حذرت مجلة "ذا نيشين" الأمريكية من أن استمرار حصار السعودية وحلفائها لدولة قطر قد يؤدي إلى مكاسب كبيرة لإيران في المنطقة.
وقال الصحفي جوان كول، في مقال له نشرته المجلة الأربعاء 28 حزيران/ يونيو، إن كل ما ستنجزه الخطوات السعودية التصعيدية ضد قطر هو أنها ستقوي نفوذ إيران في الخليج.
وأشار كول إلى أن إيران سارعت إلى نصرة قطر، وأن" الرئيس الإيراني حسن روحاني بادر بالاتصال بأمير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليؤكد له بأن مطارات إيران ومجالاتها الجوية مفتوحة أمام الدوحة، وأن إيران على استعداد لتوسيع علاقاتها الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالقطاع الخاص. كما أرسلت إيران عدة طائرات محملة بالأغذية إلى الإمارة الصغيرة".
ويسخر كول من تهمة السعودية لقطر بأنها تدعم الإرهاب، وقال: "تتهم المملكة العربية السعودية قطر بدعم الإرهاب (وهي تهمة بكل صراحة لا أساس لها على الإطلاق)، ولكنها إذ تفعل لا تقصد بذلك المجموعات المتطرفة في سوريا؛ فهذا سيكون أشبه بمن ينعت غيره بما هو فيه كالقدر يقول للإبريق يا أسود. وبالفعل، فكرة أن تتهم المملكة العربية السعودية شخصا آخر بنشر التطرف الإسلامي تكفي لأن تجعل المرء يستلقي على ظهره من كثرة الضحك".
ويضيف: "المملكة العربية السعودية ودولة قطر هما البلدان الوحيدان اللذان يلتزمان بتعاليم الداعية الأصولي محمد بن عبد الوهاب، الذي عاش في منتصف القرن الثامن عشر. بينما يمكن اعتبار الإسلام السني أشبه بالخيمة الكبيرة التي تنأى بنفسها عن التكفير والإقصاء، إلا أن الوهابيين تقليديا يستسهلون إخراج الناس من ملة الإسلام لأتفه الأسباب، وكان ذلك هو موقفهم من سلاطين العثمانيين السنة، رغم أن الدولة العثمانية كانت واحدة من أكبر الامبراطوريات المسلمة وأطولها عمرا.
وبينما كان علماء أهل السنة عبر التاريخ وحتى في عصرنا هذا في مقدمة أهل الاختصاص في مختلف المجالات، إلا أن الوهابيين زعموا بأن الإبداعات التكنولوجية التي لا يقرها القرآن الكريم هي موضع شك. وبينما عرف عن الإسلام السني تسامحه مع النصارى، إلا أن المتشددين الوهابيين لا يوافقون على السماح لهم بممارسة شعائر دينهم في العلن. وبينما عرف عن المعاهد والمؤسسات السنية انفتاحها وقبولها للحوار مع الشيعة، إلا أن الوهابيين لجأوا إلى العنف لقمع من ينتسب لذلك المذهب من مذاهب المسلمين. ومع ذلك كله، يبقى النموذج الوهابي القطري أكثر ليبرالية من النموذج السعودي. فعلى سبيل المثال توجد في الدوحة كنائس ويسمح فيها ببيع الخمور، مع أنه جرى مؤخرا فرض ضريبة خطيئة كبيرة عليها".
ويرى كول أن السبب الحقيقي وراء حصار قطر هو جماعة الإخوان المسلمين، ويقول: "من المحتمل جدا ألا يكون السبب الحقيقي وراء الحملة التي تشنها السعودية حاليا على قطر هو الرغبة في الانتقام من إيران حنقا عليها؛ لما تسببت فيه من إقصاء للسعودية عن ساحات الفعل في كل من العراق وسوريا ولبنان. فلو كان ذلك هو الدافع لكان الأولى أن تصب المملكة العربية السعودية جام غضبها أولا وقبل كل شيء على آل مكتوم في دبي. إنما الدافع الحقيقي يكمن في الرؤية الشعبوية للإسلام كما تقدمها جماعة الإخوان المسلمين في مقابل السلفية السنية المتشددة والمناصرة للنظام الملكي السلطوي الذي يفضله آل سعود. في هذا الصراع، بين جماعة الإخوان التي أثبتت في كثير من الأوقات قدرتها على التعايش مع المؤسسات اللبرالية من جهة والمنظومة السلطوية السلفية من جهة أخرى، توجه إلى عائلة آل ثاني التي تحكم قطر التهمة بأنهم يمثلون "الأمراء الحمر".
لمطالعة المقال: هل ستؤدي مقاطعة السعودية لقطر إلى دفعها لأحضان إيران؟