قرر رئيس البرلمان الليبي
عقيلة صالح،
ترقية ثلاث ضباط تابعين للقوات التي يقودها اللواء
خليفة حفتر في الشرق الليبي.
وقضى قرار عقيلة بترقية كل من العميد كمال الجبالي آمر مجموعة عمليات عمر المختار إلى رتبة لواء، وترقية آمر محور الظهر جنوب مدينة درنة، العقيد رمضان مفتاح لحوتى إلى رتبة عميد، وترقية العقيد سالم رحيل آمر الكتيبة 212 مشاة إلى رتبة عميد.
خلافات
وجاء هذا القرار في وقت تشهد العلاقات بين صالح وحفتر توترا كبيرا، كان آخرها قيام موالون لحفتر يقودهم أحد مشايخ طبرق يدعى فرج بوعطيوة، بغلق مقر البرلمان ومنع انعقاده، مطالبين بتفويض حفتر برئاسة البلاد.
ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة التي تؤكد وجود صراعا بين الطرفين، إلا أن الاختلاف وصل لعدة نقاط، ومنها الاتفاق السياسي الذي أكد حفتر انتهاءه رسميا وانتهاء الأجسام المنبثقة عنه، وهو ما فهم ضمنيا انتهاء حتى البرلمان الذي أعطاه الشرعية، وكذلك موقف حفتر من الانتخابات ورفضها التام وإن كان تراجع مؤخرا عن موقفه.
في المقابل، أكد عقيلة صالح أن الاتفاق السياسي ليس له موعد للانتهاء، فهو متواصل مع حوار الليبيين حتى يتفقوا، مشيرا إلى أنه "أول من دعا للانتخابات، مبديا دعمه لهذه الخطوة وهي الطريق الوحيد للتداول السلمي للسلطة".
اقرأ أيضا: سلامة: أطراف تريد تعديل الخطة الأممية وأخرى ترفضها لهذا السبب
وأعاد قرار الترقيات العسكرية الأخيرة من قبل صالح، ظهور الصراع من جديد، ليطرح تساؤلات حول توقيت هذه الترقيات، وهل هي محاولة من صالح لإثبات قوته وشرعيته؟
"عقيلة" قائد أعلى
من جهته، أكد عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة، أن "قرار رئيس البرلمان بخصوص الترقيات العسكرية هو من صميم صلاحياته وفقا للقرار 20 لسنة 2014 بشأن تفويض مكتب الرئاسة باختصاصات القائد الأعلى للجيش".
وأوضح في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أنه "وبالنظر إلى صلاحيات القائد الأعلى للجيش الليبي المادة الثالثة الفقرة الثامنة من قانون رقم 11 لسنة 2012 بشأن المستويات القيادية في الجيش، فإن هذه الصلاحية هي من اختصاص مكتب رئاسة مجلس النواب".
"تقزيم" حفتر
المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، رأى من جانبه أن "عقيلة صالح يحاول مؤخرا الخروج من تحت عباءة حفتر وسيطرته، ويحاول بسط نفوذه على القرار السياسي والعسكري بصفته "المزعومة" كقائد أعلى للقوات المسلحة".
وأضاف لـ"
عربي21": "وبخصوص الترقيات الأخيرة، فإن لها مؤشرات كثيرة ودلالة مهمة جدا وأولها أن هناك ضوء أخضر مصري لتصرفات "صالح"، ما يعني أن هناك تبدل مهم في الموقف المصري وعملية "تقزيم" لحفتر، ونهاية مشروعه العسكري"، وفق تقديره.
وقال الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، إن "القرار من قبل رئيس البرلمان يمكن فهمه على أنه محاولة من قبل "عقيلة" بهدف دعم صف بديل"، مضيفا لـ"
عربي21":"ربما يريد صالح اختراق الجيش بتمكين ضباط مواليين له".
حصار درنة
لكن الناشط السياسي من الشرق الليبي، فرج فركاش، أشار إلى أن "الغرض من هذه الترقيات وفي هذا الوقت غير واضحة، لكنها قد تكون مكافأة من قبل "صالح" على حصار درنة".
وتابع في حديثه لـ"
عربي21": "كان الأجدر بـ"صالح" تطمين أهالي درنة ومحاولة ايجاد حلول ناجعة لمحنتهم لفك الحصار عبر الوسائل الاجتماعية والدبلوماسية، لكن كالعادة "عقيلة" يتخذ قرارات عشوائية دون دراسة".
الانتخابات
وقال الناشط الحقوقي الليبي، نبيل السوكني، إن "هناك حرب حقيقية بين حفتر وعقيلة، والتصريحات الأخيرة بينهما هي أوضح دليل إن لم تكن هناك لعبة تحت الطاولة، لكن الترقيات المقصود منها أن البرلمان هو الجهة الشرعية الوحيدة وأن البرلمان مع الجيش وليس مع أشخاص".
وأوضح في تصريحات لـ"
عربي21"، أن "عقيلة يبحث على دعم عسكري للبقاء حتى قيام الانتخابات المقبلة، وربما محاولة منه لرفع معنويات ما يسمى جيش
ليبيا، خاصة أن أغلب جنود هذا الجيش ولاءهم لحفتر وليس للوطن".