أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فجر الأحد، حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة.
وفي بيان مقتضب لها، - وصل "عربي21" نسخة عنه- دعت الحركة الحكومة برئاسة رامي الحمد الله إلى القدوم فورا إلى غزة، وممارسة مهامها، والقيام بواجباتها.
كما أعلنت حماس موافقتها على إجراء الانتخابات العامة، واستعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011 كافة.
وأضافت الحركة في بيانها إن هذه القرارات "تأتي استجابة للجهود
المصرية الكريمة بقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية، التي جاءت تعبيرا عن الحرص المصري على تحقيق
المصالحة وإنهاء الانقسام، وحرصا على تحقيق أمل شعبنا بتحقيق الوحدة الوطنية. وفق بيان الحركة".
من جهته قال المتحدث باسم
حماس فوزي برهوم أن حركته تنتظر من حركة "فتح" خطوات عملية تجاه قطاع
غزة المحاصر للعام الحادي عشر على التوالي.
وأوضح برهوم، الناطق باسم حركة "حماس"، أنه "قد يشهد اليوم لقاء ثلاثي يجمع بين حماس، فتح ومصر، وسيجري النقاش حول ما قدمته حركة حماس وكيف ستتعاطى معه حركة فتح، إضافة للاتفاق حول الخطوة التالية".
ولفت في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن "مصر قد تدعو في الأيام القريبة القادمة إلى حوار وطني فلسطيني شامل تشارك فيه كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية، حتى يتم التفاهم حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة المتعلق بالوحدة والمصالحة عام 2011".
وحول تقدير حركة "حماس" للردود الأولية لحركة "فتح" على قرارها حل
اللجنة الإدارية، قال برهوم: "حتى الآن كان لابد أن يكون هناك قرار من أبو مازن (محمود عباس رئيس السلطة) بوقف الإجراءات ضد قطاع غزة، وكان من المفترض أن يكون هذا هو القرار الأول".
وأضاف: "حماس اتخذت خطوات عملية ونحن نريد من حركة فتح أن تتخذ خطوات عمليه، وليست تصريحات إعلامية هنا أو وهناك".
ونوه المتحدث باسم "حماس"، أن حركته "ستراقب اليوم كيف ستجيب حركة فتح على كل هذه الأسئلة، فالكل اليوم وضع أمام مسؤولياته، ونحن تصرفنا بشكل عملي، ونحن ننتظر خطوات عملية بوقف الاجراءات بحق غزة، وأن تقوم الحكومة بكافة مهامها ومسؤولياتها تجاه قطاع غزة، دون تفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني".
اقرأ أيضا: وفد حماس بالقاهرة ينتظر رد فتح.. ما حقيقة فتح مكتب لها بمصر؟
ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، أن قيام "حماس بوضع مصير اللجنة الإدارية على الطاولة المصرية قبل إعلان حلها، هي خطوة ذكية وموفقة جدا التقطتها المخابرات المصرية".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"؛ "وفي ذات الوقت، تسببت خطوة حماس بإحراج الطرف الفلسطيني الآخر (السلطة وحركة فتح) الذي لم يبقى له أي ذريعة للتملص من التقدم خطوة نحو إتمام المصالحة؛ وهو الذي جعل من اللجنة الإدارية شماعة لإجراءاته العقابية تجاه غزة".
ولفت أبو عامر، إلى أن "الخطوة التالية عقب قرار حل اللجنة الادارية، هي مسألة التطبيق، والتي اعتقد أن المخابرات المصرية سيكون لها دور بارز في تنفيذ اتفاق المصالحة على أرض الواقع".
جولة قتال
وأكد أن مصر "معنية جدا أن تكون حاضرة بقوة في ملف المصالحة الفلسطينية، وهو بالنسبة لهم ملف أمني بالدرجة الأولى من جانب، وسياسي من الجانب الآخر؛ بأن تمسك القاهرة بالورقة الفلسطينية، مما يعزز من دورها أمام منافسيها الإقليميين في المنطقة".
