قال تقرير لمعهد واشنطن، إن الرئيس الروسي "سيأخذ المال السعودي بكل سرور، لكنه لن يغيّر موقفه من إيران".
التقرير الذي أعدته الباحثة آنا بورشفسكايا، تناول
العلاقات الروسية السعودية ومآلاتها.
وتناول التقرير تاريخ العلاقات بين البلدين منذ
الثلاثينات من القرن الماضي، مؤكدا أنه طيلة الفترة الماضية كان البلدان يجدان
نفسيهما في طرفين منفصلين إزاء الأزمات في المنطقة والعالم.
ورغم أن السوفييت حاولوا مرارا التقرب من الرياض، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، لكن الظروف والبيئة الدولية اختلفت، خصوصا بعد تسلم
الملك سلمان مقاليد الأمور في السعودية عام 2015.
حيث شهدت تلك الفترة تبادل زيارات تاريخية بين
قيادات البلدين.
مصالح روسيا
تتطلّع موسكو، حسب تقرير معهد واشنطن، إلى تعزيز علاقاتها
الاقتصادية مع الرياض. فالرئيس بوتين هو مجرد شخص عملي وواقعي، وهو يعلم أن الاقتصاد
الراكد في روسيا يحتاج إلى استثمار أجنبي. وهناك أيضا مصالح نفطية مشتركة. يُذكر أنّه
في كانون الأول/ ديسمبر 2016، وافقت روسيا ومنظمة "أوبك" على خفض إنتاج النفط،
الأمر الذي ساعد على رفع سعر النفط إلى 50 دولارا للبرميل الواحد، وما يزال أقل بكثير
من 100 دولار للبرميل تقريبا الذي تحتاج إليه ميزانية روسيا، ولكن، مع ذلك، يعتبر
ذلك تحسنا متواضعا، مع الوقت الذي انخفض فيه سعر النفط إلى ما دون 40 دولارا للبرميل.
ويؤكد التقرير أن بوتين يواصل السعي إلى تجريد الولايات المتحدة من حلفائها، كجزء من الحالة المتعادلة التي يتبعها إزاء الدبلوماسية.
مصالح الرياض
أما بالنسبة للرياض، فتكمن مصالحها على الأرجح في أماكن
أخرى. إذ تدرك السعودية أن الأسد لن يتنحى ويترك السلطة قريبا، وبالتالي، تسعى إلى
فتح الباب أمام المصالحة عن طريق موسكو. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، مثل باراك أوباما قبله، مستعد للسماح لروسيا بأخذ زمام المبادرة في سوريا.
ومن وجهة نظر واقعية بحتة، يجب على السعودية التعامل مع روسيا الآن بغض النظر عمّا
إذا كانت ترغب في ذلك أم لا.
وفي هذا السياق، تأمل السعودية على الأرجح في أنّه
من خلال تقديمها حوافز اقتصادية لروسيا، فإن ذلك قد يحثّ موسكو على النأي بنفسها عن
إيران، حيث كان هذا أملها بالفعل في الصفقات الاقتصادية السابقة. وقد تتمنى أيضا أن
تكون روسيا أكثر عونا للسعودية في اليمن، حيث تخوض المملكة حربا بالوكالة مع إيران.
ولكن، من المرجح أن تنتهي هذه الآمال بخيبة كبيرة. وسيأخذ بوتين المال السعودي بكل
سرور، لكنه لن يغيّر موقفه من إيران مقابل ذلك.
وتعتقد بورشفسكايا أنه نظرا للتاريخ الطويل من التوتر
وانعدام الثقة بين روسيا والمملكة العربية السعودية، قد يكون من السابق لأوانه الحديث
عن حدوث تحول جوهري في العلاقة. ويبقى من غير المعلوم حتى الآن ما إذا كان كل جانب
سيلتزم بوعوده أم لا. وعلى الرغم من أن الرياض بدأت بالتوجه نحو موقف موسكو إزاء
سوريا والنفوذ الإقليمي المتنامي لروسيا على نحو أوسع، إلّا أنّه من غير المحتمل أن
تنخفض مخاوف السعوديين بشأن النفوذ الإيراني المتنامي، ومن المرجح أن تبقى الرياض قلقة
بشأن معاملة روسيا للمسلمين داخل حدودها.
ومن جانبه، يسرّ الرئيس بوتين الاستفادة من
الاستثمارات السعودية، لكنها ليست مهمة بما يكفي لتغيير السياسات التي خدمت روسيا
بشكل جيد. فعلى سبيل المثال، لا تعتبر موسكو التصدير الإيراني للثورة [الإسلامية] تهديدا وجوديا كما تنظر إليه السعودية. وبالنسبة لبوتين، تُعتبر إيران ورقة رابحة ضدّ الولايات
المتحدة، ولا يرغب في التخلي عنها. وفي نهاية المطاف، يملك الرئيس بوتين أوراق رابحة
أكثر من الملك سلمان أو ولي العهد السعودي.
محلل إسرائيلي: 2017 سيء لنا.. إيران تنتصر والسعودية تنهزم
أبرز مظاهر استراتيجية ترامب الأمنية الجديدة (إنفوغرافيك)
وجهات نظر إسرائيلية تكشف علاقات تل أبيب مع الرياض