تشهد جبهة "تضامن للتغيير" المزمع الإعلان عنها بمصر؛ حالة من الجدل والتضارب الحاد، مع ارتفاع نبرة الخلافات بداخلها، طبقا لتسريبات لبعض اجتماعاتها.
وقد تحدث اثنان من قيادييها، وهما ممدوح حمزة وحسن نافعة، لـ"
عربي21"، حول هذه الخلافات، حيث نفى الأول وجود أي خلافات داخل الجبهة، في حين أكد الثاني وجود هذه الخلافات؛ معتبرا ذلك أمرا طبيعيا داخل أي كيان في طور التشكيل.
لكن السفير إبراهيم يسري، رئيس جبهة "الضمير"، اعتبر في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، أن أي "مرشح رئاسي لهذه الجبهة سيكون مجرد كومبارس"، بل لم يستبعد أن يكون كل ما يجري بالتوافق بين السلطة والقائمين على الجبهة لمنح
الانتخابات الرئاسية القادمة ديكورا ديمقراطيا، بحسب وصفه.
محاولات للقضاء على الجبهة
وقال ممدوح حمزة إن الأمور داخل الجبهة تسير بطريقة جيدة وأنه لا توجد خلافات، واصفا كل ما يكتب في هذا السياق بأنه "محاولات لهدم الجبهة والتاثير على أدائها والقضاء عليها قبل أن تولد". لكنه أكد أن "هناك إصرارا على استكمال المشاركين فيها لمسيرتها"، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن الجبهة رسميا الأسبوع القادم.
إنقاذ الدولة
وحول ما أثير من أن الخلاف داخل جبهة "تضامن للتغيير" كانت بسبب جماعة الإخوان المسلمين، أكد حمزة أنه لم يتم التطرق لهذا داخل الجبهة، قال إن ما تم نشره في هذا السياق "ليس صحيحا على الإطلاق".
ولفت إلى أن الجبهة مؤمنة بما أسماها "ثورة 30 يونيو"، متسائلا عن إمكانية التواصل مع الإخوان "الذين لا يؤمنون بها، وبالتالي من الصعب الالتقاء معهم"، بحسب حمزة.
وحول مضمون مشروع الجبهة المزمع الإعلان عنها، قال حمزة إنه "مشروع للمعارضة لإنقاذ الدولة من الانهيار والتردي الذي وصلت له في ظل حكم عبد الفتاح
السيسي بسبب سياساته الفاشلة"، بحسب حمزة؛ الذي أكد أن هدف الجبهة أبعد من التوافق على مرشح رئاسي فقط.
إقرار بالخلافات
أما نافعة، وهو أحد رموز الجبهة أيضا، فقد أكد لـ"
عربي21" وجود خلافات داخل الجبهة، معتبرا أن "هذا طبيعي في ظل تنوع الأفكار والآراء، خاصة والجبهة في طور التشكيل، وهذا شيء متوقع عند بداية أي كيان وبلورة رؤيته، ولكن عندما يتم الوصول إلى رؤية محددة وآلية تحكم عمل هذا الكيان؛ ويحتكم إليها أعضاؤها، حينها على الجميع أن يلتزموا بما تم التوصل إليه"، كما قال.
"لا عسكر ولا إخوان"
وحول الفكرة الرئيسية لمشروع هذه الجبهة: قال نافعة: "مشروع الجبهة يقوم علي طرح ورقة للتوقيع عليها من الشخصيات وربما الأحزاب؛ للاتفاق على بناء معارضة وطنية مدنية تؤسس لدولة القانون، على أساس مدني، بحيث تنهي الخيار المطروح دائما: إما عسكر أو إخوان، بتوحد كافة القوى المدنية مع إمكانية التعاون مع أحد أجنحة السلطة الرافضة للوضع الحالي".
وحول وجود التيار الإسلامي سواء الإخوان أو حزب
مصر القوية برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح، أكد نافعة عدم التواصل مع الإخوان، فيما تحدث عن أبو الفتوح قائلا: "أنا لم أشاهده حتى الآن في أي اجتماع من اجتماعات الجبهة، وعموما عندما يتم الانتهاء من ورقة العمل للجبهة وتطرح، فمن يتوافق على ما جاء بها ووقع عليها فأهلا به".
المرشح "الكومبارس"
من جهته، رأى السفير يسري؛ أن مثل هذه الجبهات "لن تفيد في شيء"، مضيفا: "أي شخص سيتم الاتفاق عليه كمرشح رئاسي في مواجهة السيسي؛ لن ينافس بشكل حقيقي، فقط سيُمنح لقب مرشح رئاسي إن لم يكن "كومبارس"؛ لأن كل الدلائل والمؤشرات تشير إلى أنه لن تكون هناك انتخابات حقيقية، وأنه سيتم تمرير الانتخابات بما يفيد السيسي ويمنح الانتخابات ديكورا ديمقراطيا"، وفق تقديره.
"البرلمان الموازي"
وذهب يسري إلى حد القول بأنه "ربما يكون الأمر متفق عليه برمته بين السلطة ومن يريدون تفعيل هذه الجبهة، وما يجري من مساجلات بين الطرفين نوع من تسخين أجواء الانتخابات"، كما قال.
وطرح يسري فكرة أخرى بدلا من ذلك، وهي "البرلمان الموازي"، كما حدث في 2010، مشيرا إلى أنه طرح هذه الفكرة على أحد قيادات الجبهة، وأنه ربما يتم بحثها معه قريبا.