نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا ذكر فيه أن مؤسس شركة الاستشارات التي تروج لأخبار، مفادها أن الدوحة ستخسر شرف تنظيم كأس العالم 2022، اعتبر أن دولة قطر بمنزلة تنظيم إرهابي أخطر من تنظيم الدولة، كما كان أعلن عن تأييده للحصار السعودي ضدها.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن غانم نسيبة، مؤسس شركة كورنرستون غلوبال للاستشارات، نشر تغريدة قال فيها: "العالم المتحضر يحتاج للوقوف إلى جانب المملكة السعودية في حربها ضد الإرهاب"، كما اتهم الصحفيين البريطانيين الذين يعملون مع وسائل إعلام قطرية بأنهم يحرضون على الإرهاب.
وأضاف الموقع أن غانم نسيبة هو أيضا من المساندين لخالد الهيل، الذي يقدم نفسه على أنه زعيم المعارضة القطرية في المنفى، الذي نظم خلال الشهر الماضي مؤتمرا في لندن وصفه الملاحظون بأنه "عمل هواة ومحاولة فاشلة لحشد الدعم للقيام بانقلاب في قطر".
واعتبر الموقع أن هذه التغريدات التي ينشرها نسيبة تطرح تساؤلات جدية بشأن مدى حياد كورنرستون للاستشارات، التي نقلت عنها شبكة "بي بي سي" البريطانية تحذيرات من احتمال إلغاء تنظيم قطر لكأس العالم؛ بسبب الأزمة السياسية التي أثرت على تقدم الأشغال والتحضيرات لهذه المناسبة.
ونقل الموقع رد نسيبه على هذه التساؤلات، حيث قال نسيبه إن تقرير كورنرستون كان
"تقريراً موضوعياً أعده محترفون لا ينال من حرفيتهم ما يعبرون عنه من آراء
شخصية" وقال إن التحفظات التي أبداها المسؤولون القطريون حول التقرير كانت
"منسجمة مع النتائج النوعية الرئيسية التي توصل إليها التقرير بشكل
إجمالي."
وفيما يلي النص الكامل للتقرير من ترجمة عربي21:
كأس العالم 2022: رئيس الشركة التي أصدرت التقرير هو الذي قال إن قطر "أكبر خطراً من الدولة الإسلامية"
مؤسس مكتب الاستشارات الذي قال إن قطر قد تخسر استضافة حدث عام 2022 هو نفسه الذي وصف الدولة الخليجية بأنها "منظمة إرهابية" وأيد الحصار السعودي المفروض عليها
سايمون هوبر
ميدل إيست آي
الجمعة 6أكتوبر / تشرين الأول 2017
كان رئيس شركة استشارات إدارية مقرها بريطانيا – وهي التي تقف وراء تقرير حذر من أن قطر يمكن تخسر كأس العالم في عام 2022 – قد وصف الدولة الخليجية من قبل بأنها "منظمة إرهابية يحكمها غسيل الأموال والإرهابيون الإسلاميون"، كما أنه مؤيد بشدة للحصار المفروض على قطر بقيادة السعودية منذ شهر يونيو / حزيران.
في عبارات أخرى نشرها على تويتر، قال غانم نسيبه، مؤسس شركة كورنرستون غلوبال، إن "العالم المتحضر بحاجة لأن يقف دون تردد مع المملكة العربية السعودية في حربها ضد الإرهاب" واتهم الصحفيين البريطانيين الذي يعملون في المؤسسات الإعلامية القطرية بأنهم "محرضون على الإرهاب".
وقال في تغريدة أخرى إن قطر تشكل خطراً على أوروبا يفوق تهديد القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية.
كما أن نسيبه من مؤيدي خالد الهيل، الذي يقدم نفسه على أنه زعيم المعارضة القطرية في المنفى، والذي نظم الشهر الماضي مؤتمراً في لندن قلل من أهميته أحد المتشككين قائلاً إنه "كان محاولة بائسة ورديئة للحصول على الدعم من أجل القيام بانقلاب في قطر."
