تترقب الأوساط السورية المعارضة باهتمام ترجمة مخرجات الاجتماع الذي جاء استجابة لدعوة "المجلس الإسلامي السوري"، والذي جرى بمقر الحكومة المؤقتة في مدينة غازي عنتاب التركية أمس الاثنين، بحضور ممثلين عن غالبية فصائل
الجيش الحر، إلى خطوات فعلية على الأرض، من شأنها في حال تطبيقها إنهاء حالة الشتات الفصائلي لدى فصائل المعارضة.
وأكدت مصادر كانت حاضرة في الاجتماع، أن الفصائل اتفقت على تكليف رئيس الحكومة جواد أبو حطب مؤقتا، برئاسة وزارة للدفاع في الحكومة المؤقتة، إلى حين اختيار اللجنة الفنية المكلفة لشخصية تتولى وزارة الدفاع، وتسيمة هيئة الأركان.
وقال مصدر خاص لـ"
عربي21"؛ إن اللواء سليم إدريس، وزير الدفاع السابق في المؤقتة، وكذلك اللواء الطيار محمد فارس، رائد الفضاء السوري، هما من أبرز المرشحين لتولي وزارة الدفاع.
وذكر القائد العسكري لفرقة الحمزة، الملازم أول عبد الله حلاوة في حديث لـ"
عربي21"، أن الفصائل أبدت موافقتها غير المشروطة على دعوة المجلس الإسلامي لتشكيل وزارة للدفاع، لتوحيد الفصائل وتشكيل جيش وطني.
وقال حلاوة: "لقد تم الاتفاق مبدئيا على تشكيل لجنة فنية مختارة من قبلنا كممثلين عن الفصائل في الاجتماع، لاختيار وزير الدفاع ورئاسة للأركان خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع، كحد أقصى".
وعن طبيعة العمل العسكري ما بعد تشكيل الوزارة، أوضح حلاوة أن الانتهاء من الفصائلية سيكون "بشكل تدريجي"، مضيفا: "حل الفصائل وتشكيل القطاعات يحتاج إلى قليل من الوقت، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من كل ذلك في غضون أشهر قليلة"، وفق قوله.
وتابع: "الإعلان عن تشكيل الجيش الوطني سيكون قريبا، وسوف تبدأ الوزارة بالتدريب وبتشكيل الكليات العسكرية".
من جانب آخر، علمت "
عربي21" أن سعي الحكومة المؤقتة للتشاور مع فصائل الجبهة الجنوبية بدرعا لضمان موافقتها، بعد تغيبّبها عن الاجتماع لصعوبات لوجستية، ليلة الاثنين/الثلاثاء، أخّر صدور البيان الذي ستصدره "المؤقتة"، لتفصيل مخرجات الاجتماع.
يذكر، أن "هيئة تحرير الشام" و"فيلق الرحمن" وفصائل قليلة أخرى، لم تحضر الاجتماع الذي عقد في توقيت تعاني فيه فصائل المعارضة برمتها من ظروف صعبة، ناجمة عن عوامل دولية خارجية وعسكرية داخلية.
من جانبه، وصف عضو "المجلس الإسلامي السوري"، حسن الدغيم، وهو العضو في اللجنة الفنية المنبثقة عن الاجتماع، مخرجات الاجتماع بـ"المنتظرة، والمبشرة".
وقال لـ"
عربي21": "غالبية الفصائل لبت دعوتنا، وكان الحضور ملفتا، لكن لا بد من الوقت لتسير الأمور بشكل واقعي، خصوصا أن هناك مناطق بأكملها تعاني من الحصار".
واعتبر أن حضور قادة فصائل المعارضة "أثبت أن المعارضة بغالبيتها تنظر إلى مشروع الجيش الوطني على أنه المشروع الوحيد أمام المعارضة حتى تستعيد زمام المبادرة".
لكن في المقابل؛ لم يستبعد الدغيم رفض بعض الفصائل لهذا المشروع، قائلا: "نحن بثورة ولا بد من هذا، لكن الأهم من كل ذلك أن الكتلة العسكرية للمعارضة بغالبيتها وافقت على
التوحد".
يذكر أن المجلس الإسلامي السوري الذي يضم علماء دين معارضين للنظام السوري، دعا الشهر الماضي الفصائل إلى تشكيل وزارة للدفاع، لمأسسة العمل العسكري من خلال تشكيل جيش وطني.