ربيب بيت من المال والسياسية والنفوذ، وكويتي محب لوطنه وامتداده الخليجي والعربي.
فاز برئاسة مجلس الأمة
الكويتي لدورتين متتاليتين كأصغر رئيس للمجلس منذ تأسيسه عام 1962.
يقول عنه أنصاره إن "فوزه الكاسح في انتخابات مجلس الأمة دليل على الرضا الشعبي عن أدائه"، إلا أن المعارضين يقولون إن من بين أسباب فوزه، الخدمات الهائلة التي يقدمها هو وعائلته للناخبين، وحاجة الحكومة إلى دهائه وقدرته على إبرام الصفقات، والحفاظ على التوازنات في البرلمان.
مرزوق الغانم، المولود في عام 1968، حاصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية، واكتسب خبراته من أسرة عملت في السياسة والاقتصاد.
فوالده رجل الأعمال علي محمد ثنيان الغانم، الذي سبق له أن اختير رئيسا لغرفة التجارة والصناعة الكويتية دورات عدة، وعمه عبد اللطيف ثنيان الغانم، الرئيس المنتخب للمجلس التأسيسي، الذي وضع اللبنات الأولى للنظام البرلماني الديمقراطي والدستور في الكويت، بين عامي 1962 و 1963.
وتشكل والدته فايزة الخرافي قصة نجاح نسوية خليجية، فهي أول كويتية تحصل على درجة الدكتوراة في الكيمياء، وتولت إدارة جامعة الكويت، لتكون أول امرأة تتولى مثل هذا المنصب في العالم العربي.
أما خاله، فهو رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي الذي جلس على كرسي رئاسة البرلمان طيلة 12 عاما.
أثرى خبراته العملية من خلال رئاسته وعضويته للعديد من مجالس إدارات الشركات المساهمة داخل الكويت وخارجها، وتوج مسيرته العملية بانتخابه عضوا في مجلس الأمة الكويتي منذ عام 2006 وحتى تقلده منصب رئيس مجلس الأمة الكويتي في دورتين عامي 2013 و2016.
ورغم أن المجلس السابق، الذي رأسه الغانم لأول مرة وحُل، تعرض لانتقادات شديدة، ووصف بأنه "أسوأ" مجلس في تاريخ الكويت البرلماني، بسبب عدد من التشريعات غير الشعبية، إلا الغانم وفي حملته الانتخابية رفعت شعار "الحقيقة بلا قيود".
وتخلى فيها الغانم في بعض الوقت عن نبرته الهادئة وابتساماته المعروفة التي دأب على أن يواجه بهما الانتقادات والاتهامات القاسية.
ودافع بشراسة عن المجلس المنحل، وقال إنه أقر 114 قانونا، ما جعله أكثر البرلمانات إصدارا للتشريعات في تاريخ البلاد، ومنها قوانين حقوق الإنسان، والمناقصات والخصخصة، وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
ولأنه يعلم أن ظاهرة الفساد المستشري هي حديث الناس الذين كثيرا ما يشيرون بأصابع الاتهام إلى أسماء بعينها، قال الغانم: "تقدمت إلى هيئة مكافحة الفساد، وبلغت عن نفسي، بناء على من ادعى أني مسؤول عن الفساد".
وتعهد بأن يواجه "طواغيت الفساد والتدليس والكذب، الذين تجمعوا ويريدون شرا بالشعب الكويتي"، وفق قوله.
خبرات الغانم لا تقف عند المال والبرلمان، إنما امتدت إلى المجال الرياضي، بوصفه رئيسا لنادي الكويت الرياضي.
وحقق مع "القلعة البيضاء" اللقب الآسيوي.
ونجح في حل الأزمة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي علق في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2007 مشاركة الكويت في كل المبارايات الدولية بسبب "تدخل الحكومة في عمل اتحاد كرة القدم الكويتي".
وأصبح الغانم حديث الوطن العربي والعالم في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أثناء مداخلة له لم تتجاوز 45 ثانية، هاجم فيها رئيس وفد "إسرائيل" إلى مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في روسيا.
ونعته بـ"ممثل الاحتلال وقتلة الأطفال ومرتكبي جرائم الغصب وإرهاب الدولة".