يبدو أن تغريدات نسيبه أثارت تساؤلات حول نزاهة تقرير كونرستون، والذي يحذر – حسبما ورد في تقرير بثته الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الجمعة – من أن كأس العالم قد "يلغى فجأة" بسبب أزمة سياسية في قطر، الأمر الذي ستصبح بسببه الشركات العاملة في تنفيذ مشاريع لها علاقة بالبطولة وفي غير ذلك من مشاريع البنية التحتية خالية الوفاض.
وفي تصريح للبي بي سي، قالت شركة كورنرستون إن تقريرها لم يكن ممولاً من أي حكومة أو شركة.
وكان التقرير، الذي صدر بعنوان "قطر تحت المجهر: هل بات كأس العالم لكرة القدم في عام 2022 في خطر" ونقل تصريحات لما وصفها "بمصادر من داخل البطولة"، قد قال إنه أصبح "من غير المؤكد" أن قطر ستكون أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف المناسبة الرياضية المعتبرة.
وقال إن أي مشروعات لها علاقة بالبطولة باتت "مهددة إلى حد كبير"، وذلك حسبما نقلت عنه البي بي سي التي قالت إنها حصلت على نسخة من الوثيقة السرية. وقال أيضاً إن الأزمة السياسية أثارت إمكانية بروز حركة معارضة قطرية.
ونقلت البي بي سي عن التقرير قوله إن "أي إلغاء لاستضافة قطر لكأس العالم 2022 سيكون في الغالب فجائياً وسيترك المقاولين المشاركين في تنفيذ مشاريع ذات علاقة بالأمر في وضع خطر قد لا يتسنى التغلب عليه بسهولة."
إلا أن اللجنة القطرية المنظمة لبطولة كأس العالم قللت من قيمة هذه المخاوف مؤكدة أن الحصار لم تكن له أي آثار على كأس العالم وعلى مشاريع البنية التحتية المرتبطة بتنظيم الدورة، وأثارت شكوكاً حول الدوافع الكامنة وراء نشر التقرير.
وقالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث – لجنة قطر 2022- لا يوجد أي خطر بتاتاً يتهدد مستقبل أول بطولة لكأس العالم تنظم في منطقة الشرق الأوسط".
وأضافت: "نتساءل في سياق الوضع السياسي الحالي عن دوافع منظمة – لا تخفي تبعيتها للبلدان التي تحاصر قطر – من نشر تقرير يعتمد بشكل كامل على تقارير صحفية وعلى مصادر مجهولة الهوية. إن هدف خلق حالة من التشكيك بشأن (استضافة) البطولة، وفي الوقت ذاته إثارة الاستياء لدى مواطني قطر والقلق لدى الشركات والمقيمين الأجانب، هو مثير للسخرية بقدر ما هو جلي."
وكان نسيبه قد طالب من قبل بانتزاع حقوق الاستضافة من قطر.
ففي تغريدات نشرها في الخامس والعشرين من أغسطس / أب قال إنه على ثقة بأن قطر لن تستضيف البطولة وقال إنه كلما سحب ذلك منها مبكراً كلما كان أفضل.
وكانت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قد قطعت علاقاتها بقطر في يونيو / حزيران بسبب ما قالت إنه "دعم التطرف والإرهاب"، وهي التهمة التي تنفيها قطر.
ولرفع الحصار المفروض على قطر، تقدمت هذه الدول من الدوحة بمجموعة من المطالب بما فيها قطع علاقاتها بإيران وبإغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية.
أعرب نسيبه عن دعمه للحملة التي تقودها السعودية على قطر في تغريدة نشرها في التاسع من سبتمبر / أيلول وصف فيها قطر بأنها "أكبر دولة ممولة للإخوان المسلمين وتنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة في العالم"
وبعد ذلك بيومين، كتب يقول: "لم تعد قطر دولة، بل وليست حتى دولة مارقة، إنها منظمة إرهابية يحكمها غسيل الأموال والإرهابيون الإسلاميون."
وقال في نفس ذلك اليوم إن الهيل الذي نظم الشهر الماضي مؤتمر "قطر والأمن والاستقرار العالمي" يستحق "الدعم الكامل".
وطالب كذلك مراراً وتكراراً عبر تغريدات له المملكة المتحدة بحظر جماعة الإخوان المسلمين، وقال في وقت مبكر من هذا الأسبوع إنه لو ثبتت صحة ادعاء تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن عملية القتل الجماعي التي وقعت في لاس فيغاس فإن "المسؤولية في نهاية المطاف" ستقع على كاهل الإخوان.
