فتح مقتل الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، برصاص حلفائه في جماعة "أنصارالله" (الحوثي) الاثنين، الباب واسعا أمام تساؤلات عدة حول مستقبل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه حتى آخر يوم في حياته.
كما تثار أسئلة أخرى عن مآلات تحالف "المؤتمر" مع الجماعة التي تتمسك بشراكتها مع الحزب رغم إعلان الرجل قبل مقتله فض الشراكة معها.
اجتثاث
وتعليقا على ذلك، قال الصحفي اليمني، فهد سلطان إن المؤتمر الشعبي العام يتعرض لعملية اجتثاث كاملة من قبل جماعة الحوثيين، في محاولة لإكمال ثورتها وسيطرتها على البلاد بالإجهاز على الحزب الذي كان في السلطة وبقي متشبثا بأجزاء منها حتى رحيل صالح.
اقرأ أيضا: تعرف على أسباب "غدر" الحوثيين بصالح بحسب صحيفة نمساوية
ورأى في حديث خاص لـ"عربي21" أن مستقبل "المؤتمر" مرهون باستشعار كامل القوى السياسية وقدرتها على تمكينه من الوقوف ثانية. مشيرا إلى أن ذلك لا يكون إلا من خلال اتخاذ خيارات ومواقف سريعة، لمنع مغادرة الحزب الحياة السياسية، لصالح الجماعة الحوثية، والتي سيجعل من اجتثاثها صعب المنال بل في دائرة المستحيل، بل إن الخروج أو إسقاطها سيكون له ثمن كبير.
وأوضح سلطان أن الحديث عن استمرار جماعة الحوثيين في تحالفها مع المؤتمر غير صحيح، ذلك أنها تنتهج سياسة "الترويض والتخدير" حتى تنهي هذا الحزب من الحياة السياسية البلاد.
ولفت إلى أن الجماعة ستعمل على جعل الحزب هامشياً، في مسار مشابه لما فعله صالح من قبل مع الأحزاب الصغيرة التي كانت منضوية ضمن التحالف الوطني، ومن هناك ستقوم بتنصيب شخص يساعد في تمرير سياستها التدميرية.
وبحسب الصحفي اليمني فإن الشعور السائد لدى الحوثي حاليا، أن ثورتهم لن تكتمل إلا بالإجهاز واجتثاث نظام صالح لما يمثل لهم من تهديد حقيقي، في تكرار لما فعلته الثورة الإيرانية مع نظام الشاة محمد رضا بهلوي عام 1979م. منوها إلى أنه لابد من وقفة قوية لحماية الحزب، كونه يشهد عمليات تصفية واجتثاث أشد وأقسى مما تعرض له حزب الإصلاح من قبل.
تحد جديد
من جهته، يرى الصحافي والمحلل السياسي، عبد الرقيب الهدياني أن حزب المؤتمر الشعبي العام تعرض لهزتين كبيرتين في مسيرته وكلاهما مرتبطتان بمؤسسه علي عبدالله صالح.
وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن الأولى كانت في 2011م عندما أطاحت بصالح من رئاسة البلد ثورة شعبية، وما تلاها من انقسام الحزب جراء الانقلاب.
وبحسب الهدياني فإن الهزة الأخطر تكمن في مقتل صالح، كون الرجل وحزب المؤتمر ثنائي لا يستغني أحدهما عن الآخر. مشيرا إلى أن "كل تاريخ الحزب في صالح، ولا أتصور شكل المؤتمر كيف سيكون بعد صالح الذي برع في جمع المتناقضات وصهرها في الحزب الشعبي، وطوعها لصالح تحقيق مكاسب سياسية كثيرة".
ولفت الصحفي اليمني إلى أن "المؤتمر" يعيش أخطر مراحله، بعد مقتل زعيمه، كما أن الحرب الحالية، تسببت في فقدان الحزب الكثير من قياداته وكوادره أمثال عبدالقادر هلال وقبله توفى عبدالكريم الأرياني.
وأكد أن الصورة تبدو غير واضحة، في ظل الغموض الذي يكتنف مصير قيادات الصف الأول الذين كانوا برفقة صالح في الأحداث الأخيرة.
اقرأ أيضا: قيادي بحزب المؤتمر يروي تفاصيل نهاية صالح في "بيت الثنية"
ووفقا للسياسي اليمني فإن حزب المؤتمر الذي ولد في السلطة أمام تحد جديد بعد أن فقدها، وفقد رئيسه ومؤسسه، وقيادات بارزة أخرى.
وبين أن الجهود ستبذل لإعادة ترتيب وضع الحزب، لكي يتعافى، لكن فاعليته ستكون أقل بكثير مما عرفناه وقد هيمن على المشهد السياسي لأكثر من عقدين من الزمن.
استنساخ للمؤتمر
وفي هذا السياق، أوضح رئيس مركز "أبعاد" للبحوث، عبدالسلام محمد أن قاعدة المؤتمر الشعبية ليس لها ارتباط تنظيمي بالحزب، وإنما لعبت مصالح الدولة وكاريزما صالح في هذه الشعبية، وبذلك سيعاني المؤتمر من غياب مفاجئ لذلك، ما يسهل في تفكيكه لصالح الحركة الحوثية التي تخطط لابتلاع الحزب وخلافة صالح في إرثه السياسي والعسكري.
وقال في حديث خاص لـ" عربي21" إن ترك المعادلة تختل في ظل المستجدات في صنعاء، ستؤدي إلى فراغ تستفيد منه جماعة الحوثي خاصة على مستوى استقطاب القيادات الوسطى والقواعد للمؤتمر.
وأضاف أن المستجدات الأخيرة بحاجة إلى إعادة التوازن بين أكبر حزبين في اليمن "المؤتمر" و"الإصلاح"، وإعادة تفعيل الشراكات السياسية بينهما تحت مظلة الشرعية.
وبحسب محمد؛ فإن جزءا كبيرا من جناح المؤتمر التابع لصالح، سينضم إلى الجناح الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، بينما سيقوم الحوثيون بعقد مؤتمر عام لاستنساخ "مؤتمر" في الداخل.
تعرف على أسباب "غدر" الحوثيين بصالح بحسب صحيفة نمساوية
تقرير للجزيرة عن مقتل صالح يشعل مواقع التواصل (شاهد)
نيويورك تايمز: السعودية فشلت باعتراض الصاروخ الحوثي الأخير