ملفات وتقارير

تشكيلة ترامب | من الجاسوس إلى القسيس محب إسرائيل.. هكذا تصفى القضية الفلسطينية

أهم المناصب في الإدارة الأمريكية ذهبت لشخصيات مؤيدة لإسرائيل- الأناضول

كما يُعتبر من منتقدي الصين، إلى جانب دفاعه عن نهج متشدد في قضايا كنفوذ شركة "هواوي" للإلكترونيات، فضلًا عن معارضته الشخصية لتطبيع العلاقات مع كوبا.

ومن الجدير بالذكر أن ترامب وروبيو كانا على عداء شديد عام 2016، عندما تنافسا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وصف روبيو ترامب بأنه "محتال" و"الشخص الأكثر ابتذالا الذي طمح للرئاسة".

المذيع "المقاتل"كما رشح ترامب المذيع التلفزيوني الأمريكي والعسكري السابق بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع الأمريكي، حسبما جاء في بيان أصدره فريقه الانتقالي.

وتخرج بيت هيغسيث من جامعتي هارفارد وبرينستون، ويعد من المحاربين القدامى، وخدم في غوانتانامو والعراق وأفغانستان. بالإضافة إلى ذلك، عمل كمقدم برامج في قناة "فوكس نيوز" الموالية للحزب الجمهوري لمدة ثماني سنوات.

ويعتبر هيغسيث من أكبر الداعمين للعدوان على غزة، حيث اشتهر بحديثه عن ضرورة تدمير القطاع، ودعوته المتكررة لقصف إيران.



محب "إسرائيل" السفيرأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه سيعين حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرا لدى إسرائيل، ووصفه بأنه "يحب إسرائيل كثيرا، والشعب الإسرائيلي يحبه أيضا"، مشيرا إلى أن هاكابي سيعمل بلا كلل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

ويعرَف هاكابي، القسيس المسيحي-الذي ولد عام 1955- بأنه مؤيد قوي لإسرائيل. كما أنه يدعم الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وبعد ساعات من تعيينه سفيرا، قال هاكابي إن ضم الضفة الغربية "وارد".

وفي حديث لقناة "سي إن إن" عام 2017، قال هاكابي: "هناك بعض الكلمات التي أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية"، مضيفا: "هناك يهودا والسامرا"، الاسم الذي يطلقه اليهود على الضفة الغربية المحتلة. وأشار: "لا شيء اسمه استيطان (غير قانوني)، هناك مجتمعات وأحياء ومدن".



ورحب وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بالسفير الأمريكي الجديد لدى "إسرائيل" مايك هاكابي، الذي سيستلم مهامه مع تولي الرئيس دونالد ترامب لمهامه، قائلا: "سنعمل معه على تعزيز أمن وقوة إسرائيل، وتعزيز قبضتنا على جميع أراضيها".

وقال سموتريتش، وهو زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "أهنئ مايك هاكابي، السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، بصفته عضوًا ثابتا ومخلصًا لدولة إسرائيل ومؤيدًا للمشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة (المسمى الإسرائيلي الديني للضفة الغربية)، والذي ناضل من أجل دولتنا وحقنا في كل أرض إسرائيل لسنوات عديدة".


مبعوث الشرق الأوسط
منصب مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط آل لقطب العقارات والمتبرع لحملته الانتخابية، ستيفن ويتكوف، والذي كان صديقا مقربا من ترامب، وشريكا دائما في رياضة الغولف، وكان يمارس معه الغولف في أثناء محاولة اغتياله الثانية، في أيلول الماضي، ويُنظر إليه باعتباره قناة التواصل مع مجتمع الأعمال اليهودي خلال الحملة الانتخابية الأخيرة لترامب

ويعد ويتكوف مؤيدا بشدة لإسرائيل، حيث عمل بقوة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على حشد مجتمع الأعمال اليهودي لصالح ترامب، خاصة بعدما أوقف الرئيس بايدن شحن أسلحة تزن 2000 رطل إلى إسرائيل.

وأكد في مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية، أنه ساهم مع مانحين يهود كبار لصالح الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، في أيار الماضي.

مستشار الأمن القومي
المنصب الأكثر قوة في البيت الأبيض والذي يعين من الرئيس مباشرة ولا يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ، رشح له ترامب النائب الجمهوري مايك والتز.

وشعل والتز منصب عضو مجلس النواب منذ عام 2019. وهو عضو في لجان القوات المسلحة والشؤون الخارجية والاستخبارات في المجلس.

وقال ترامب عن والتز، إنه كان "خبيرا في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي"، "وبطلا لأجندة السياسة الخارجية الأمريكية أولاً، وسيكون بطلاً هائلاً في سعينا لتحقيق السلام من خلال القوة ".

ويعد والتز داعما بشكل كبير للعدوان على غزة، حيث قال والتز، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز في أيلول/ سبتمبر الماضي إن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لن ينهي الصراع.

وأضاف: "إن إيران ستواصل تأجيج الاضطرابات لأنها تريد تدمير إسرائيل. إن تقديم التنازلات تلو التنازلات لإيران هو في الواقع ما يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع".



