كشفت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية، عن أن روسيا تعتزم تسليم الأسلحة الروسية إلى أرمينيا، وذلك في خطة من شأنها أن تكبح جماح تركيا وأذربيجان.
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته "عربي21"، فإن روسيا تحاول حل مسألة الأمن على حدودها الجنوبية في منطقة القوقاز، عن طريق الحفاظ على توازن القوى في المنطقة.
وأورد معد تقرير الصحيفة، سيرغي أكسينوف، أنه وفقا للرئيس الأرميني سيرج سركسيان، ستقدم روسيا إلى بلاده دفعة جديدة من الأسلحة بعد أن تم التوقيع على اتفاق بقيمة 200 مليون دولار للحصول على أسلحة عسكرية روسية.
وأفادت الصحيفة بأن الدولتين تعدان اتفاقية أخرى لتوريد الأسلحة.
وينص الاتفاق على تخصيص موسكو لقرض بقيمة 100 مليون دولار لمدة 20 سنة لأرمينيا. ومن المقرر أن يتم شراء الأسلحة خلال الفترة الممتدة بين سنة 2018 وسنة 2022.
ولكن، لم يتم بعد الكشف عن التسميات الدقيقة لأنواع إمدادات الأسلحة. ووفقا لوزير الدفاع الأرميني سارغسيان فيغن، فسيتشارك البلدان "بمنظومات دفاع استراتيجية".
تركيا غير راضية
وأوردت الصحيفة أن تركيا غير راضية عن هذا التعاون العسكري بين أرمينيا وروسيا.
وفي هذا الشأن، أكّد الخبير ورئيس موقع تحرير "ميليتري روسيا"، ديمتري كورنيف، أن هناك مناطق تركية قريبة من الحدود مع أرمينيا ما يعني أنها مهددة عسكريا، في حين أن الخطر الأكبر لا يزال محدقا بأذربيجان.
هل ينجح المخطط؟
ورغم هذه الخطوة الروسية، إلا أن المحلل السياسي، آيك خلايتن، أكد أن موازين القوى غير متكافئة، إذ لا يمكن مقارنة القوة العسكرية لتركيا بأرمينيا، خاصة وأن تركيا تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي.
علاوة على ذلك، من غير المحتمل أن تتعرض أنقرة لخطر الهجوم من قبل أرمينيا، نظرا للعلاقات التي تجمع بين كل روسيا وتركيا. وبناء على ذلك.
وأفاد الخبير قائلا: "لا أعتقد أن شراء أرمينيا للأسلحة الروسية قد يؤثر على تركيا".
وأضافت الصحيفة أنه وفقا للخبير السياسي في مؤسسة الثقافة الإستراتيجية، أندريه أريشيف يكتسي التعاون الروسي الأرميني أهمية سياسية.
وفي هذا الصدد، ذكر أريشيف أن تركيا تعد تاريخيا حليفا عسكريا وسياسيا مهما لأذربيجان، على عكس أرمينيا، التي لم تجمعها أي علاقات دبلوماسية مع أنقرة.
لذلك، في حال نشوب صراع، سيكون التواجد العسكري الروسي على الأراضي الأرمينية مهما للغاية.
وأفادت الصحيفة بأن تركيا خلال الحرب التي استمرت حوالي أربعة أيام في ربيع سنة 2016 حول ناغورني كاراباخ، انحازت إلى أذربيجان.
وعلق أندريه أريشيف على ذلك مؤكدا أن أنقرة قد دعمت الأعمال العسكرية لأذربيجان بينما كانت علاقتها مع الروس غير جيدة آنذاك.
من ناحية أخرى، تعاني تركيا من اضطرابات كثيرة في العديد من مناطقها الحدودية. وبناء على ذلك، سيكون من مصلحة تركيا عدم نشوب أي نزاع عسكري على حدودها الشرقية (أرمينيا).
ونقلت الصحيفة عن خلايتن قوله إن الأسلحة الروسية قادرة على توفير الأمن لأرمينيا.
والمثير للاهتمام أن أرمينيا تشهد خلال السنوات الأخيرة حالة صراع مع أذربيجان المجاورة على خلفية صراع كاراباخ، ولم تنجح إلى حد الآن دبلوماسيا في حل.
ونظرا لأن باكو تتخذ مواقف غير مقبولة بالنسبة لجارتها يريفان، فقد تلجأ أرمينيا لحل المسألة بالقوة.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا لا تعد حليفا عسكريا سياسيا لأرمينيا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي فقط، وإنما أيضا في إطار التعاون الثنائي.
وأكدت الصحيفة أن أسباب دعم روسيا لأرمينيا واضحة جدا، إذ إنها تسعى لمساعدة أرمينيا على كبح جماح أذربيجان.
التوتر مع أذربيجان
في المقابل، تحاول باكو، وفقا لتقارير وسائل إعلام، الحصول على صواريخ من إيران، لكن دون جدوى، إذ تخشى طهران أن تكون طرفا في النزاع الأرميني الأذربيجاني.
وتطرقت الصحيفة وفقا لديمتري، إلى أن الدفاع الأرميني مهتم بتوريد الصواريخ الروسية.
بالإضافة إلى ذلك، ليس هناك مشاكل أخرى لدى أرمينيا عدا عن محاولة كبح جماع أذربيجان.
وفي هذا الصدد، طرحت الصحيفة تساؤلا مفاده: "هل تحاول يريفان كبح جماح باكو فعلا في الوقت الراهن؟"، وللإجابة عن هذا السؤال، رد الخبير السياسي مؤكدا أنه من الواضح أن أرمينيا حصلت خلال السنة الماضية على العديد من المعدات العسكرية على غرار صواريخ "اسكندر"، بالإضافة إلى بطاريات وقاذفات وغيرها من معدات الشحن وآليات التثبيت.
علاوة على ذلك، تملك أرمينيا أنظمة صواريخ "سكود" السوفيتية التي لا تزال تستعمل إلى حد الآن.
وأكدت الصحيفة أن المسافة بين أقصى شرق أرمينيا وباكو 300 كيلومترا، ما يعني أنه من الممكن تنفيذ هجمات صاروخية ضد أذربيجان.
وفي هذا السياق، علق الخبير السياسي قائلا: "ليس من المستغرب أن أذربيجان قلقة جدا على خلفية هذه الإمدادات العسكرية الروسية نحو أرمينيا، بينما خصومها سعداء بهذا التعاون العسكري".
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن موقف أذربيجان من أرمينيا يعد متطرفا، حيث أشار أريشيف إلى أن هناك العديد من التصريحات العدائية التي وجهتها باكو لجارتها أرمينيا.
في المقابل، أكدت أحداث نيسان/ أبريل سنة 2016، أنه من الصعب حل المسألة بالاعتماد على وسائل عسكرية.
التايمز: هكذا تتسابق القوى الأجنبية على تقسيم سوريا
مرتزقة روس يكشفون عن قطعهم الرؤوس وشرائهم نساء بسوريا
لوموند: كيف تم استقبال الجيش التركي كمنقذ في إدلب؟