بشعور ممزوج بالفخر والألم، تحدث المصور الصحفي الفلسطيني عبد الحفيظ الهشلمون، عن تفاصيل التقاطه صورة طفل فلسطيني أحاط به عشرات الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح.
قمع وحصار ونار
وأوضح الهشلمون البالغ من العمر (53عاما)، الذي يعمل لدى الوكالة الأوروبية للأنباء، ويقيم في وسط مدينة الخليل المحتلة، أنه التقط هذه الصورة الخميس خلال المواجهات التي اندلعت في شارع وادي التفاح الجديد، وسط مدينة الخليل المحتلة.
ورأى المصور الذي يعمل في مهنة التصوير الصحفي منذ عام 1988، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن هذه الصورة "تعكس بدقة حال الشعب الفلسطيني بكل فئاته، الذي يقع تحت قمع وحصار ونار قوات الاحتلال الإسرائيلي اليومي والمتواصل، وخاصة في مدينة الخليل المحتلة".
وشبه الهشلمون وهو جريح أسير محرر سابق، صورة الطفل الذي لم يعرف سوى اسم عائلته (الجنيدي)، بـ"جوهرة ثمينة؛ لأنها تدلل على شموخ الشعب الفلسطيني بما يمثله هذا الطفل، الذي يتجمع حوله العشرات من الجنود المدججين بأحدث أنواع الأسلحة والعتاد، بينما هو وحيد بينهم".
تسجيل إنجاز عسكري
كما عبر عن دهشته عند أخذه لهذه الصورة، بسبب "تجمع هذا العدد الكبير من الجنود حول هذا الطفل الفلسطيني، وهو مكبل اليدين ومعصوم العينيين"، مؤكدا أن "مجموعة من الجنود الإسرائيليين اعتدوا على ذات الطفل بالضرب قبل تقييده واعتقاله".
وأضاف بدهشة: "عدد الجنود لم يكن طبيعيا، دفعني لأكثر من مرة باستعراض الصورة والتأمل بها"، منوها أنه "من الملفت في الصورة، أن الطفل المعتقل لم يكن يستطيع المشي بسهولة نظرا لكثافة أقدام الجنود المحيطين به، إضافة لقيام عدد من الجنود بركله بأقدامهم من الخلف"، مضيفا: "كان يمشي ويقع".
وقال الهشلمون: "لو ترك الجنود الطفل الفلسطيني لوحده لم استطاع الهرب، من كثرة ما تعرض له من ضرب وصفع على الوجه"، حيث تظهر بوضوح الكدمات على وجه الطفل الفلسطيني.
ولفت إلى أن "مشهد الجنود الإسرائيليين وهم يتناوبون على الإمساك بالطفل المعتقل، يؤكد وجود غريزة الانتقام المنغرسة في نفوس هؤلاء الجنود المرضى، الذين على ما يبدو يرغبون بتسجيل إنجاز عسكري على ظهر هذا الطفل".
ماذا يفعل المسلمون والعرب داخل أمريكا لنصرة القدس؟
هكذا احتفلت الصحف الإسرائيلية بقرار "ترامب" حول القدس
بعد أيام.. هل تقدم إدارة ترامب على نقل سفارتها للقدس؟