مع تواصل الفعاليات الشعبية الفلسطينية في قطاع
غزة، للتضامن مع الشعب
المصري، في ظل استمرار الهجمات الدامية في مصر، شكك متحدثون لـ"عربي21"، في مدى تأثير تلك الفعاليات في حلحلة موقف النظام المصري تجاه قطاع غزة.
ترميم العلاقة
ونظمت هيئة العشائر الفلسطينية، بالتعاون مع الجالية المصرية في غزة والقوى الوطنية والإسلامية، السبت الماضي، مهرجانا تضامنيا مع الشعب المصري، شهد حضورا لافتا من الشخصيات والفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس.
اقرأ أيضا: مذيع مصري تعود شتم الفلسطينيين.. ماذا هذه المرة؟ (فيديو)
وسبق أن أقامت الجالية المصرية بغزة؛ بيت عزاء للجنود المصريين الذين قتلوا في شبه جزيرة
سيناء في هجوم تبناه تنظيم الدولة في 7 تموز/ يوليو الماضي، وأدى لقتل 23 جنديا مصريا وإصابة نحو 30 آخرين.
وأوضح المفوض العام للهيئة العليا لشؤون العشائر، عاكف المصري، وهي إحدى الجهات المنظمة لمهرجان السبت، أن المهرجان "حمل رسالة تضامن للشعب المصري من جميع شرائح المجتمع وكافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني مضمونها؛ أن مصر في القلب ولا استغناء عن دورها المركزي في القضية الفلسطينية"، كما قال.
وأضاف لـ"عربي21: "أكد المجتمعون على استنكارهم للعمليات الإرهابية التي تستهدف الشعب والجيش المصري"، منوها إلى أن الهيئة العليا لشؤون العشائر الفلسطينية "أخذت على عاتقها ترميم العلاقة الشعبية مع الشعب المصري، في ظل محاولات بعض الإعلاميين المصريين، شيطنة قطاع غزة"، على حد وصفه.
الرسالة وصلت
وحول رسالته للإعلاميين المصريين الذين يحرّضون على قطاع غزة، قال المصري: "المطلوب من الحكومة المصرية أن تعمل على إسكات هذه الأصوات الشاذة، التي تستهدف سمعة الفلسطينيين وخاصة أهل قطاع غزة المحاصرين، والذين يمثلون خط الدفاع الأول عن الأمة العربية".
اقرأ أيضا: عباس يقرر مواصلة اجراءته ضد غزة ..هكذا رد على واشنطن (شاهد)
وأعرب عن أمله في أن "تخفف مصر عن سكان القطاع المحاصرين، وتعمل على فتح معبر رفح البري، وهو الرئة الوحيدة التي يتنفس منها مليونا فلسطيني"، متحدثا عن أن "الرسالة وصلت الشعب المصري"، بحسب تعبيره.
ومن جانبه، رأى المحلل السياسي هاني البسوس؛ أن الفعاليات الشعبية في قطاع غزة الداعمة لمصر، "لن تستطيع فكفكة الموقف الرسمي المصري تجاه قطاع غزة، أو حتى التأثير على الوضع السياسي الحالي"، معتبرا أنها "مجرد محاولات لا تؤدي الغرض المطلوب"، وفق تقديره.
وأضاف لـ"عربي21": "لا أعتقد أن صوت هذه الفعاليات قد يصل إلى القيادة السياسية في القاهرة المنشغلة بقضايا أخرى"، مستدركا بقوله: "إلا إذا كانت هناك جهات فلسطينية محددة تقف خلف هذه الفعاليات، وتقوم بتوصيل صورة ورسالة تلك الفعاليات للنظام في مصر، وخاصة للأجهزة الأمنية المصرية"، وفق قوله.
اقرا أيضا: أوكسفام: أزمة كهرباء قطاع غزة عقاب جماعي ضد شعب بأكمله
وأوضح البسوس أن أي تغير في الوضع الحالي من قبل النظام المصري تجاه غزة وحركة
حماس؛ "لن يحدث إلا من خلال تفاهمات مصرية فلسطينية، وهذا أمر ليس مستبعد، خاصة أن هناك تفاهمات بين حماس ودحلان مدعومة من النظام المصري الحالي".
انعكاس سلبي
وأما الخبير الأمني إبراهيم حبيب، فقد رأى أن هذه الفعاليات "تأتي لإثبات عمق العلاقة العضوية بين الشعبين"، مضيفا: "كل من حكم مصر أدرك حقيقة التداخل التاريخي والجغرافي مع القطاع، وبالتالي عمل على تمتين العلاقة معه؛ حماية للأمن القومي المصري على وجه التحديد".
وأوضح لـ"عربي21"، أنه "على مر العصور، مثّل لواء غزة البوابة الشرقية للأمن المصري"، منوها إلى أن "اختلاف الرؤى السياسية بين النظام المصري الحاكم الحالي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تسببت في توتر العلاقة بين مصر وقطاع غزة"، كما قال.
وأكد حبيب أن توتر العلاقة بين مصر وقطاع غزة الذي تديره حركة حماس، كان لها "انعكاس سلبي على الواقع السياسي والاجتماعي والإنساني في التعامل مع القطاع، إلى حد مطالبة الإعلام المصري ضرب غزة وتجويع سكانه، ومن هنا نشطت الجالية المصرية في غزة ومعها بعض الجهات والفصائل، في تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تعبر عن حالة التضامن مع الشعب المصري وشهداء الجيش المصري".
اقرأ ايضا: إصابة أربعة فلسطينيين بغارات إسرائيلية على قطاع غزة
وحول مدى تأثير تلك الفعاليات على توجهات النظام المصري الحالي تجاه القطاع، قال حبيب: "بكل تأكيد لن تؤثر، فالأمر أكبر من قضية فعالية أو خيمة عزاء هنا أو هناك"، معربا عن أمله في أن يكون "النظام المصري الحالي قد توصل لقناعات أن لديه مصالح استراتيجية مع المقاومة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة"، وفق تقديره.