وأعرب والتز أيضًا عن مخاوفه بشأن تقليص الولايات المتحدة لوجودها في العراق، ودعمه لاتخاذ "إسرائيل" إجراءات ضد كل من "حماس" وجماعة حزب الله في لبنان.

ويعد التز من أكثر المناصرين لحكومة نتنياهو. ويرى أن على الإدارة الأمريكية أن تدعم دائما نتنياهو؛ لأنه يعرف جيدا خصوم "إسرائيل" وكيفية التعامل معهم!". ويرى بضرورة ترك "إسرائيل" تقضي تماما على حركة حماس.

جاسوس لـ "CIA"
أعلنت ترامب أنه يعتزم تعيين جون راتكليف كمدير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي رأس مدير الاستخبارات الوطنية "DNI" عام 2020.

وتعهّد راتكليف حينها، بمراقبة قضايا أخرى عن كثب، مثل الجيش الإيراني، وبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، والتدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية.

في أواخر أيار/ مايو 2020 حصل "راتكليف" على لقب أفضل جاسوس بالبلاد.


كارهة الأمم المتحدة.. ممثلة أمريكا فيهاأما المرشحة لتمثيل واشنطن في المنظمة الأممية كانت إليز ستيفانيك التي تعد من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري.

وعلى غرار سفير واشنطن السابقة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، تعرف ستيفانيك بتأييدها المطلق لإسرائيل، حتى أنها اتهمت الأمم المتحدة بمعاداة السامية.

من بين أبرز مواقفها المثيرة للجدل أخيراً، كانت دعوتها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى "إعادة تقييم كاملة" لتمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة، كرد فعل على محاولة السلطة الفلسطينية إدانة إسرائيل دولياً بسبب ما انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في غزة والضفة الغربية. 

كما دعمت حملة الاحتلال ضد الأونروا وطالبت بمنع تمويلها معتبرة أن الوكالة تتعاون مع حركة حماس الفلسطينية.


 
قتل حل الدولتين
يبدو أن الاحتلال متأمل جدا بدعم ترامب المطلق للحرب في الشرق الأوسط، إذ يقول الكاتب والباحث الإسرائيلي أرئيل يولشتاين في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة تُعتبر خبرا سارا لإسرائيل في العديد من الجوانب، وهذا يجعل من الصعب تحديد أهمها".

وأضاف، أنه "يمكن أن تساهم ولايته في إنهاء تدمير حماس في غزة، والقضاء على تهديد حزب الله في لبنان، وتقييد نفوذ إيران ومنعها من تطوير برنامج نووي، ووقف التمويل الدولي للوكالات الأممية المعادية لإسرائيل، وعرقلة نشاط المحاكم الدولية ضد إسرائيل وقادتها، وتوطيد السلام وتطبيع العلاقات مع السعودية".

وتابع بأن "هذه أمور هامة قد يتم الدفع بها بدءا من 20 يناير 2025 بالتعاون الوثيق بين واشنطن والقدس، من دون العراقيل التي اعتدنا عليها في عهد الإدارة السابقة. ومع أهمية هذه الأمور، هناك قضية استراتيجية إضافية ترتبط بشدة بكل ما سبق، وربما تكون الأهم من الناحية الفكرية، والتي تتطلب معالجة مشتركة خلال السنوات الأربع المقبلة".

ويختم قائلا، إن "بداية الولاية الثانية لترامب تفتح نافذة فرصة لإجراء خطوة كبرى يمكن أن تفيد إسرائيل، والشرق الأوسط، والعالم بأسره: الدفن النهائي لفكرة إقامة دولة عربية غربي نهر الأردن في أرض إسرائيل".


جناح نتنياهو الأمريكي
مع مراجعة الأسماء التي رشحها ترامب، لا يجد المتابع بينها من يتخذ موقفا محايدا أو على الأقل مجرد مؤيد "لإسرائيل" على العكس، جل المرشحين من الذين اتخذوا مواقف أشد حتى من بعض المسؤولين الإسرائيليين، في تماه واضح مع سياسة نتنياهو.

هذه الجزئية تناولها مقال في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، للكاتب المتخصّص في الشؤون الدولية، إيشان ثارور، قال فيه إنّ "التعيينات التي أعلنها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، سوف تعزّز موقف المتشددين في إسرائيل". 

وأوضح ثارور، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أنّ "ترامب قد اختار بيتر هيغسيث وزيرا للدفاع، وعيّن مايك هاكابي سفيرا له في إسرائيل، وجون راتكليف مديرا لوكالة الاستخبارات الأمريكية -سي آي إيه-".

وتابع: "من المعروف عن هيغسيث رفضه لفكرة حل الدولتين للحرب على غزة، ومن المتحمسين الكبار للتوسّع الإسرائيلي في الضفة الغربية. كما انتقد راتكليف تهديد إدارة بايدن بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، لو لم تحسّن الأوضاع الإنسانية للمدنيين في غزة".

وأشار الكاتب إلى أن مواقف المسؤولين القادمين تتطابق مع مواقف القيادات الكبرى في حكومة الاحتلال الإسرائيلي. إذ يرفض نتنياهو حل الدولتين، أما وزير الحرب، إيتمار بن غفير، فهو يريد مزيدا من الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. واشترط وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، توفير المساعدات الإنسانية بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.