لا يزال نحو 40 ألف مدني عالقين داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة
تنظيم الدولة قي مدينة
الرقة، التي تتعرض لحصار مطبق من قبل قوات
سوريا الديمقراطية، وسط محاولات منهم للبحث عن مخرج آمن للفرار من الموت الذي لا يكاد يفارق المدينة؛ منذ السادس من حزيران/ يوينو الماضي، تاريخ الإعلان عن بداية معركة المدينة.
وأعرب أعضاء في مجلس محافظة الرقة؛ عن قلقلهم البالغ إزاء ما قالوا إنه "استهتار واضح" من
التحالف الدولي والولايات المتحدة، التي تقوده، بحياة المدنيين.
اقرأ أيضا: مقتل 21 مدنيا في غارات التحالف بالرقة.. واشتباكات بدير الزور
وناشد رئيس مجلس محافظة الرقة، سعد شويش، المجتمع الدولي؛ بالحفاظ على أرواح المدنيين، الذين يعانون من أوضاع كارثية، مشددا على أنهم "ليسوا دواعش"، كما قال.
وقال رئيس المجلس التابع للمعارضة؛ إن ما يجري في مدينة الرقة "لا يمكن وصفه إلا بالحملة العشوائية التي تستهدف كل شيء"، مشيرا إلى أن الأحياء التي لا زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة، تعاني من فقدان المواد الغذائية بشكل كامل.
اقرأ أيضا: مقتل 84 مدنيا بهجمات للتحالف والمليشيات الكردية في الرقة
وأوضح شويش، في تصريحات لـ"
عربي21"، أن الرقة بدون خبز وبدون مياه صالحة للشرب، وبدون خدمات صحية وأدوية، مشيرا إلى أنه لا يوجد داخل 15 حيا يسيطر عليها التنظيم؛ إلا طبيب واحد.
وشدد على أن "نحو 40 ألف مدني، هم عرضة للإبادة الجماعية، وهم بين موتين، الموت قنصا أو بالقصف، أو الموت جوعا وعطشا".
وحول الإجراءات لمواجهة هذه الحالة، قال شويش: "لم نترك جهة دولية ومحلية وإقليمة إلا وطرقنا أبوابها، لكن لا حياة لمن تنادي"، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يصعد هجماته ضد "سوريا الديمقراطية" بالرقة
وبانفعال شديد، أضاف: "قلنا لهم بأن عناصر التنظيم مجهزون بالمؤن والذخيرة التي تكفيهم للقتال لفترات طويلة، وهذا بعكس المدنيين. نطالبكم بفتح ممرات آمنة، نطالبكم بحماية الأطفال والنساء، وننتظر الرد".
واعتبر شويش أنه لم يعد من الصواب مقارنة الأوضاع التي عايشها المدنيون في مدينة الموصل خلال المعارك التي أفضت إلى دحر التنظيم عنها، بالأوضاع التي يعيشها السكان في الرقة. وقال في هذا الصدد: "الأحياء السبعة التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، هي أحياء مدمرة بنسبة 90 في المئة، والخطة ماضية في التطبيق لتدمير وإبادة الحياة في الرقة".
من جانبه، حذر نائب رئيس مجلس محافظة الرقة، محمد حجازي، من حدوث مجاعة في الفترة القليلة القادمة، داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في الرقة.
اقرأ أيضا: خبير عسكري: أمريكا لن تسمح للأسد بالتقدم في الرقة
وأوضح حجاز، في حديث لـ"
عربي21"، أن المؤن بدأت فعليا بالنفاد من داخل بيوت المدنيين، وذلك بعد دخول
الحصار المطبق الذي تفرضه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الرقة شهره الثالث على التوالي.
وبين نائب رئيس المجلس المحلي؛ أن مجتمع الرقة من المجتمعات الريفية، التي تعتمد في غذائها على المواد الغذائية المخزنة داخل البيوت، مثل البرغل والعدس والحبوب الأخرى، واستدرك قائلا: "لكن هذه المواد نفدت بعد هذه المدة من الحرب والحصار".
ويقول حجازي: "يحاول الكثير منهم الفرار بحياته من معابر نزلة شحادة، والصناعة، والبريد الجديد، باتجاه مناطق قسد، لكن قناصة قسد يكونون لهم بالمرصاد"، مشيرا إلى تخوف الأهالي من ركوب القوارب لعبور نهر الفرات، بعد قصف قوات التحالف قوارب الشهر الماضي.
بدوره أكد، الناشط الإعلامي عبد الله الأحمد، لـ"
عربي21"، أن الأهالي داخل الأحياء التي لا زالت خاضعة لسيطرة التنظيم؛ يعتاشون على ما تبقى من المواد الغذائية المخزنة داخل المدينة.
وقال الأحمد: "مع كل يوم جديد، تتشعب معاناة المدنيين، وعمليات القصف الجوي والمدفعي تودي بحياة 15 مدنيا بشكل وسطي يوميا، في الوقت الذي يعجز فيه الأهالي عن دفن جثث القتلى"، على حد تأكيده.
اقرأ أيضا: اتهامات "التعفيش" تطال قوات سوريا الديمقراطية بريف الرقة
وفي هذا السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هناك نقصا حادا في الإمدادات الطبية بالرقة، حيث تقدر المنظمة أن ما يصل إلى 50 ألف مدني ما زالوا في المدينة، في حين ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن مرضى ومصابين كثيرين محاصرون بالمدينة.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في وقت سابق؛ أن حياة نحو 50 ألف مدني محاصر داخل الرقة، في خطر، وأنه لا سبيل لخروجهم بسبب الألغام والقصف والمعارك.