نقلت السلطات الهولندية لاجئا فلسطينيا إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج وإدخال الطعام إلى جسده، بعد خوضه إضرابا عن الطعام لنحو شهر، وذلك للمطالبة بمنحه حق اللجوء أسوة بكثير من المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد.
وكانت مصلحة الهجرة الهولندية رفضت قبول طلب اللاجئ الفلسطيني من لبنان محمود عقل بعد عدة أشهر من وصوله إليها، وأبلغته أنه لا يستحق الحماية.
وفي وقت لاحق قال الناشط الفلسطيني في هولندا أمين أبو راشد إن اللاجئ عقل أوقف إضرابه عن الطعام بعد 27 يوما بعد أن "تم التوصل إلى نتائج مرضية وتم التوقيع مع الجهات المختصة في الهجرة على اتفاقية تحقق بموجبها الهجرة بعض الشروط لمحمود مقابل إيقاف الإضراب".
ويقول اللاجئ عقل في حديث لـ"عربي21" إنه خاض الإضراب، "ليس فقط من أجل حقه في اللجوء، بل من أجل حقه بالكرامة التي يبحث عنها اللاجئون الفلسطينيون وتحديدا في بلد مثل لبنان".
ويشير عقل إلى أنه -إضافة لأسباب خاصة رفض الحديث عنها- فإن الأوضاع الإنسانية الصعبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان هي ما دفعته للهجرة، حاله حال كثير من الشبان الفلسطينيين هناك، حيث تتصاعد دعوات الهجرة في أوساطهم في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية في المخيمات الفلسطينية.
وأبدى عقل انزعاجه من تفاعل السفارة الفلسطينية في هولندا مع قضيته، وقضيه أعداد كبيرة من المهاجرين الفلسطينيين، "وصل بعضهم من قطاع غزة ويقيمون في مخيم الترحيل منذ أكثر من عام ولا تستطيع السفارة الهولندية التعامل مع وضعهم الخاص، فيما رفضت السفارة الفلسطينية حتى استقبالهم للاستماع لهم".
يذكر أن منظمات إنسانية دولية نشرت مرارا تقارير تحدثت عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، حيث تحرم القوانين اللبنانية اللاجئين هناك من العمل في أكثر من 70 مهنة، وسط ارتفاع كبير في نسبة البطالة في المخيمات التي يقطنون فيها، كما يفتقد اللاجئ الفلسطيني في لبنان الحق في الحصول خدمات الطبابة والتعليم.
واتهمت فصائل فلسطينية في لبنان خلال السنوات الأخيرة جهات سياسية وإعلامية لبنانية بممارسة ما سمته بـ"حملات شيطنة وتحريض" ضد اللاجئ الفلسطيني، مستغلة أحداثا أمنية وقعت في لبنان واتهم فيها فلسطينيون قبل أن تظهر التحقيقات خلاف ذلك.