عاد ملف العلاقات بين
إيران وحركة
حماس، ليطفو مجددا، في ظل ما أفرزته الانتخابات الداخلية الأخيرة للحركة.
والأسبوع الماضي، انتخب صالح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة، ليصبح العاروري بذلك الرجل الثاني في حماس بعد إسماعيل هنية.
وبحسب مصادر قيادية في حركة حماس، فإن العاروري يقيم حاليا في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله في لبنان، كما وتصفه قناة الميادين المقربة من الحزب بأنه "عراب التقارب مع إيران والنظام السوري داخل حماس".
ويعيد انتخابه نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة؛ إمكانية عودة العلاقات مع النظام السوري، والتي تأزمت بسبب موقف الحركة من الثورة السورية قبل ست سنوات، وهو الأمر الذي دفع الحركة لإغلاق مكاتبها في العاصمة دمشق وتوجهها مباشرة نحو الدوحة.
حماس ترحب
من جهته، أكد القيادي في حركة حماس ونائب رئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي، يحيى موسى، أن "انتخاب حركة حماس لصالح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة؛ جاء وفقا للأصول واللوائح التنظيمية التي تتبعها الحركة في انتخاباتها الداخلية".
واعتبر أن "العاروري رجل متمرس في العمل السياسي، وقد وضعت الحركة كامل ثقتها بهذا الرجل ليقود مشروع التحرر الذي بدأت به قبل ثلاثين عاما".
وأضاف موسى في حديث لـ"
عربي21": "العاروري شخصية براغماتية تربطه علاقات جيدة مع القادة الإيرانيين، وشارك في اجتماعات عديدة مع قادة حزب الله ومسؤولين إيرانيين بشكل سري في الفترة الأخيرة"، دون الكشف عن تفاصيل هذه الاجتماعات.
وأوضح موسى أن "الحركة بكافة مستوياتها التنظيمية ليس لديها تحفظات على عودة علاقاتها مع النظام السوري إذا سمح الأخير بذلك"، معللا ذلك بأن "الظروف السياسية التي تعيشها المنطقة تغيرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، كما أن تجربة الحركة في الحكم والعمل السياسي أكسبتها الكثير من الخبرة لتصحيح الأخطاء التي وقعت في الماضي"، وفق قوله.
ولعل أبرز ما يميز قيادة حركة حماس الجديدة؛ وصول أسماء محسوبة على الجناح العسكري في كتائب القسام إلى الهرم القيادي للحركة، وهو التيار الذي يؤيد بقوة عودة العلاقات مع المحور الإيراني والسوري، بسبب الدعم المالي والعسكري الذي يقدمه الإيرانيون والذي لم ينقطع، وفق ما أشار إليه مسؤولون بارزون في حماس.
وأسفرت الانتخابات الأخيرة عن تولي يحيى السنوار، وهو من مؤسسي الجهاز العسكري في
غزة، مسؤولية قيادة الحركة في غزة، كما أن العاروري مؤسس كتائب القسام في الضفة الغربية، فيما حسام بدران، عضو المكتب السياسي، هو القائد السابق للقسام شمال الضفة الغربية.
مصالحة مرتقبة
بدوره اعتبر حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة، المحسوبة على حركة حماس، أن "تعيين صالح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحماس يحمل إشارة واضحة بأن حماس باتت أقرب للعودة للمحور الإيراني السوري من أي وقت مضى".
وأضاف: "من ناحية أخرى، فإن تكليف العاروري بهذا المنصب الحساس، وهو الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع قادة حزب الله، تحمل إشارة تطمينات للقادة الإيرانيين مفادها أن الحركة مصممة على التمسك بالحليف الإيراني رغم كل الظروف والتعقيدات التي تمر بها المنطقة"، بحسب تعبيره.
وبيّن الدجني، في حديث لـ"
عربي21"، أن "حماس تدرك جيدا أن خيار المصالحة مع النظام السوري سيجعل الحركة في موقف قوي، خصوصا أن دولا كالسعودية وقطر وتركيا تغير موقفها من الأزمة السورية بشكل كبير، وهذه نقطة تدركها حماس جيدا وستعمل على استغلالها خلال الفترة القادمة"، كما قال.