تشهد العاصمة
المصرية القاهرة اجتماعا لمجموعة من
الضباط الليبيين بهدف بحث ومناقشة آليات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية تحت قيادة واحدة.
ويعد هذا هو
الاجتماع الثالث المعلن عنه والذي ترعاه اللجنة المعنية بالملف الليبي والتي يرأسها الفريق
محمود حجازي رئيس أركان الجيش المصري، والذي أقيل من منصبه منذ يومين.
تأجيل
وتداولت أنباء عن تأجيل الاجتماع الذي كان مزمع عقده الأحد، بسبب القرارات المفاجئة بإقالة محمود حجازي والذي كان من المفترض أن يقوم بإدارة اجتماع الضباط الليبيين.
لكن المكتب الإعلامي للقوات التابعة للبرلمان الليبي بقيادة
خليفة حفتر، أكد في تعليق مقتضب لـ"
عربي21"، أنه "لا صحة لهذه الأنباء، وأن الاجتماع تأجل يوما واحدا فقط ليعقد الإثنين".
وكان المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري قد أشار إلى أن "الاجتماع يحوي ما يقرب من 20 ضابطا ممثلين لمناطق
ليبيا وبحضور ضباط عن مدينة مصراتة، وآمر المنطقة العسكرية الغربية العقيد إدريس مادي، وآخرين عن المنطقة الشرقية".
وأضاف أن هدف الاجتماع يتلخص في "وضع اللمسات الأخيرة من الناحية المالية والقانونية لجمع شتات المؤسسة العسكرية، وتوحيد الإدارات، وإعداد الهيكل التنظيمي، وتكوين مجلس أو هيئة عسكرية موحدة بعيدا عن السياسة ومخرجاتها"، حسب وكالة (آكي) الإيطالية.
غياب الشرعية
من جهته، أكد الأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر، أن "المعلومات حول اللقاء ومن يحضره غير متوفرة حتى الآن، لكن بشكل عام سبب عرقلة بناء المؤسسة العسكرية في ليبيا هو أزمة الشرعية، ومن يحصل على هذه الشرعية سيكون هو الحاكم الفعلي".
وأوضح في تصريحات لـ"
عربي21"، أن "الخوف المتبادل بين أطراف الصراع سببه أن المجتمع الليبي قبلي ولا توجد سلطة مدنية تلزم المؤسسة العسكرية بالعمل تحتها، وفي ظل استمرار غياب هذه السلطة سيكون الحكم للمؤسسة العسكرية"، وفق تقديره.
لا نتائج
وقال الطبيب العسكري من مدينة مصراتة، محمد الطويل، إنه "رغم عدم تحقيق أي نتائج في توحيد المؤسسة العسكرية إلى الآن، إلا أن مثل هذه الاجتماعات من شأنها المساهمة في تقريب وجهات النظر بين عسكري الشرق والغرب".
وبخصوص إقالة حجازي، أشار في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن "إقالته لن تؤثر على نتائج مثل هذه الاجتماعات رغم دوره الكبير سابقا، ولكن يجب توافر الرغبة الحقيقية لدى النظام المصري وكذلك بين الإخوة "الأعداء" في ليبيا لتوحيد الجيش"، حسب رأيه.
في حين توقع الأكاديمي المصري، السيد أبو الخير، أن "تكون هذه المجموعة من الضباط الليبيين نواة لإنقلاب عسكري في ليبيا بعد تأكد فشل حفتر في تنفيذ ذلك"، مضيفا لـ"
عربي21": "أن واشنطن تسعى لتقسيم ليبيا، وأن توحد القبائل الليبية وسيطرتها على النفط سيمنع وقوع هذا الانقلاب أو التقسيم".
إقالة "حجازي"
من جهته، رأى الصحفي الليبي من طرابلس، محمد علي، أن "القاهرة تسعى إلى تقليص الفجوة بين القادة العسكريين في الشرق والغرب، والـ"20" ضابطا يمثلون قوى فاعلة في الأزمة وعلى الأرض، يبقى فقط اقتناعهم شخصيا بوحدة الجيش".
وأضاف لـ"
عربي21"، أن "إقالة حجازي سوف تؤثر على الاجتماع بالتأكيد، كون الرجل أشرف على أكثر من "5" اجتماعات سابقة بين سياسية وعسكرية، مما ساهم في إدراكه لطبيعة الأزمة في توحيد المؤسسات الليبية، وتوحيد الجيش أقل إشكالا من الأزمة السياسية ولا يحتاج إلى مساومات بقدر حاجته لضمانات وتوزيع يضمن تحقيق توازن"، وفق قوله.
إبعاد "حفتر"
في حين، أكد الناشط السياسي، مختار كعبار، أن "توحيد المؤسسة العسكرية لن يكون إلا بإبعاد حفتر لأنه غير مقبول في المنطقه الغربية، كما أن عمليات القتل والخطف تتم بموافقته وصار وجها مشوها للعسكرية الليبية".
وأوضح في تصريح لـ"
عربي21" أن "توحيد الجيش يحتاج عدة شروط منها: المصالحة، والتوافق الوطني مدنيا، وإبعاد العناصر التي ساهمت في عمليات القتل، وضم الثوار المؤهلين إلى المؤسسة العسكرية، وحل المليشيات المسلحة، ومحاسبة كل العسكريين الذين ساهموا في عمليات القتل".