رسمت وسائل إعلام إسرائيلية العديد من السيناريوهات في حال رحيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس البالغ من العمر 82 عاما، في ظل حديث غير مؤكد عن تدهور جديد طرأ على حالته الصحية مؤخرا.
وقالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي في تقرير لها الاثنين، إن "رحيل الرئيس سيؤثر في إسرائيل والمنطقة"، مؤكدة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت، يستعد للأمر، ويجري مشاورات"، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وأشارت القناة الإسرائيلية، إلى أن المؤسسات الإسرائيلية منقسمة بشأن الرئيس عباس، مشيرة إلى وجود تيارين، أحدهما يرى أن بقاء عباس هو الأفضل لإسرائيل لأنه يجري تنسيقا أمنيا معها، فيما يرى فيه التيار الثاني أنه شخص سيئ لإسرائيل".
وأكدت القناة، أن الرأي الأول "هو السائد في إسرائيل، خصوصا في قيادة الحكومة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، كاشفة أن "إسرائيل وضعت ثلاثة سيناريوهات لمرحلة ما بعد الرئيس، الأول؛ هو اتفاق قيادة فتح على وريث لعباس، والثاني؛ قدوم دحلان لتولي القيادة، والثالث؛ حدوث اقتتال فلسطيني- فلسطيني تشارك فيه حماس، ويؤدي إلى شيوع الفوضى".
وخضع عباس السبت الماضي، لفحوصات طبية في المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله قيل لـ"عربي21" من مصادر في وزارة الصحة إنها "روتينية"، دون إبداء مزيد من التفاصيل.
وينص القانون الأساسي الفلسطيني على أنه، في حال خلو منصب الرئيس، يتولى رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة مدة شهرين، حيث تجرى خلالهما انتخابات رئاسية.
وطُبّق هذا القانون لأول مرة عقب وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات عام 2004، حيث تولى وقتها روحي فتوح رئاسة السلطة الفلسطينية لأنه كان يشغل منصب رئيس المجلس التشريعي آنذاك.
من جانبه، أوضح جنرال احتياط في جيش
الاحتلال الإسرائيلي، موشيه إلعاد، أن "عباس يتردد في الوقت الحالي بين الحصول على العلاج في تل أبيب أو في عمان".
ولفت الجنرال في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن عباس "تعرض خلال الأشهر الأخيرة لضغط نفسي كبير لا يستطيع تحمله من هم أصغر منه سنا، وقد بدأ ذلك بطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من عباس التوقف عن دفع رواتب الأسرى؛ وهذه الخطوة لا يستطيع أي رئيس
فلسطيني القيام بها؛ لأنها تعتبر انتحارا سياسيا".
في حين "أدار السيسي ظهره لعباس واهتم بالاتفاق مع حركة حماس، وخصمه محمد دحلان الذي يؤكد أنه جاء للسيطرة على غزة بدعم مصري"، بحسب إلعاد الذي قال: "كانت الذروة بالطبع هي أزمة المسجد الأقصى التي أظهرت أنه لا أحد يهتم بالفلسطينيين".
وأضاف: "كان هناك تعاطي مع كل العرب (من الجانب الإسرائيلي)، لا سيما الأردن ومصر ودول الخليج والأوقاف الإسلامية، لكن لم يتم التعاطي مع
السلطة الفلسطينية، ولهذا يبدو أن عباس قرر الاستقالة"، لافتا أنه "يجب على واشنطن والعواصم الغربية وإسرائيل الاستعداد لليوم التالي لعباس، خاصة وأنه لم يعين وريثا له".
ورأى الجنرال الإسرائيلي، أن السيناريوهات في هذه الاثناء أكثر مما كانت في السابق، فعباس هو آخر القادة الذين سيطروا بفضل الشخصية وليس بفضل المكانة، ولا يمكن مقارنته بسلفه الكاريزماتي"، مؤكدا أن أي زعيم فلسطيني قادم "سيضطر لتبني الطرق الديمقراطية العربية الأخرى، ويحيط نفسه بجيش من الحراس والأجهزة الأمنية والاستخبارات في كل زاوية وشارع".
وحول من سيخلف عباس، أشار إلعاد أن الأسير مروان البرغوثي فقد مؤخرا الكثير من قوته، كما أن إسرائيل لا تنوي اطلاق سراحه، ودحلان لديه الكثير من المال والكثير من الأعداء أيضا"، موضحا أن دحلان "يمكنه العودة لرام الله فقط بمساعدة المال، وذلك من أجل شراء المؤيدين من النخبة الأمنية والسياسية في السلطة الفلسطينية".
وقال: "هناك أشخاص في السلطة الفلسطينية يعتبرون أنفسهم ورثة محتملين، لكن تأثيرهم السياسي ضئيل"، مؤكدا أنه "كل من يريد السيطرة يجب عليه التمسك بالجنرال ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطيني، الذي هو مفتاح كل هذه السيناريوهات، ويتمتع بعلاقة ممتازة مع الجهات الامنية الاسرائيلية، كما أن محاربته لحماس تمنحه علامة مرتفعة، وهو يسأل نفسه لماذا لا أكون أنا مكان عباس؟".
كما نوه الجنرال، أن هناك "سيناريو آخر يجب أن نأخذه في الحسبان وهو قيام حماس بانقلاب"، مشيرا إلى أن "السيناريو الأخير يعبر عنه موقف بعض الخبراء بالشؤون الإسلامية والذين يزعمون أنه بعد فشل القيادة الفلسطينية، حان الوقت للعودة للقيادة المحلية وإنشاء إمارات صغيرة مثل إمارة جنين ونابلس، وما بقي هو فقط غياب الهدوء".