نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا تحت عنوان " خطة
قطر الشجاعة لتجاوز المأزق مع
السعودية"، تحدث فيه عن استراتيجية القطر في مواجهة دول الحصار.
وقال الموقع الأمريكي، إن أمير قطر الشيخ
تميم بن حمد نجح في امتصاص الصدمة الأولى، وبقي صامدا في مواجهة الحصار، واقترن اسمه باعتزاز القطريين بوطنهم، مع التحضير لمواجهة طويلة الأمد.
وأشار الموقع إلى أن أهداف الرياض من الحصار لم تحقق، مثل دبّ الرعب بين القطريين، وتوجيههم للاعتقاد باحتمالية وجود غزو عسكري أو انقلاب، وهو الأمر الذي منح أمير قطر وقتا لتعزيز صداقته مع الغرب، عبر شراء طائرات أمريكية وسفن حربية إيطالية.
وتحدث التقرير عن زيارة عدد من كبار الدبلوماسيين الأوروبيين والأمريكيين إلى الدوحة لطمأنة أمير قطر، الذي تتحكم بلاده بثلث احتياطي الغاز الطبيعي في العالم، فضلا عن مسارعة تركيا وإيران لتزويد المستودعات القطرية بمواد البناء والمنتجات الغذائية، التي منعتها عنها البحرين ومصر والإمارات.
وأشار "بلومبيرغ" إلى توقيع الدوحة وثيقة مع أمريكا لمواجهة الإرهاب والتطرف، ما أضعف من الدعم الأولي الذي وجهه الرئيس دونالد ترامب للدول المحاصرة.
وأشار الموقع إلى الإجراءات التي اتخذتها قطر لمواجهة الحصار المالي، إذ باتت تتطلع البنوك القطرية شرقا إلى تمويل جديد، مع انسحاب بنوك خليجية منها، وانخفاض الاحتياطي الأجنبي.
وقال الموقع إنه لملء تلك الفجوة، وجهت حكومة قطر بنوكها لاستهداف مستثمرين في آسيا، فقد جمع بنك قطر الإسلامي، ثاني أكبر بنك قطري، تمويلات بالين والدولار الأسترالي عبر عطاءات خاصة.
ويتحدث التقرير عن أن قطر معتادة على هجمات بعض الدول الخليجية وطريقة الصمود أمامها، فعزلة قطر الإقليمية ليست جديدة عليها، وإن أمير قطر محتاط لذلك.
وقال الموقع إن الشيخ تميم، ثالث أصغر رئيس دولة في العالم، لم يحظ بأي فرصة. فقد تولى العرش عام 2013 عندما تخلى والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن 61 عاما، في أول عملية نقل طوعي للسلطة في تاريخ قطر. وكان الشيخ حمد قد نجا من محاولة انقلاب عام 1996 من قبل بعض السعوديين. وأعقب ذلك مصادمات دبلوماسية متكررة، بما في ذلك على قناة الجزيرة، التي إغلاقها أحد مطالب دول الحصار.
وأوضح أن علاقات قطر مع المملكة العربية السعودية، والإمارات ومصر تزعزعت بعد الربيع العربي، عندما اتهمت السعودية قطر بزعزعة استقرار المنطقة من خلال دعمها لجماعة الإخوان المسلمين. فيما أشار الشيخ تميم إلى أن السعودية تثير المخاوف من الإرهاب لتبرير القمع.
وينقل التقرير تصريحات لأمير قطر قبل عامين في جامعة «جورج تاون»، عندما قال إن "المشكلة التي نواجهها هي الثورة المضادة.. فالعالم كله بما فيه منطقة الشرق الأوسط يعاني من مشكلات، مثل الفقر، والتسلط، والاحتلال، وهذه المعاناة يجب أن تعالج لأنها أحد أهم جذور التطرف".
واستطلع "بلومبيرغ" آراء الاقتصاديين حيث أشاروا إلى أن قطر امتصت صدمة الحصار الاقتصادي، مرجحين بأن يعود نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.2 % عام 2018، وهو الأعلى بين دول الخليج الست، إذ يتوقع أن ينمو الناتج السعودي بمقدار 0.5 % والإمارات 2%.
ويشير التقرير في الختام إلى أن أمير قطر يأمل باستغلال الحصار لتحقيق منفعة طويلة الأمد لقطر، من خلال زيادة اعتمادها على نفسها.
وأشارت إلى خطاب الأمير تميم حول
الأزمة الخليجية الذي قال فيه: "نحن بحاجة للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة والاهتمام بالتحصيل العلمي في الاختصاصات كافة، والاعتماد على النفس ومحاربة الكسل والاتكالية".
وأضاف أن "هذه ليست مجرد أماني وأحلام. فأهدافنا واقعية وعملية، وتقوم على استمرار الروح التي أظهرها القطريون في هذه الأزمة، بحيث لا تكون موجة حماس عابرة، بل أساسا لمزيد من الوعي في بناء الوطن".