علمت "
عربي21" أن لقاء يجري الترتيب له؛ لمناقشة بناء علاقة بين
إسرائيل وليبيا، وللمطالبة بفتح باب المشاركة السياسية وإعادة إعمار البلد لليهود من أصل ليبي.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "
عربي21"، فإن مجموعة من اليهود الليبيين ترتب لعقد هذا اللقاء في جزيرة رودوس اليونانية، بين 29 حزيران/ يونيو، والأحد الثاني من شهر تموز/ يوليو القادم.
وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد نقلت في آذار/ مارس الماضي عن رئيس منظمة يهود
ليبيا، رفائيل لوزون، قوله؛ إن اللقاء ستحضره مجموعة من الشخصيات الليبية التي تمثل أطرافا في الأزمة الليبية، من بينهم وزير الإعلام والثقافة السابق في الحكومة المؤقتة التابعة لمجلس النواب في طبرق، عمر القويري.
وحسب مصدر خاص، تحدث لـ"
عربي21"، فإن القويري الذي يقيم في
مصر، ويرتبط بعلاقة بمسؤولي النظام وقادة المخابرات في مصر، هو أحد أهم الداعمين لعقد هذا اللقاء بإشراف مصري، علما بأن وفدا من أجهزة الأمن والمخابرات المصرية سيحضر اللقاء.
ومعلوم أن القويري يعتبر من أنصار عملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة
حفتر، غير أنه تم فصله من منصبه لأسباب غامضة، قبل أن يفر إلى مصر منذ نحو عام ونصف، في حين تحدث مسؤول في الحكومة المؤقتة التابعة لبرلمان طبرق، المؤيدة لحفتر؛ عن اتهام القويري بقضايا مالية.
وحسب المصدر نفسه، فإن القويري يظهر بصحبة شخص قال عنه إنه "قيادي ليبي ومرشح لرئاسة الوزراء"، ويدعى معين الكيخيا. غير أن هذه الشخصية لم تكن معروفة، سياسيا أو اجتماعيا، في ليبيا، ومن المحتمل أن يكون اسمه مقترحا أمام المجتمعين في اللقاء من أجل الحصول على دعم دولي له بطريقة ما.
وحسب المعلومات، فإنه يُنتظر أن تحضر اللقاء شخصيات إسرائيلية، من الكنيست ومن الحكومة، بالإضافة إلى سياسيين وأمنيين إيطاليين. كما يُتوقع أن تحضره مجموعة أخرى من دول مختلفة، من بينهم شخصية قيادية أمنية مصرية.
وحسب ما نُقل عن لوزون، فإن اللقاء سيكون تحت شعار المصالحة بين إسرائيل وليبيا، وهو ما يجعل اللقاء غامضا لأنه أساسا لا توجد علاقة بين إسرائيل وليبيا.
ونقلت وسائل إعلام عن لوزون قوله إن لديه اتصالات مع شخصيات من جميع الأطراف الليبية، من بينها المجلس الرئاسي والحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ والبرلمان وقوات حفتر، ونُقل عنه قوله إنه يتوقع حضورا من جميع هذه الأطراف.
ويتساءل مراقبون ومتابعون حول السر الذي يجعل مصر تشرف بطريقة غير مباشرة على هذا اللقاء، وعن السر وراء انعقاد اللقاء بالتزامن مع عملية الحصار التي تجتهد السعودية والإمارات ومصر في فرضها على دولة قطر.
ومعلوم أن هناك قائمة من الشروط التي تقدمت بها مصر لكي يتم تخفيف الحصار على قطر، ومن هذه الشروط ضرورة أن تغلق قطر مؤسسات إعلامية ضخمة، على رأسها قناة الجزيرة، وهو ما دفع مراقبين للتساؤل: هل تسعى مصر للضغط على قطر لإقفال هذه الوسائل الإعلامية حتى تمنع متابعة التحركات المصرية والإماراتية من أجل دعم حفتر وأتباعه لكي تكون لهم علاقة بإسرائيل؟
يذكر أن صحيفة معاريف عندما نشرت، في آذار/ مارس الماضي الخبر عن اللقاء؛ ذكرت أن هناك تمثيلا ليبيا عن المجلس الرئاسي، لأن أحد الدبلوماسيين المذكورين حينها، وهو فوزي عبد العال، كان سفيرا لليبيا لدى البحرين، لكنه نفى حينها علاقته بهذا اللقاء. كذلك أعلنت وزارة الخارجية التابعة للمجلس الرئاسي في طرابلس؛ أنه لا علاقة لها بهذا اللقاء وأنه لا علم لها به.
ويزداد الغموض الذي يصاحب هذا اللقاء؛ مع استمرار حالة الانقسام السياسي في ليبيا، ويزداد أكثر مع محاولات الاستقرار السياسي في الغرب الليبي من خلال المجلس الرئاسي المعترف به دوليا، والذي جاء بناء على الحوار السياسي الليبي في الصخيرات المغربية.