أصدر المجلس الأعلى للشؤون الدينية في تركيا تقريرا موسعا للحديث عما كان يعرف بالكيان الموازي أو جماعة فتح الله غولن المتهمة بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة في البلاد العام الماضي.
وعقد المجلس الأربعاء مؤتمرا صحفيا لنشر التقرير والحديث عن تفاصيل جمعت في 140 صفحة وحمل عنوان "بأقوالها.. منظمة غولن .. استغلال ممنهج للدين"، وذلك "بتعليمات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، بحسب ما أفادت وكالة الأناضول للأنباء.
ويشير التقرير المجلس إلى أن زعيم المنظمة فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وتطالب أنقرة بتسليمه "ادعى التحدث باسم الله وكان يصور نفسه باعتباره شخصا غير اعتيادي اختاره الله لإحياء الإسلام في آخر الزمان".
"يرى الرسول ويتحدث باسم الله"
ويستند التقرير في ما نسبه لغولن إلى "كتابات وكلمات مسجلة، ويوضح غولن فيها بذل مجهود كبير منذ البداية ليصور نفسه كشخص غير اعتيادي، كما كان يقنع أعضاء منظمته أنهم جماعة مختارة مثلهم مثل صحابة رسول الله".
ويتهم التقرير غولن بأنه "كان يعرض أوامره الشخصية لأتباعه باعتبارها أوامر من الرسول، حيث حفلت كتاباته وخطاباته، كما أشار التقرير، بتلميحات لكونه يرى الرسول في اليقظة والمنام ويتلقى منه التعليمات لينقلها لأتباعه".
كما أشار عدة مرات خلال دروسه في المساجد -بحسب التقرير- إلى "أن الرسول يحضر بين المستمعين، حتى إنه قال في أحد الدروس إن الرسول قبل جبهت (...) بل تجاوز ذلك للادعاء في أحد دروسه في إزمير التركية عام 1979، أنه يتحدث باسم الله، كما تضمن التقرير ادعاء غولن أن من يحزنه يحزن الله، وتهديده من لا يخضع له بدخول جهنم".
كما يورد التقرير أن غولن وفي أحد دروسه "ادعى أن دعواته مستجابة، وأنه ضمن دخوله الجنة، كما أنه سيُمنح يوم القيامة فرصة إنقاذ الآخرين من النار".
وتعليقا على ما جاء في التقرير قال رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز، إن "على جميع العلماء إيقاظ قلوب المؤمنين وعقولهم في الوقت المناسب من الطموحات القذرة لهذه التنظيمات الظلامية".
اقرأ أيضا: تركيا تلوح بإسقاط جنسية العشرات من تنظيم فتح الله غولن
وأشار غورماز إلى أن التقرير "يقتفي أثر عملية استغلال الدين بشكل عام، ولا يتناول في معرضه منظمة فتح الله غولن الإرهابية وحسب، بل في الوقت نفسه، يشحذ الأذهان ويجعلها أكثر مقاومة ونباهة حيال هذا النوع من الاستغلال".
وتشن السلطات التركية منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة حملة كبيرة ضد عناصر التنظيم واعتقلت أعدادا كبيرة منهم في مختلف قطاعات الدولة، في حين طالب الرئيس التركي أكثر من مرة الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة بضرورة تسليم غولن لمحاكمته في التهم المنسوبة إليه.