وصل وزير الخارجية الأمريكي، الثلاثاء، إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد، بعد زيارة مفاجئة لأفغانستان، في إطار جولة آسيوية شملت قطر والسعودية، وتختتم بالهند الأربعاء.
وتعد هذه أول زيارة يجريها تيلرسون لباكستان منذ توليه منصبه كوزير للخارجية الأمريكية، وتأتي بعد يوم من زيارة غير معلنة لقاعدة "بغرام" العسكرية الأمريكية في أفغانستان؛ حيث التقى كبار المسؤولين الأفغان على رأسهم الرئيس أشرف غني.
وذكر موقع "داون الباكستاني" أن تيلرسون وصل إلى إسلام أباد؛ حيث يلتقي كبار مسؤولي الحكومة الباكستانية لبحث الجهود التي تبذلها في مكافحة الإرهاب.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال عرضه لاستراتيجيته الجديدة في جنوب آسيا وأفغانستان، في أغسطس/آب الماضي، اتهم باكستان بأنها "تمنح ملاذا للإرهابيين"؛ الأمر الذي رفضته إسلام أباد، وطالبت ترامب بالتخلي عن هذا الخطاب.
وكان تيلرسون زار أفغانستان، أمس الاثنين، في زيارة لم يُعلن عنها مُسبقا، واجتمع رفقة الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأمريكية في أفغانستان مع الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله حوالي ساعة في قاعدة باغرام الجوية خارج العاصمة كابول.
وقال تيلرسون إن زيارته لباكستان ستخصص لبحث مطالب واشنطن بشأن اتخاذ إجراءات مُحددة ضد حركة طالبان الأفغانية وجماعات متطرفة أخرى تتمركز هناك.
وأضاف: "وضعنا بعض المطالب المحددة جدا لباكستان لكي يتخذوا تحركات لتقويض الدعم الذي تتلقاه طالبان وغيرها من المنظمات الإرهابية".
وتفادى تيلرسون كابول التي تعرضت فجرا لعدد من الصواريخ التي أطلقتها حركة طالبان في اتجاه المقر العام للقوات الأمريكية والحلف الأطلسي من دون أن تصيبه، وزار لبضع ساعات القاعدة الأميركية الرئيسية في البلاد في باغرام على بعد 50 كلم إلى شمال العاصمة.
وقال تيلرسون للصحافيين بعد لقاء الرئيس أشرف غني ورئيس الحكومة عبد الله عبد الله: "من الواضح أن علينا مواصلة القتال ضد حركة طالبان وضد آخرين لكي يدركوا أنهم لن يحققوا أبدا انتصارا عسكريا".
وتأتي زيارته بعد الإعلان عن تعزيزات من حوالي 3000 عنصر للقوات الأميركية المنشورة في البلاد وعددها 11 ألف جندي، لمتابعة وتدريب القوات الأفغانية في إطار مكافحة الإرهاب.
وأعلنت السفارة الأميركية في كابول على حسابها في موقع "تويتر" أن "الوزير تيلرسون والرئيس غني التقيا في 23 تشرين الأول/ أكتوبر وكررا تأكيد الالتزام الأميركي الأفغاني التوصل إلى السلام والاستقرار".
ويفسَر التكتم بشأن الزيارة بالتوتر السائد في أفغانستان بعد واحد من أكثر الأسابيع دموية تخلله مقتل 200 شخص نتيجة سبع هجمات استهدفت مسجدا في كابول ومؤسسات أمنية في أنحاء البلاد.
وتبنت حركة طالبان أغلبية هذه الاعتداءات مؤكدة أنها احتجاج على مضاعفة الأمريكيين غاراتهم وتنديدا باستراتيجيتهم الجديدة التي أعلن عنها في آب/ أغسطس.
وقبل ثلاثة أسابيع تخلل زيارة لوزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في 27 أيلول/ سبتمبر إطلاق صواريخ على مطار كابول أوقعت قتيلا و11 جريحا.
وقال تيلرسون: "نريد العمل عن كثب مع باكستان لإشاعة مناخ أكثر استقرارا وأمنا". لكن ذلك يعني بالنسبة إلى الأمريكيين "التزاما مشروطا"، على ما ذكر وزير الخارجية الذي أوضح أن على إسلام أباد "التحلي برؤية واضحة للوضع الذي يواجهونه من حيث عدد المنظمات الإرهابية التي تجد لنفسها ملاذا آمنا داخل البلاد". وغالبا ما تتهم كابول المخابرات العسكرية الباكستانية بدعم وتمويل حركة طالبان وشبكة حقاني الإرهابية التابعة لها.
لكن باكستان حاولت مؤخرا القيام بخطوات تدل على حسن نيتها تجاه الولايات المتحدة حليفتها وداعمتها العسكرية الرئيسية، عبر القيام بعملية عسكرية استنادا إلى معلومات استخبارية أمريكية، أدت إلى تحرير زوجين كندي وأمريكية وأطفالهما الثلاثة كانوا رهائن منذ خمس سنوات.
وأكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الأمريكية مايك بومبيو في الأسبوع الفائت أن هذه العائلة كانت أثناء فترة احتجازها الكاملة في باكستان، وليس في أفغانستان على ما أكد الجيش الباكستاني الذي أفاد أنها نقلت للتو إلى باكستان.
مقتل 15 جنديا بانفجار سيارة ملغومة في العاصمة الأفغانية
أكثر من 40 قتيلا في انفجار سيارتين مفخختين في أفغانستان
مقتل 69 على الأقل في هجمات لطالبان بمختلف أنحاء أفغانستان