خبير عسكري إسرائيلي يرجح تفعيل حماس لأنفاقها قبل اكتشافها

تحدث خبير عسكري إسرائيلي الاثنين، عن نجاح جيش الاحتلال الإسرائيلي في كشف النفقين الأخيرين للمقاومة الفلسطينية في غزة، والذي زعم الاحتلال أن عملية الاكتشاف تمت بوسائل تكنولوجية متطورة.

وقال الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، إن "كشف النفق الهجومي الذي تم حفره من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، يعكس تغييرا في التوازن العسكري بين إسرائيل وحركة حماس".

وأشار هرئيل إلى أن "حماس بدأت ببناء مشروع الأنفاق في غزة كطريق التفافي، للتعامل مع التفوق العسكري الإسرائيلي على الفلسطينيين فوق الأرض".

وذكر أنه "تم حفر الأنفاق بشكل منتظم تحت الحدود لتمكين حماس (وإلى حد أقل الجهاد الإسلامي) من شن هجوم مفاجئ على الجيش الإسرائيلي وجباية ثمن منه"، في إشارة منه لنية "حماس" أسر جنود إسرائيليين ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

اقرأ أيضا: الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير نفق للقسام جنوب غزة (شاهد)

وأكد هرئيل أن "استراتيجية أنفاق حماس نجحت عندما تم تفعليها، وتمكنت من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، وبشكل أوسع في حرب صيف عام 2014 من خلال تنفيذ عمليات اقتحام فلسطينية للمستوطنات الموجودة في غلاف غزة".

ونوه الخبير العسكري الإسرائيلي إلى أنه "بعد حرب 2014 وبالتحديد في الفترة الأخيرة، حقق الجهاز الأمني الإسرائيلي انطلاقة في التعامل مع الأنفاق"، لافتا إلى عملية بناء الجدار ضد الأنفاق على طول حدود قطاع غزة والذي تقدر تكلفته بـ 1.2 مليار دولار (4 مليارات شيكل).

تحت الحدود

وأضاف: "يفترض بهذا الجدار الذي ربما ينتهي العمل به خلال عام، أن يعيق حفر الأنفاق الهجومية في المستقبل، وقطع الأنفاق القائمة تحت الحدود، والمساعدة في تحديد الحفريات الجديدة والقديمة"، زاعما أنه "يجري حاليا قطف الثمار الأولى للرد الاستخباري والتكنولوجي الذي تم تطويره".

وأكد أن النفقين المكتشفين تم تدميرهما في منطقتين من الحدود لم يبدأ فيهما بناء الجدار الجديد، منوها إلى إعلان الجيش الإسرائيلي أن "لديه طريقة جديدة تعمل بشكل جيد، حيث سيستمر العمل في تفعيلها حتى يتم تدمير بقية الأنفاق"، وفق قوله.

وحسب تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلي، يوجد عدد كبير من الأنفاق التي تم حفرها تحت الحدود ولم يتم تحديدها حتى اللحظة، وفق إفادة هرئيل الذي قال: "بات من الواضح أنه سيتم سحب الأصول الاستراتيجية من حماس في قطاع غزة تدريجيا، نظرا لطريقة العمل الجديدة التي طورها الجيش الإسرائيلي".

اقرأ أيضا: هل استخدمت إسرائيل تكنولوجيا جديدة لكشف أنفاق غزة؟

ورجح الخبير العسكري أن ذلك "سيدفع حماس لإعادة النظر في بناء قوتها العسكرية على صعيدين، هما: مسألة الإسراع في تفعيل الأنفاق المتبقية قبل أن يجدها الجيش الإسرائيلي ويدمرها، إلى جانب إعادة النظر فيما يتعلق بالاستثمار في بناء الأنفاق الهجومية".

مواجهة واسعة

ولفت إلى أن حماس "لم تحاول حتى الآن تعطيل بناء الجدار الذي يجري تنفيذه على طول الحدود مع قطاع غزة"، معللا ذلك بأن "حالة ضبط النفس الفلسطينية تنبع بالأساس من عدم الرغبة أن تؤدي المناوشات على الجدار إلى حرب جديدة".

ورأى هرئيل أن "الواقع في قطاع غزة يتأثر بتطورين آخرين في السياق السياسي، الأول يتعلق بالاحتجاجات العنيفة التي تحيط بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والثاني يتعلق بمحادثات المصالحة مع السلطة الفلسطينية".

وبين أنه "رغم دعوة قادة حماس الجماهير الفلسطينية للانتفاضة عقب إعلان ترامب، إلا أن الدعوة موجهة أساسا إلى المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية"، حسب زعمه.

كما أشار الخبير العسكري الإسرائيلي إلى أن انقضاء مهلة اتفاق المصالحة الفلسطينية وعدم فتح معبر رفح بشكل منتظم، إضافة إلى تباين وجهات النظر بين السلطة وحماس، يجعل من الصعب إنجاح المصالحة، مستدركا قوله: "من المنطقي الافتراض أن التصعيد مع إسرائيل قد يوقف تماما عملية المصالحة".

وبين هرئيل أن "هذا الافتراض يجعل قيادة حماس تمعن النظر فيه قبل المخاطرة بمواجهة أخرى واسعة النطاق مع إسرائيل".