شددت كاتبة
إسرائيلية، على أن أهمية أن تقوم "إسرائيل" بتقديم ما يلزم من معلومات استخبارية وتكنولوجية، تضمن من خلالها "استقرار" الحكم في
السعودية، التي ستقرر مدة قوة علاقتها بـ"إسرائيل" وفقا لسير المسيرة السياسية.
رجل لطيف
ودعت سمدار بيري، الكاتبة الإسرائيلية بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إلى إجراء دراسة لما يصرح به الجنرال السعودي المتقاعد في الجيش السعودي أنور
عشقي، وقالت: "تعالوا ندرس ما يقترحه عشقي، فمن معرفتي الشخصية به عبر مقابلة منحها لنا قبل عام، أرى فيه بالون اختبار من الأسرة الحاكمة".
وأشادت بيري، بالجنرال عشقي "الرجل اللطيف المجرب، الذي لا يعترض على الحوار مع الإسرائيليين"، مرجحة أن الجنرال السعوي، الذي ينتمي إلى "مملكة مغلقة ومنغلقة، ما كان ليسمح لنفسه بأن يتصرف مع إسرائيل دون أن يتلقى ضوءا أخضر من الجهات العليا في الرياض".
وفي مقابلته الأولى مع "يديعوت"، حذر الجنرال ، "من جدة من أنه يجب رفع الخطوات السياسية إلى مسار سريع لأنه إذا لم يتحقق السلام في عهد بنيامين نتنياهو، فإن السلام سيفلت من أيدينا"، ولم توضح الكاتبة الإسرائيلية، هل كانت في زيارة لجدة حينما أجرت المقابلة مع عشقي أم لا؟
ونوهت إلى أن "عشقي في حينه كان في ذروة اتصالاته - بعضها كان علني - مع من كان في حينه مستشار لنتنياهو، دوري غولد"، كاشفة أنه "على الأقل زار إسرائيل مرتين، وأجرى ماراثون محادثات سرية مع مبعوثين إسرائيليين".
أفكار مشوقة
وتابعت: "وعندما انكشفت المحادثات، أثيرت علامات استعجاب لا حصر لها، وأجرت أجهزة استخبارات غربية متابعة للأحداث، ولكن إسرائيل لم تنقض على الفرصة، فتفككت الرزمة، وانصرف غولد إلى بيته، وخفض عشقي مستوى الاهتمام".
وتدحرجت الأحداث بعد ذلك، فعزل ملك السعودية سلمان ولي عهده محمد بن نايف، ونصب ابنه الشاب محمد بن سلمان وليا للعهد، ونقلت جزيرتي تيران وصنافير للسيادة السعودية، وفق بيري التي لفتت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "هبط أيضا في قصور الرياض واجتمع برعاية سلمان بـ55 دولة عربية وإسلامية توافق على تطوير العلاقات مع إسرائيل شريطة أن تتقدم مع الفلسطينيين".
إقرأ أيضا: "جنرال سعودي": مستعدون للتطبيع مع إسرائيل.. وهذا شرطنا
وفي الوقت الذي حاصرت فيه السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر قطر، و"عملت تلك الدول تشديد الحصار على الدوحة"، ألمحت الكاتبة الإسرائيلية إلى وجود "حوارات سرية تجري بين الرياض وتل أبيب"، مشيرا إلى أن "عشقي طل من جديد، وعرض أفكارا مشوقة تربط بين الأطراف".
وبحسب عشقي، فإن "نقل الجزيرتين يجعل اتفاق السلام المصري – الإسرائيلي اتفاقا دوليا يلزم السعودية، ويشكل أساسا لتطوير التعاون، في الوقت الذي يؤكد فيه أنه لن يكون
تطبيع حتى تتجند إسرائيل لحل مع الفلسطينيين".
دولة ممزقة
وقالت بيري: "وعندها يلقي بقنبلة الخطة التي يتم إنضاجها على نار هادئة؛ فكل حل يتحقق سيدار برعاية أردنية (على الضفة) ومصرية (على قطاع غزة)"، منوهة إلى أن ما يجري "ليس إعلانا هاذيا عن دولة فلسطينية ممزقة في نزاع بين غزة ورام الله، بل نوع من المظلة المصرية الأردنية وإشراكهما في الحل".
وأوضحت الكاتبة، أن عشقي يؤكد أن "ما هو مقبول لدى الفلسطينيين، سيكون مقبولا للسعودية"، معتبرة أن ذلك يعني أن "السعودية مستعدة للتنازل عن مبادرة السلام العربية، كما أنها ستوافق بحسب عشقي، على تأجيل تقسيم القدس إلى المرحلة الأخيرة من الإجراءات، كي لا تتفجر المفاوضات".
وعندما تكون
إيران "هي العدو الحقيقي، فإن العلاقات مع إسرائيل -وفق عشقي الذي يدير في جدة مركزا للبحوث الاستراتيجية عن الشرق الأوسط- ستبنى فقط على المصالح، وأما قوة تلك العلاقات فستتقرر وفقا لقوة المسيرة السياسية"، وفق الكاتبة الإسرائيلية التي أكدت أن "السعودية تنظر لحلفها الذي عقدته مع أمريكا، على أنه أهم بكثير وأن إسرائيل لاعب فرعي".
وبكلمات أبسط، ذكرت بيري، أن "إسرائيل مدعوة للتبرع بمعلومات استخبارية وتكنولوجية وأمور تضمن استقرار الحكم في المملكة في مواجهة مؤامرات طهران".