أعلن ما يسمى بـ"منسق شؤون
الأسرى والمفقودين
الإسرائيليين" المحامي لوتان استقالته بعد ثلاثة سنوات قضاها في منصبه بشكل تطوعي، وذلك بعد اجتماعه برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وعزا لوتان وهو ضابط متقاعد في الجيش الإسرائيلي، سبب الاستقالة إلى أن مهمته "تتطلب الكثير من المهنية والإنسانية، وعليه فإنه يجب تغيير الأشخاص الذين يشغلون هذا المنصب بشكل دائم"، موضحا أن "معرفته بعائلات الأسرى والمفقودين الإسرائيليين لدى حركة حماس ترك به أثرا عميقا"، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
من جهتها وصفت عائلة الضابط الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، هدار جولدن، الاستقالة بأنها "لائحة اتهام للحكومة بالتهاون في إعادة أبنائنا"، مشددة على "أنه بعد هذه الاستقالة، فإننا نشعر بأن الحكومة قد تخلت عنا".
أما عائلة الجندي الأسير في غزة أورون شاؤول، فقد طالبت نتنياهو، "بتعيين خليفة للوتان في أقرب وقت ممكن، ليتسنى له العمل على إعادة الجنود"، معتبرة أن "كل يوم من تأخير التعيين، سيثبت لنا أنكم (الحكومة الإسرائيلية)، لا تضعون عودة أبنائنا على رأس قائمة أولوياتكم".
وعليه فقد أوعز نتنياهو إلى سكرتيره العسكري، العميد إليعيزر طولدنو، لمتابعة ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس خلال الفترة القادمة، إلى حين تعيين خليفة دائم للوتان.
من جانبه، أوضح مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، أنه وفق ما سرب من معلومات في الإعلام الإسرائيلي، "هناك خلاف بين نتنياهو ولوتان، أدى إلى تقديم مسؤول ملف المفاوضات لاستقالته، لأنه لن يستطيع أن يقدم أي إنجاز في ظل رؤية وإملاءات نتنياهو".
رؤية واضحة
ورجح الخفش في حديثه لـ"عربي21"، أن يتم اختيار "شخص أكثر صعوبة من لوتان المستقيل، وبالتالي يعيد المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية في هذا الملف لنقطة الصفر"، مؤكدا أنه "ليس من السهل على نتنياهو في هذا الوقت، أن يتخذ قرارا مشابها لقراره الذي اتخذه بالموافقة على إتمام صفقة وفاء الأحرار (شاليط)".
ونوه الخفش وهو أسير محرر سابق، أن "الأهم في إدارة هذا الملف، ليس من يدير المفاوضات وإنما من يفرض الشروط على طاولة التفاوض"، مؤكدا أن "ما يهمنا ويهم المقاومة الفلسطينية ليست الأسماء، وإنما أن تكون لدى المفاوض الفلسطيني المقاوم رؤية واضحة بهذا الشأن".
من جانبه، اتهم رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، بـ"إفشال مهمة لوتان".
وأكد في تصريح له وصل "عربي21" نسخة منه، "الحكومة الإسرائيلية هي من تتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار احتجاز الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة"، موضحا أن "تعنت الاحتلال وعدم جديته في إغلاق هذا الملف، هو ما أدى إلى فشل لوتان، وفشل من سيأتي خلفه".
الخيار المجدي
وأوضح فروانة، أن "التعامل الإسرائيلي مع هذا الملف لم يكن جديا، في حين حماس أبدت مرارا استعدادها لإغلاق هذا الملف، ولكن في إطار التبادلية -التي لا مفر منها- وتلبية مطالبها المحقة في ظل المعطيات القاسية، التي تحاكي واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال".
وأعلنت "كتائب القسام" في 20 تموز/ يوليو 2014، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب الأخيرة، في حين أعلن الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، فقدان الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وفي تموز/ يوليو 2015 كشف الاحتلال عن اختفاء الجندي "أبراهام منغستو"، بعد تسلله عبر السياج الأمني لشمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة لجندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد على حدود غزة بداية عام 2016.