استعرضت صحيفة
إسرائيلية، أسباب وتداعيات المظاهرات التي انطلقت خلال الأيام الأخيرة في
إيران ونتائجها المتوقعة، والتي أطلقت شعارات حطمت المسلمات الإيرانية.
إيران على شفا الانهيار
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها التي أعدها الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية، نداف إيال، أن "الإيرانيين كانوا قبيل تطبيق الاتفاق النووي مفعمين بالأمل، لأن اقتصادهم ومجتمعهم كانا على شفا الانهيار؛ بسبب أسعار النفط الزهيدة وسوء الإدارة الاقتصادية".
وأضافت: "كان يفترض بالاتفاق أن يضم إيران للمنظومة العالمية، ويفتح اقتصادها ويحدث حالة من النمو، لكن كل هذا لم يحصل"، مشيرة إلى تأكيد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بأن أمريكا "لا تعفي إيران من واجباتها للانقطاع عن شبكات الإرهاب والحرب في سوريا".
ولفتت أن البعض "سخر من إدارة أوباما، وقالوا إن من الممكن وقف اندفاع المستثمرين، لكن تبين أنهم أنفسهم يخشون إيران بسبب تدخلها في النشاطات الحربية، وكذلك تدخل
الحكومة الإيرانية الهدام في الاقتصاد"، مؤكدة أن "خيبة الأمل من الوضع الاقتصادي المتفاقم، هي الخلفية للأحداث التي تجري منذ ثلاثة أيام في إيران، وهذه نظرة قصيرة الأمد".
وتابعت على لسان كاتب المقال: "إيران شهدت
ثورة في جيلنا (إيال).. والثورة هي حدث تاريخي نادر، مليء بالانعطافات، وينتقل فيها المجتمع كله عبر تغيير دراماتيكي"، موضحة أن "إيران هي كيان ثوري، ففي كل جمعة يتوجه مخلصوها للمساجد ويهتفون الهتافات التقليدية التي أطلقت ضد الشاه، (آخر ملك إيراني) "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل"، حتى أصبح فلكلور شعبي ثوري إيراني".
وذكرت أنه في "هذا العالم الراديكالي، تصدير الثورة هو واجب أعلى بالنسبة للحكم في
طهران؛ وبهذه الطريقة وصل الإيرانيون إلى العراق وسوريا، وحتى شواطئ البحر المتوسط في لبنان عبر حزب الله".
ولفتت الصحيفة إلى أن "ما تشهده إيران في هذه الأيام الأخيرة، هو حدث يحصل في إطار هذه التقاليد الثورية، فهي دولة منفتحة أكثر بكثير مما يخمنه الإسرائيليون، والناس معتادون فيها على المظاهرات، وهم يعرفون بأن أهاليهم خرجوا للتظاهر وأسقطوا الشاه والشرطة السرية خاصته، وهم يخرجون الآن، ليواصلوا تقاليد الثورة".
في إيران ألوان مختلفة
واستدركت الصحيفة، "لكن المظاهرات تختلف عن 2009، خرج المتظاهرون عن الشعارات التقليدية، وهم يهتفون الموت لخامنئي، الموت لحزب الله"، مضيفة: "هم يصرخون من داخل جامعة طهران: لا للمحافظين، لا للإصلاحيين، انتهت اللعبة".
وأكدت "يديعوت"، أن ما يحدث هو "تشكيك تام بكل الخطاب السياسي الإيراني، الذي يمتد بين روحاني وأحمد نجاد"، مشيرة أن "هذا خطاب الشيوخ في إيران ومساعديهم الذين في داخلهم توجد ألوان ومرونة معينة؛ علمانيون، ليبراليون، شيوعيون وآخرون لا يمكنهم أن يشاركوا في هذا الخطاب".
ورأت أن شعار "الأمة ضحت بالجيش، الجيش سيضحي للأمة"، يجب أن يشعل الضوء الأحمر لدى النظام في إيران، "لأن هذا الشعار أخذ من مظاهرات ثورة 1979، وغايته – وفق الصحيفة - أن يقول للجنود: ثوروا ضد النظام، علما بأن الجيش الإيراني رفض قمع الثورة في حينه، وهكذا سقط الشاه".
وأكدت الصحيفة، أن "الجمهورية الإيرانية نجت في كل خسائرها ليس لأنها جسم مقلص وجامد، بل لوجود مرونة في طريقة الحكم الإيرانية، في حين أخذ الجمهور الإيراني على عاتقه، تناول الأمور بذات الطريقة، بمعنى؛ من الممكن أن يكون المرء ليبراليا أو وطنيا وأن يستخدم الحجج الدينية".
وبينت، أن "الشعارات في المظاهرات، تجسد أن هذه المسلمات تحطمت، والنظام لا يزال قادرا على قمع المظاهرات بسهولة نسبية، فالأعداد تبدو قليلة بالنسبة للمظاهرات الجماهيرية في 2009، وتعطي الانطباع بأن أغلبية الجمهور الإيراني لا ينضم لتلك
الاحتجاجات".
ومع هذا، يمكن أن "يتشكل محيط ثوري، كفيل بأن يتغير بسرعة"، مؤكدة أنه "عندما يخرج الجمهور الإيراني إلى الشوارع، فإنهم لا يعودون بشكل عام لبيوتهم بسرعة".