الآن.
وكانت مسيرات وتجمعات احتجاجية ظهرت في مدن بريطانية عدة، لا سيما في العاصمة لندن، مطالبين ماي بالتنحي عن منصبها، وزيادة الضغط بهدف إجراء انتخابات جديدة.
وكان زعيم حزب العمال جيريمي كوربين قال إنه يريد الإطاحة بماي بعد فوز الحزب بعدد من المقاعد أكبر من المتوقع في الانتخابات العامة التي أجريت الأسبوع الماضي.
وخصص النشطاء هاشتاغ "
#JusticeForGrenfell" و"
#maymustgo" للمطالبة برحيل تيريزا ماي، وانتقاد حكومتها.
وانتقد بريطانيون تكاسل زيارة ماي لأسر ضحايا الحريق، وقيامها بالأمر في وقت متأخر، وعدم تعاملها بشكل جيد مع الحادثة، وفق قولهم.
وهذا الأمر جعل ماي تواجه انتقادات شديدة من داخل حزب المحافظين الحاكم، بسبب تكاسلها في التعامل مع الحادث.
فمن جانبه، قال وزير الدولة السابق مايكل بورتيلو في تصريحات صحفية، إن تعامل ماي مع الحادث كان سيئا.
وأضاف أنه "كان عليها التواجد هناك مع السكان، وأن تكون مستعدة لتقبل مشاعرهم، لا أن تخاف من مواجهتهم".
وطالب بريطانيون بالإجابة على تساؤلاتهم حول الحريق، ومن يتحمل مسؤوليته؟ منتقدين سكوت الحكومة وعدم توضحيها لملابسات الحادثة، وما توصلت إليه التحقيقات.
وعبروا عن رفضهم وصف المتظاهرين والمحتجين بالشغب، وقالوا إن ما يريدونه فقط الإجابات على تساؤلاتهم، فهناك أسر كاملة راحت ضحية الحريق، مطالبين برحيل تيريزا ماي.
واقتحم ما بين 50 إلى 60 شخصا مقر بلديتي تشيلسي وكينسينغتون غرب لندن تعبيرا عن غضبهم من الحكومة، وتجمع عدد آخر خارج قاعة كانت تجري فيها ماي اجتماعا مع عائلات وأقارب ضحايا الحريق.
لكن ماي غادرت المستشفى التي يتلقى المصابون العلاج فيها مسرعة وسط عبارات استهجان ومطاردة بعضهم لها، بسبب اتهامها بالتقصيرفي دعم المتضررين.
وتناقض رد فعل ماي مع زعيم المعارضة جيريمي كوربين الذي عانق السكان والمتضررين خلال زيارته لهم وكذلك رد فعل الأسرة المالكة التي التقت مع السكان ومتطوعين.
وانتقد
كوربن حجم المخصصات المالية التي أعلنت عنها الحكومة لدعم المتضررين، ووصف مبلغ خمسة ملايين جنيه إسترليني بأنه غير كافية.
وشهدت فيه شوارع وسط مدينة لندن مسيرة لعدد من البريطانيين، خرجوا مطالبين بمزيد من الدعم لضحايا الحريق الكبير، الذي التهم برج غرينفيل السكني غربي لندن، وأدى إلى فقدان 70 شخصا على الأقل، قالت الشرطة إن 30 من بينهم تأكد مقتلهم، وأن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع.
واحتشد متظاهرون آخرون في ويستمنستر وسط لندن، قبل أن يتوجهوا إلى مقر الحكومة في شارع داونينغ ستريت.
الملكة إليزابيث تعلق
وتنامي الغضب الشعبي إثر الحادثة دفع ملكة
بريطانيا، إليزابيث الثانية، إلى القول إن البلاد تمر بفترة عصيبة بعد حريق لندن وقبله هجوم مانشستر.
وقالت الملكة التي زارت موقع الحريق: "إنه من الصعب الهروب من مزاج قاتم في بريطانيا بعد كل المآسي التي وقعت في لندن ومانشستر (...) والبلاد عازمة على مواجهة هذه المحنة".
من الصعب الهروب من مزاج قاتم في بريطانيا بعد كل المآسي التي وقعت في لندن ومانشستر (...) والبلاد عازمة على مواجهة هذه المحنة".
ولقيت ماي سخرية بشكل كبير في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تناقل روادها كاريكاتورات ساخرة لماي، تتندر على دورها بعد حريق لندن، تدعيما للاتهامات ضدها بالتقصير.
يشار إلى أن الإسعاف في لندن أفادت الجمعة الماضي بأن عدد الضحايا قد يصل إلى 64 شخصا من حريق غرينفيل، وقد نقلوا إلى المستشفى، بينهم 20 شخصا في حالة حرجة.
وقالت مواقع محلية إن عدد المفقودين حتى الآن جراء الحريق، 70 شخصا.