وبلهجة غاضبة، خاطب الغانم ممثل الوفد الإسرائيلي قائلا: "عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة".
وتابع: "أخرج الآن من القاعة، إن كانت لديك ذرة من الكرامة.. يا محتل، يا قتلة الأطفال".
وبحماس شديد، صفق الحضور لكلمة الغانم، بينما أظهرت الصور استياء الوفد الإسرائيلي وخروجه من قاعة الاجتماعات.
وبين بين ليلة وضحاها أصبح اسم مرزوق الغانم الأكثر ترددا على مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، حيث احتفى النشطاء بكلمته القوية في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي.
وهو ما اعتبرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنه يمثل " ضمير الأمة في نظرتها للاحتلال".
فيما وصفه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بـ"الموقف المشرف الذي كان محل تقدير ممثلي الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة المحبة للسلام في هذا البرلمان الدولي، الذي يجسد جليا موقف دولة الكويت الداعم للأشقاء الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة ونصرة قضيتهم العادلة".
واستكمالا للمشهد، احتضنت الكويت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعمال مؤتمر "مقاومة التطبيع في الخليج العربي"، الذي نظّمته "حركة مقاطعة إسرائيل في الخليج"، وسط حضور عربي وخليجي وكويتي لافت، وسط حديث عن تطبيع لبعض الدول.
وهو ما أطلقت عليه المتحدثة والمشاركة في المؤتمر مريم الهاجري، بـ"الهرولة المخزية من الأنظمة، التي لا تعكس بتاتا وجهة النظر الشعبية الرافضة لكافة أنواع التطبيع والمساندة للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة".
ويلتقي الغانم بشكل كامل مع الموقف الرسمي من الأزمة التي يشهدها الخليج العربي، فهو يدعو النواب إلى "تحمل المسؤولية في الحفاظ على اللحمة الوطنية، والابتعاد عن الخوض في علاقات الكويت الخارجية مع دول المنطقة، ودعم دور الدولة وسيطا في حل الأزمة الخليجية".
وأشار إلى أن أمير الكويت طلب هذا الأمر بسبب "الدور الذي تلعبه دولة الكويت وسيطا عادلا ونزيها في العديد من القضايا الإقليمية الموجودة في المنطقة".
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن الغانم قوله للنواب، إن أمير الكويت "لن يتوانى بحكم مسؤولياته الدستورية عن اتخاذ أي قرار في حال اضطر إليه، يضمن للبلد أمنه واستقراره ويحفظ مستقبل أبنائه".
ويعول الغانم على أي لقاء خليجي، حتى لو كان بطولة كرة قدم، من شأنه أن يخفف حدة التوتر بين دول الخليج العربي.
ويرى في استضافة بلاده مؤتمر رؤساء البرلمانات الخليجية في الثامن من كانون الثاني/ يناير المقبل فرصة إيجابية، خصوصا بأنه سيعقد بناء على رغبة أمير الكويت وبمشاركة الدول الخليجية الست (السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وعمان).
واستضافت الكويت القمة الخليجية الـ 38 في كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وانعقدت القمة بحضور أميري الكويت صباح الأحمد الجابر وقطر تميم بن حمد، وبغياب قادة بقية الدول الخليج الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين)، حيث شاركت سلطنة عمان بتمثيلها المعتاد في تلك القمم، فيما خفضت الدول الثلاث المقاطعة لقطر تمثيلها في القمة.
ويبدو الغانم حذرا في التصريحات الصحفية حول الأزمة الخليجية، حتى تبقى جذوة جهود أمير الكويت في الوساطة لحل الأزمة الخليجية مشتعلة ومتوقدة، رغم حالة التوتر التي تسود المنطقة وسحابة من اليأس تضلل الخليج العربي.
وأصبح الغانم بنظر الكثيرين رقما كويتيا صعبا، ونقطة توازن بين الحكومة والبرلمان، ولن يترك أي ثغرة يمر من خلالها أي قرار يهدد بقاء البرلمان، أو علاقة الانسجام مع الحكومة، وفق ما أعلنه.