عاد ملف سجن
حمص المركزي إلى واجهة الأحداث السورية، حيث يفيد معتقلون في السجن بأن قوات النظام تحاول اقتحامه بشراسة أكبر من كل المحاولات السابقة على مدار السنوات الثلاث السابقة، منذ نفذ السجناء فيه أول حالة استعصاء.
وقالت مصادر من داخل السجن لـ"
عربي21"؛ إن قوات النظام وعناصر إدارة السجن حاولت دخول السجن، مسلحة بالعصي والهراوات، وقطعت عن السجناء المياه والكهرباء داخل السجن، مضيفة أنه تم التصدي لتلك الحملة من قبل السجناء وتم إغلاق جميع أبواب السجن، وسط تخوف لدى السجناء من معاودة قوات النظام المحاولة بالأسلحة الحربية.
وأكدت المصادر أن السجناء مستعدون للموت، معتبرة أن مدير السجن يريد الانتقام من
المعتقلين.
بدوره، ذكر الناشط الإعلامي جلال التلاوي؛ أن عناصر حامية السجن حاولوا اقتحام السجن عصر الاثنين، بعد قطع التيار الكهربائي بشكل كامل عن مبنى السجن.
وأوضح، في حديث لـ"
عربي21"، أن "المعتقلين تنبهوا لمحاولة الاقتحام، وقاموا فورا بإغلاق أبواب ونوافذ المبنى الداخلي، خشية من استخدام حامية السجن للقنابل المسيلة للدموع".
وتابع التلاوي: "بعد فشل المحاولة الأخيرة، تم تهديد المعتقلين بالقضاء عليهم في حال بقيت حالة الاستعصاء والعصيان المدني".
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، شريطا مصورا من داخل السجن، تسمع خلاله أصوات معتقلين وسط ظلام دامس وهم يهتفون: "الله أكبر" و"بدنا نطلع".
وقال التلاوي إن المعتقلين يرفضون تسليم أنفسهم؛ خشية تحويلهم للأفرع الأمنية لإعادة التحقيق معهم، مشيرا إلى أنهم يطالبون بدخول لجنة تحقيق أممية إلى داخل السجن، للنظر في التهم الموجهة إليهم.
وأكد الناشط أن المعتقلين يهددون بحرق السجن بشكل كامل في حال عاود النظام اقتحام السجن.
وبحسب التلاوي، فإن الضغوط تزايدت على المعتقلين مع تعيين مدير السجن الجديد، العميد بلال الصالح، قبل نحو شهر من الآن، مشيرا إلى قطع المياه والطعام عن المعتقلين ليوم كامل قبل نحو أسبوع.
ويقدر عدد السجناء داخل السجن بحوالي ألفي معتقل، 500 منهم تم اعتقالهم على خلفية مشاركتهم بالثورة.
وزود الناشط التلاوي "
عربي21"؛ بتسجيلات صوتية قال إنها أرسلت من معتقلين من داخل السجن عبر "واتساب"، جاء في إحداها: "لن نسلم السجن إلا ونحن أموات، إما أن تجهزوا الباصات لنا للخروج إلى مناطق المعارضة، أو الأكفان".
ويتابع معتقل آخر: "بدنا نموت مو فرقانة معنا"، ويغيب الصوت مع شدة البكاء.
من جانب آخر، لفت تلاوي، إلى إصدار أحكام سجن لمدة ست سنوات، بحق نحو 50 معتقلا الشهر الماضي، مستدركا: "لكن بعد إصدار الحكم تم إبلاغ المعتقلين عن طريق محامي بأن الحكم لن ينفذ وسيتم الطعن به، منعا لخروجهم مع انتهاء المدة".
وفي وقت سابق، دعا المعتقلون فصائل المعارضة إلى مبادلتهم بأسرى للنظام.
وشهد السجن سابقا عدة استعصاءات، كان آخرها منذ عدة أشهر نتيجة حجز قوات النظام أربعة سجناء، وبعد عدة مفاوضات بين الطرفين تم الاتفاق مع إدارة السجن وإعادتهم إلى زملائهم.
ويقول نشطاء حقوقيون إن مدير السجن، بلال الصالح، لديه تاريخ مليء بدماء المعتقلين في بنفس السجن؛ في أوقات سابقة.