ظهر زعيم جماعة "بوكو حرام" في شريط فيديو، الثلاثاء، معلنا مسؤولية تنظيمه عن سلسلة من الاعتداءات في شمال شرق نيجيريا خلال موسم أعياد الميلاد، فيما قتل 34 شخصا على الأقل في هجمات متفرقة بجنوب وشمال البلاد، اليوم الثلاثاء والليلة الماضية.
ونشر التنظيم أول شريط لزعيمه أبي بكر الشكوي منذ أشهر وسط تصاعد هجمات التنظيم ما يثير الشكوك حول إعلان السلطات النيجيرية هزيمة التنظيم الجهادي المتطرف.
وقال الشكوي بلغة الهاوسا الشائعة الاستخدام في شمال نيجيريا: "نحن بخير ولم يلحق بنا سوء". وتابع في التسجيل الطويل الذي استمر 31 دقيقة بأن "القوات النيجيرية والشرطة والذين يسعون لإحاقة الأذى بنا لا يمكنهم فعل أي شيء ضدنا ولن يجنوا شيئا".
وأعلن الشكوي تبنيه مسؤولية "الاعتداءات في مايدوغوري وغامبورو ودامباو" في شمال شرق نيجيريا، وقال مؤكدا: "نفذنا كل هذه الهجمات". وأظهر الشريط لقطات لاعتداء في ليلة الميلاد استهدف ارتكازا أمنيا للجيش في ضواحي مايدوغوري، قال الجيش إنه أحبطه بعد ساعة من القتال.
اقرأ أيضا: مسلحون يقتلون ثمانية جنود ومدنيا في نيجيريا
ويظهر في الفيديو مقاتلون يطلقون النيران من ظهر شاحنات "بيك أب" أصابتها النيران.
هجمات جديدة
وفي سياق متصل، قتل 14 مصليا على الأقل، في بورت هاركورت في جنوب البلاد، برصاص مسلحين مجهولين أطلقوا عليهم النار لدى عودتهم من قداس ليلة رأس السنة منتصف ليل الأحد-الاثنين، بحسب مصدر أمني وآخر قريب لأحد الضحايا.
ووقع الهجوم المسلح في مدينة أوموكو التي تبعد حوالي 90 كلم من بورت هاركورت، المركز النفطي الكبير وعاصمة ولاية ريفرز.
وقال مصدر أمني طالبا عدم نشر اسمه إن "14 شخصا قتلوا في مكان الهجوم وأصيب 12 آخرون بالرصاص وقد نقلوا إلى المستشفى وهم يتلقون العلاج".
من جهته قال أحد أقرباء القتلى ويدعى أوغوشيو أولوبغو لوكالة إن "المسلحين أطلقوا النار على جمع من المؤمنين قرابة الدقيقة الثلاثين بعد منتصف الليل".
أما المتحدث باسم شرطة ولاية ريفرز نامدي أوموني، فقال إن الشرطة أطلقت عملية أمنية "للقبض على هؤلاء المجرمين ومحاكمتهم"، مشيرا إلى أن عدد ضحايا الهجوم لم يتأكد حتى الساعة.
وفي ولاية "بوني" شمال نيجيريا قتل 20 شخصا على الأقل وأصيب 30 آخرون بجروح، الثلاثاء، جراء هجومين متفرقين.
وقال والي بوني "صامويل أورتوم" في تصريحات صحفية، إن مسلحين مجهولين نفذوا هجومين بمنطقتي "غوما" و"لوغو" بالولاية، وأسفرا عن مقتل 20 شخصا على الأقل وجرح 30 آخرين.
ويتوقع أن يكون سبب الهجومين، خلافات بين رعاة مواشي ومزارعين. وقال متحدث شرطة "بوني": "تحرياتنا في منطقتي الهجومين لا تزال مستمرة. من المبكر الحديث الآن عن عدد القتلى والجرحى".
تكثيف الهجمات
وتأتي رسالة الشكوي في حين ضاعفت جماعة بوكو حرام منذ أشهر هجماتها على القرى واعتداءاتها الانتحارية وعملياتها ضد الجيش النيجيري في شمال شرق نيجيريا المنطقة التي دمرها نزاع مستمر منذ ثماني سنوات.
اقرأ أيضا: مقتل 25 حطابا في هجوم لـ"بوكو حرام" شمال شرق نيجيريا
ففي نهاية الشهر الماضي، فتح مسلحو بوكو حرام النار على مجموعة من الحطابين في اعتداء دام أسفر عن مقتل 25 حطابا في قرية بولاية بورنو شمال شرق نيجيريا.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، قتل 50 شخصا على الأقل حين فجر انتحاري نفسه في مسجد في ولاية أداماوا في شرق البلاد. لكن الرئيس النيجيري محمد بخاري أكد في خطاب العام الجديد "هزيمة" بوكو حرام. وقال بخاري: "لا يزال هناك اعتداءات منعزلة، لكن حتى الدول التي لديها أفضل أجهزة الشرطة لا تستطيع منع المجرمين من تنفيذ أفعال إرهابية مروعة".
ويتولى الشكوي قيادة بوكو حرام منذ العام 2009 بعد مقتل مؤسسها محمد يوسف.
لكن جماعته ما زالت منقسمة منذ أن عين تنظيم الدولة البرناوي ابن محمد يوسف، رئيسا "للدولة الإسلامية" في غرب أفريقيا في 2016.
وقال ضابط كبير في الجيش النييجري إن "الفصيلين غارقان في حرب داخلية"، رغم محاولات توحيد جهودهما ضد الجيش. وتسبب تمرد بوكو حرام في مقتل 20 ألف شخص وتشريد 2.6 مليون في نيجيريا. وفي الأشهر الأخيرة ازدادت هجماته على مواقع عسكرية ومدنية وعلى القرى النائية في شمال البلاد.
مقتل 25 حطابا في هجوم لـ"بوكو حرام" شمال شرق نيجيريا
مقتل ثمانية رجال شرطة أفغان في هجوم انتحاري لطالبان
ألمانيا تعتقل شابين فلسطينيين بتهمة دعم تنظيم الدولة