أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة غضب واستياء في العالم الإسلامي، حين أعلن الأسبوع الماضي مدينة القدس عاصمة إسرائيل، وقرر نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة. وأعربت تركيا، حكومة وشعبا، رفضها القاطع لهذا القرار الذي أساء إلى جميع المسلمين، كما دعا رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، إلى عقد قمة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول، لبحث تداعيات قرار ترامب المتعلق بالقدس.
الشعب التركي المسلم متعاطف مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، بغض النظر عن مواقف الحكومات التركية وسياساتها. وبالتالي، لم يكن مفاجئا خروجه في مظاهرات حاشدة في معظم المدن التركية، للتعبير عن رفضه لقرار الرئيس الأمريكي. ومن المتوقع أن يستمر هذا الحراك الشعبي الذي تقوده منظمات المجتمع المدني.
قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى توحِّد الأحزاب والجماعات والتيارات المختلفة. ولذلك، أصدرت الأحزاب السياسية المتمثلة في البرلمان التركي بيانا مشتركا ضد قرار الرئيس الأمريكي، كما حذَّر رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، من تداعيات أي قرار خاطئ يتخذ بشأن مدينة القدس المحتلة، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى سفك الدماء والدموع في الشرق الأوسط مجددا. وأما رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، فقال في بيان، إن "مؤامرة واشنطن حول القدس خنجر تم رفعه لطعن مقدساتنا من الخلف".
موقف الحكومة التركية من قرار ترامب الأخير؛ لم يختلف عن الموقف الشعبي. وقال رئيس الجمهورية التركي إن "أمريكا أصبحت شريكة في إراقة الدماء باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مضيفا أن "الذين يعتقدون اليوم أنهم يملكون القدس؛ يجب أن يعرفوا أنهم لن يستطيعوا غدا العثور على شجرة للاختباء وراءها". وأكد أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بشأن القدس؛ غير ملزم لتركيا ولا للقدس ولا للمسلمين.
تصعيد أردوغان لهجته ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأول مرة، يشير إلى أن العلاقات التركية الأمريكية انتقلت إلى مرحلة جديدة في التدهور
أنقرة ترى أن خطوة ترامب الأخيرة جزء من مشروع كبير تشارك فيه قوى إقليمية إلى جانب إسرائيل، وأن هذا المشروع يهدف إلى إعادة خارطة المنطقة
قرار ترمب بشأن القدس: دلالات ومسؤوليات
شركاء التجارة الإسلامية وإمكانية نجاح المقاطعة
تهويد القدس مسنود بالثورة المضادة