أجرت السلطات الكردية انتخابات محلية، الجمعة، في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال سوريا، لتمضي قدما في خططها لإقامة حكم ذاتي يعارضه النظام السوري وكذلك تركيا.
وأفادت وكالة "هاوار" الكردية بأن "مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الساعة الثامنة صباحا، بالتوقيت المحلي في أقاليم عفرين والفرات والجزيرة التي تتضمن ست مقاطعات، وهي الحسكة وقامشلي وكوباني (عين العرب) وكري سبي (تل أبيض) وعفرين والشهباء".
وذكرت الوكالة أن "عملية التصويت ستنتهي في الساعة الثامنة مساء، بموجب القرار الصادر عن المفوضيات العليا المستقلة للانتخابات".
وتسيطر قوات كردية مع حلفائها الآن على أكبر جزء من سوريا خارج سيطرة حكومة الأسد. وانتزعت مساحات واسعة من تنظيم الدولة بدعم من الولايات المتحدة التي قدمت لهم السلاح والغطاء الجوي والمستشارين على الأرض، رغم معارضة واشنطن لخططهم للحكم الذاتي.
ويقول قادة أكراد إن هدفهم هو الحكم الذاتي داخل سوريا وليس الانفصال. ولكن نفوذهم أثار غضب أنقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا منذ عقود في تركيا.
ورفض رئيس وفد الحكومة السورية لمحادثات السلام في جنيف بشار الجعفري الانتخابات. وقال: "أي عمل أحادي الجانب يتم دون تنسيق مع الحكومة السورية مرفوض".
من جهتها، قالت هادية يوسف الرئيسة المشتركة لمجلس ما يسمى "الفيدرالية الديمقراطية" لشمال سوريا، إن الإدارة التي يقودها الأكراد لن تكون ملزمة بالقرارات التي تتخذ في غيابها.
وقالت: "لسنا موجودين في هذه الاجتماعات، لذلك نطور الحل على أرض الواقع". وأضافت أن محادثات السلام لن "تصل لحلول" ما دامت لا تشمل من يديرون 30 في المئة من البلاد.
ويختار الناخبون من قرابة ستة آلاف مرشح للمجالس المحلية الجمعة في إطار المرحلة الثانية من عملية من ثلاث مراحل تصل ذروتها بانتخاب برلمان أوائل العام المقبل. واختار الناخبون ممثلين في مجالس الأحياء في سبتمبر/أيلول.
يشار إلى أن المرحلة الأولى من الانتخابات (ما يسمى "انتخابات الكومينات") شمال سوريا أجريت في 22 سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي آذار/مارس 2016، أعلن الأكراد "النظام الفدرالي" في مناطق سيطرتهم التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).
وعن موقف النظام، سبق أن وصف فيصل المقداد نائب وزير خارجية نظام الأسد اعتزام الإدارة الكردية في شمال سوريا تنظيم انتخابات بأنها "مزحة"، وقال إن "النظام لن يسمح لهم بتهديد وحدة الأراضي السورية".
وأضاف المقداد أيضا أن نظام الأسد سيؤكد في النهاية سيطرته على المناطق الخاضعة للأكراد وهو ما تساهل فيه النظام حتى الآن في إطار علاقة مضطربة.
تيار المستقبل يرد بعنف على تعليق للأسد حول وضع الحريري
العفو الدولية: نظام الأسد متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
حفل زفاف أسطوري لحفيدة "خدام" في باريس (شاهد)