نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن استعداد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة للقضاء نهائيا على
تنظيم الدولة من معاقله الأخيرة في
العراق وسوريا.
لكن الصحيفة تقول إنه لا يمكن الجزم بأن القضاء على "الخلافة" خطوة قادرة على وضع نهاية للتطرف والإرهاب في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن مغامرة أبي بكر البغدادي، الذي لا زلنا نجهل حقيقة المعلومات عن مقتله، على وشك النهاية خلال الأيام القليلة القادمة. وستضع الهزيمة الوشيكة لتنظيم الدولة نهاية لعملته الخاصة، وخدماته التي يقدمها للسكان الذين يعيشون تحت سيطرته.
وبينت الصحيفة أنه بعد ثلاث سنوات من زرع الموت والدمار، على امتداد نهري دجلة والفرات، يتجه تنظيم الدولة نحو الاندثار من معاقله في العراق وسوريا.
وأضافت الصحيفة أن المعارك في
الموصل خلفت دمارا هائلا، وطال حتى المسجد الذي أعلن منه البغدادي "خلافته". كما ستستغرق عملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وقتا طويلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة قد استقطب مقاتلين من جميع أنحاء العالم، أظهروا الإسلام بصورة سلبية. حيث تناقلت الكثير من وسائل الإعلام حول العالم مشاهد الرعب التي يروج لها التنظيم، فيما شملت هذه المشاهد هجمات مدوية في أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الفوضى العارمة تعد آخر الفصول الدامية في الشرق الأوسط التي أنتجها الغزو الأمريكي للعراق خلال سنة 2013، حيث فتح هذا الغزو أبواب الجحيم في المنطقة، ولم يتمكن أحد من إغلاقها حتى الآن.
وتضيف الصحيفة: "من المفارقات، أنه لا يزال عباقرة الموت يجوبون أنحاء الشرق الأوسط والعالم بأسره، محذرين من القيم الرجعية للدين، ومتناسين الأسباب الرئيسية للعنة الشرق الأوسط".
وأوردت الصحيفة أن أحد الجنود الأمريكيين الذين استجوبوا صدام حسين، أكد أن الأخير "حذر واشنطن مرارا وتكرارا من أن الأمريكيين سيفشلون حتما، كما لن يتمكن الاستعمار الأمريكي من الصمود طويلا؛ لسبب بسيط وهو أن الأمريكيين لم يفهموا عقلية المنطقة".
وفعلا، تحققت تكهنات صدام حسين، "وانتهت المغامرة التي بدأت في العراق سنة 2003، بفشل ذريع. علاوة على ذلك، كانت تكلفة هذه الحرب الأغلى على الإطلاق، أكثر مما يتصوره العقل"، وفق الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الراهن، وبالتزامن مع الأيام الأخيرة لخلافة أبي بكر البغدادي، يمكن القول إن الولايات المتحدة وحلفاءها في طريقهم إلى كسب "المعركة". في المقابل، ومع الأخذ بعين الاعتبار ما تم استخلاصه من تجربة السنوات الأربع عشرة الماضية، لا يمكن لأحد أن يؤكد أن واشنطن قد كسبت "الحرب"، أو أنها في طريقها إلى الفوز فيها، وسيكون المستقبل الفيصل في هذا الشأن، وسيوضح الكثير من الجوانب الغامضة.
وبيّنت الصحيفة أنه بعد هذه الحرب، أصبح حوالي نصف سكان الموصل بلا مأوى. كما أن حجم الدمار كان كبيرا، وفاجأ حتى الجنود الأمريكيين المشاركين في استعادة المدينة. وبحسب الحكومة العراقية، تقدر تكلفة إعادة إعمار الموصل بحوالي 100 مليار دولار، وهي تكلفة تعادل ما تم إنفاقه للإطاحة بتنظيم الدولة من المناطق التي سيطر عيها خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقالت الصحيفة إنه على الجهات التي تستعد لإعادة إعمار البلاد وتخصيص أموال طائلة لهذه المهمة، التريث قليلا، واكتشاف النتائج والمستجدات المستقبلية. وأضافت: "لا يخفى على الجميع أن أحلام الغزو الأمريكي قد تحطمت، في هذا الوقت الذي لا تزال فيه بغداد تحت الحصار. ولا يمكن لأحد في كامل مداركه العقلية، من بين الجهات المتدخلة في العراق، أن يجرؤ على مغادرة المنطقة الخضراء في بغداد".