نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا، نقلت من خلاله أبرز أقوال أحد عناصر
تنظيم الدولة، والذي وقع أسيرا لدى الوحدات الكردية في
سوريا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عناصر تنظيم الدولة في سوريا يعملون بجد لتجنيد أي وافد جديد من
أوروبا يرغب في الانضمام لصفوف التنظيم. ووفقا لأحد الأسرى الذين عملوا فيما مضى تحت راية التنظيم، يتم تدريب هؤلاء المجندين للقيام بعمليات في أوروبا.
وكشف العنصر الأسير عن سر مخيم المسلحين الذي يتم فيه تدريب الانتحاريين على تنفيذ هجمات في أوروبا. ووفقا لما أكده هذا الأسير، يشكل هؤلاء الانتحاريون خلية تعرف باسم "الخرسا"، وضم عناصر أوروبيين انضموا للتنظيم.
اقرأ أيضا: تعرف على خريطة نشاط أذرع "داعش" في العالم (إنفوغرافيك)
تستغرق التدريبات القاسية ضمن هذا المخيم سبعة أشهر. وفي الغالب، يتمكن خمسة إرهابيين من أصل 20 شخصا من الصمود وإنهاء مدة التدريب. وبعد ذلك، يعود هؤلاء المُجندون إلى أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية.
ويقول هذا العنصر إن التنظيم يُخضع عناصره لدورات مكثفة حتى يتعلموا كيفية صنع القنابل. ويشير إلى أنه "في بعض الأحيان يتم تدريب الأجانب الذين يدخلون سوريا، ليتم فيما بعد إرسالهم في بعثات خاصة حتى ينفذوا عمليات إرهابية خارج الأراضي السورية".
وتقول الصحيفة إن "هناك عناصر في خلايا نائمة في أوروبا يرغبون في الانضمام إلى التنظيم في سوريا، إلا أنهم عجزوا عن ذلك لأسباب عدة. في المقابل، لا يزال هؤلاء على تواصل مع التنظيم، وعند الضرورة لا يتوانون عن شن هجمات إرهابية في بلدانهم". أما عناصر الخلية السرية (الخرسا)، فيتم تجديدهم باستمرار لضمان تطور الخلية.
وأشارت الصحيفة، وفقا لاعترافات الأسير التابع لتنظيم، إلى أنه خلال سنتين، تمكن حوالي 50 شخصا من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، من تجاوز التدريبات في هذا المخيم بنجاح. في أعقاب ذلك، أقدم هؤلاء المجندون على تنفيذ هجمات في باريس وبروكسل، مع التخطيط لتنفيذ هجمات جديدة.
اقرأ أيضا: العمليات ضد "داعش" تدخل عامها الرابع.. هل هناك خطة لهزيمته؟
ونقلت الصحيفة عنه قوله: "نُفذت الهجمات
الإرهابية في باريس وبروكسل من قبل عناصر خضعوا للتدريب ضمن خلية الخرسا". وأضاف المصدر ذاته قائلا: "سينفذ الانتحاريون هجمات جديدة في أوروبا نظرا لأن التحالف ما فتئ يوجه للتنظيم العديد من الضربات الموجعة. كما يسعى هؤلاء الإرهابيون لتنفيذ هجمات في لبنان".
وأضافت الصحيفة أنه في السادس من آب/ أغسطس، أكد وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب، أن نحو 700 فرنسي يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا. وذكر كولومب 271 شخصا من بين هؤلاء المقاتلين قد عادوا إلى فرنسا. ومن هذا المنطلق، شدد وزير الداخلية الفرنسي على أن مستوى التهديد الإرهابي في فرنسا لا يزال مرتفعا للغاية. وفي تموز/ يوليو 2017، نشر الإنتربول قائمة تضم 173 انتحاريا من تنظيم الدولة من المتوقع أنهم سيخترقون أوروبا لشن هجمات.
وأوضحت الصحيفة أن القائمة المشار إليه قد تم وضعها انطلاقا من المعلومات التي أكدتها المخابرات الأمريكية خلال عملياتها في سوريا والعراق. وتشمل هذه القائمة مجموعات تم تدريبها على صنع العبوات الناسفة وغيرها من المتفجرات.
اقرأ أيضا: بعضهم لا يعرف كيف يصلي.. تقرير أممي عن مقاتلين أجانب بسوريا
وتطرقت الصحيفة إلى مجلة رومية التي بدأ تنظيم الدولة بإصدارها منذ أيلول/ سبتمبر 2016، بعدة لغات، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية والروسية. وقد أعلن التنظيم عبر المجلة بنسختا الناطقة بالبوسنية؛ عن عزمه القيام بحملة عسكرية في منطقة البلقان. ونشر التنظيم مقالا تحت عنوان "البلقان: الدم للأعداء والعسل للأصدقاء".
وفي إشارة إلى حرب البوسنة والهرسك، أكد التنظيم في أحد منشوراته أنه "قريبا سيمر جنود الخلافة ببلغراد وزغرب وسراييفو، وتيرانا، وبريشتينا وغيرها من المدن، وسنقطع الرؤوس ونريقُ دماء الكفار".