وفي ذات السياق، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، أن نجاح الجانب المصري في إتمام المصالحة الفلسطينية، "ربما يمهد الطريق أمامه للخوض مفاوضات معمقة من أجل إتمام إنجاز صفقة تبادل جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء ملف الجنود الإسرائيليين لدى حماس".
اقرأ أيضا: ناصر الشاعر يطرح لـ"عربي21" رؤيته لحل الأزمة الفلسطينية
ونوه إلى أن "أي اتفاق للمصالحة سابق كان يرافقه فيتو إسرائيلي يؤدي إلى إفشاله، لكن تل أبيب اليوم، يبدو أنها باتت تدرك أن وجود اتفاق للمصالحة برعاية مصرية بات هو الخيار الأفضل بالنسبة لها، على قاعدة وقف جولات القتال في ظل تفرد حماس بالقطاع وتنامي قوتها العسكرية، وتفاديا لجولة قتال جديدة قادمة".
من جانبه، شدد أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، على أهمية الدور المصري "الضاغط والضامن"، معربا عن تفاؤله مما يجري، لأن "المؤشرات القادمة من القاهرة إيجابية والأجواء طيبة".
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"، أن "الخطوة الأهم نحو المصالحة؛ هي استلام حكومة التوافق عملها في قطاع غزة"، لافتا أن "الأمور ليست بهذه السهولة والتمكين، إلا أن التصميم وبناء الثقة بين الجانبين سيسرع من تطبيق المصالحة".
ونبه البسوس، إلى إمكانية وجود "بعض العقبات التي يمكن تذليلها"، معتبرا أن العنصر "الأهم في الموضوع، هو أن مصر معنية بعودة الوحدة الفلسطينية، وما لديها من النفوذ يمنحها قوة الضغط على فتح وحماس وتذليل العقبات أمام جهود المصالحة".
الخطوة القادمة
ومن جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن "إعلان حماس حل لجنتها الإدارية بغزة، والذي جاء استجابة لشرط حركة فتح، تكون بذلك قد نزعت كل الذرائع التي تعمدتها السلطة الفلسطينية".
وأكد في حديثه لـ"
عربي21"، أن "المصالحة الفلسطينية دخلت في مرحلة الحسم؛ فإما أن تستجيب السلطة وإما أن تكون القاهرة في حل من فتح معبر رفح البري بوجود حرس الرئيس"، متوقعا أن تكون الـ24 ساعة القادمة، تحمل الجواب لشعبنا الفلسطيني، والوقوف إزاء استجابة فتح لخطوة حماس".
اقرأ أيضا: عرض مصري لحماس لإبرام صفقة تبادل مع إسرائيل.. تفاصيل
ورأى أبو شمالة، أن "استجابة حماس لمطلب فتح، يمثل تجاوبا من حماس مع الضغوط المصرية، ومحاولة لإغلاق أي ثغرة يتذرع بها من لا يرغب بالمصالحة"، موضحا أن "الخطوة القادمة مطلوبة من حركة فتح، فإن تأخرت فالخطوة التالية مطلوبة من مصر أولا والفصائل الفلسطينية ثانيا، التي طالبت بحل اللجنة الإدارية أيضا، وهي هنا مطالبة بالتحرك لممارسة حكومة الوفاق دورها والقيام بواجبها تجاه سكان غزة".
وحول المطلوب من حركة "فتح"، شدد الكاتب على ضرورة أن تعمل حركة "فتح" على "الاستجابة لخطوة حماس، والبدء الفوري في ممارسة الحكومة الفلسطينية لدورها في غزة وتحمل مسؤولياتها".
يشار إلى أن وفدا رفيع المستوى من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية يجري حوارات في العاصمة المصرية منذ أسبوع، في حين يتواجد في القاهرة أيضا وفد من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد.