نشرت صحيفة تقويم التركية تقريرا، تناولت فيه تعليقات وصفتها بـ"المضحكة" من جانب ضباط متورطين في محاولة الانقلاب العام الماضي، أثناء إجابتهم عن أسئلة القضاة والرد على التهم الموجهة إليهم.
وأوردت الصحيفة بعض الأمثلة من إفادات العناصر الانقلابية، في سياق دفاعها عن نفسها أمام الهيئة القضائية. ووصفت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، تلك الإفادات بالمضحكة؛ نظرا لإنكار المتهمين الجرائم الموجهة إليهم، على الرغم من القبض عليهم بالجرم المشهود، وخير شاهد على ذلك ظهورهم أمام عدسات الكاميرا أثناء محاولتهم الإطاحة بالحكومة الشرعية التركية.
وفي هذا السياق، قال أحد قادة الانقلاب، وهو الجنرال المتقاعد أكين أوزتورك، وكان أحد أعضاء "مجلس السلام" الذي كان يتجهز لاستلام الحكم في
تركيا بعد الإطاحة بالحكومة، إنه ذهب إلى قاعدة أكنجي الجوية، التي شكلت قاعدة إدارة عمليات الانقلاب العسكرية؛ من أجل الاطمئنان على حفيده الذي يعمل هناك، وأنه لم تكن لديه أي معلومة حول عملية الانقلاب.
ونقلت الصحيفة إفادة الضابط إلهان تالو، الذي قال إنه دخل إحدى الغرف في مقر رئاسة الأركان التركية ليلة الانقلاب، ولم يغادرها حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي لعملية الانقلاب، في حين أظهرت مشاهد لكاميرات المراقبة داخل المبنى إصدار تالو أوامر عسكرية لمجموعة من العناصر الانقلابية المسلحة داخل مبنى رئاسة الأركان.
ونفى الرئيس السابق لدائرة التخطيط والرقابة في رئاسة الأركان، الضابط محمد بارتيغوج، انتسابه لتنظيم غولن، وتحدث عن قيامه بمحاولة فض الخلاف، الذي نشب بين العناصر الانقلابية وموظفي مقر رئاسة الأركان ليلة الانقلاب. ولكن أظهرت التحقيقات ولوائح الاتهام الموجهة ضد بارتيغوج تجوله في مقر الأركان، وتحدثه مع الضابط محمد صاتون، الذي قيدته العناصر الانقلابية واختطفته. فضلا عن ذلك، وجدت السلطات توقيعه الشخصي على بيان "مجلس السلام" العسكري الذي أُعلن فيه عن الانقلاب.
وقالت الصحيفة إن عادل أوكسوز، الذي يُعدّ أحد الأسماء المهمة المدبرة لعملية الانقلاب، اعتقل أثناء وجوده حول قاعدة أكنجي الجوية. وقد تقدم بإفادة للمحكمة لا تقل غرابة عن إفادات الضباط الآخرين، حيث قال: "قال لي عمي إن هناك قطعة أرض قيمة في أطراف قاعدة أكنجي العسكرية، وستدر علينا مالا كثيرا في حال شرائنا لها، بناء على ذلك، ذهبت من مدينة سكاريا إلى أنقرة بتاريخ 14 تموز/ يوليو؛ للبحث عن قطعة أرض في ذلك المكان، وتم اعتقالي. لا توجد لدي أي معلومة حول عملية الانقلاب".
وبينت الصحيفة أنه على الرغم من وجود مشاهد تثبت إطلاقه النار على المدنيين المتظاهرين ضد محاولة الانقلاب حول مبنى رئاسة الأركان، إلا أن الضابط رجب أوزكان أفاد للمحكمة بأنه أطلق النار على العناصر الانقلابية؛ في محاولة منه لمنعهم من التقدم باتجاه مبنى رئاسة الأركان.
وأضافت الصحيفة أن الضابط حسين تورك، الذي كان يقود طائرة من طراز إف-16 ليلة الانقلاب، قصف بها مقر البرلمان التركي، نفى وجود أي صلة له بتنظيم غولن، وأكد أنه قصف مقر البرلمان بناء على تعليمات جاءته من قادته، حيث أكدوا له بأن هذه العملية تستهدف مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أنه علم بنبأ عملية الانقلاب بعد عودته وهبوطه في القاعدة الجوية.
وقالت الصحيفة إن مسلسل الإفادات المضحكة والخادعة يستمر بإفادة مدير أمن شعبة إسطنبول السابق، مدحت أيناجي، الذي ألقي القبض عليه داخل إحدى الدبابات التي شاركت بعملية الانقلاب، حيث نفى أيناجي التهم الموجه ضده، وبرر وجوده داخل الدبابة بمحاولته إقناع العناصر الانقلابية بالعودة إلى ثكناتهم.
وأوردت الصحيفة إفادة قائد فيلق المدرعات في اسطنبول الجنرال أوزكان أيدوغدو، الذي قبل فيها إعطاءه أوامر للعربات المدرعة للتوجه إلى المناطق الحساسة في مدينة إسطنبول، مؤكدا أنه أصدر تلك الأوامر في إطار حملة الجيش لمكافحة الإرهاب. وفيما يتعلق بإرسال عربات مدرعة تابعة للجيش لمقر قوات مكافحة الشغب، أكد أيدوغدو أنه أصدر الأوامر بإرسال تلك المدرعات من أجل تقديم الحماية لقوات الشرطة.
كما نفى المسؤول عن عمليات الانقلاب العسكرية في مدينة إسطنبول، الضابط مزفر دوزانلي، الذي اعتقل داخل قاعدة أكنجي العسكرية، التهم الموجهة إليه، حسب ما ذكرته الصحيفة، قائلا: "ذهبت إلى قاعدة أكنجي تلك الليلة بناء على دعوة عشاء عمل تقدم بها صديقي الضابط محمد أوزجيتين".
وبينت الصحيفة أن أكثر الإفادات غرابة جاءت على لسان المنتج التلفزيوني، نور الدين أوروج، الذي اعتقل داخل قاعدة أكنجي العسكرية. وقد أفاد بأنه كان في تلك المنطقة من أجل تصوير فيلم وثائقي عن القاعدة العسكرية.