لم تزل دولة قطر، وهي عبارة عن شبه جزيرة صحراوية يقطنها 2.5 مليون نسمة – والتي لم تتأهل من قبل لكأس العالم، موضع فحص وتحقيق منذ أن منحت حق استضافة الدورة في ظروف مثيرة للخلاف في عام 2010.
فقد أثيرت شكوك حول عملية الاقتراع التي كسبت قطر بموجبها حقوق الاستضافة، وفي نفس الوقت سلطت الاستعدادات للبطولة الاهتمام على أوضاع العمل المسيئة التي يعاني منها العمال الأجانب الذين يعملون في مواقع الإنشاءات داخل البلد.
إلا أن نيكولاس ماكغيهان، الباحث السابق في منظمة هيومان رايتس واتش الذي أعد آخر تقرير للمنظمة حول أوضاع العمال الأجانب في قطر، صرح لموقع ميدل إيست آي بأن تعليقات نسيبه في مواقع التواصل الاجتماعي تثير تساؤلات حول الطريقة التي تم بموجبها تسريب التقرير الصادر عن كورنرستون."
وأضاف ماكغيهان: "من الواضح أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تبحثان عن طريقة لمهاجمة قطر والعمل على انتزاع بطولة 2022 منها. وبالنظر إلى نغمة ومحتوى بعض تعليقات مؤسس ومدير كورنرستون في مواقع التواصل الاجتماعي فإنني أرى بأن على الناس أن يتساءلوا بادئ ذي بدء من الذي كلفه بإعداد هذا التقرير وتكبد تكاليف ذلك."
وأما كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني (كابو)، فصرح لموقع ميدل إيست آي بأن التقرير كان جزءاً من "توجه محزن" لما قال إنه "تعليق منحاز بشكل هائل" تغذيه أزمة الخليج التي تشتمل على "أطراف متنوعة أكثر حرصاً على تصعيد الأمور من أن تركز على حل المشاكل ومحاولة حل الخلافات في منطقة ليس بمقدورها أن تتحمل أزمة أخرى."
وأضاف دويل: "من المؤكد أن ثمة حاجة لتحليل حقيقي لما يجري في منطقة الخليج ولكن ليس عمليات علاقات عامة انتقامية وطفولية لا اعتبار لها على الإطلاق."
كانت صحيفة ذي ناشينونال الصادرة في أبوظبي قد نشرت في عام 2011 تعريفاً بنسيبه جاء فيه إنه "مدمن على الفيسبوك ومنحاز لأحذية الجلد البنفسجية وقمصان البولو الزهرية" وأنه "الرجل الذي يلجأ إليه مدراء البنوك الاستثمارية ورجال الأعمال وحتى المسؤولون الحكوميون عندما يريدون معرفة ما الذي يجري في العالم العربي."
دعا نسيبه يوم الخميس إلى نقل دورة كأس العالم لعام 2022إلى إنجلترا قائلاً إنه بات "من المستبعد بشكل متزايد" أن قطر سوف تستضيف البطولة.
وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي، قال نسيبه إن تقرير كورنرستون كان "تقريراً موضوعياً أعده محترفون لا ينال من حرفيتهم ما يعبرون عنه من آراء شخصية" وقال إن التحفظات التي أبداها المسؤولون القطريون حول التقرير كانت "منسجمة مع النتائج النوعية الرئيسية التي توصل إليها التقرير بشكل إجمالي."
وأضاف: "من الواضح أن الخطورة زادت خلال الشهور القليلة الماضية، وقد أكد التقرير على ذلك بشكل موضوعي."
ملاحظة: تم تحديث التقرير ونشر الترجمة الكاملة للتقرير الأصلي بتاريخ 30 كانون أول/ ديسمبر 2017، لأهمية الموضوع.
المصدر: ميدل إيست آي
الغارديان: كيف تواجه قطر حصارها وتوفر المواد الغذائية؟
وزير مالية قطر: بلادنا تكيفت مع الحصار ووسعت فرصها المالية
"تايمز": سفراء دول الحصار يحرضون على "الجزيرة" في لندن