نشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا لأليكس إسنستاد، يقول فيه إن خطط مستشار الرئيس الأمريكي السابق لشؤون الاستراتيجيات ستيفن
بانون لإحداث ثورة داخل الحزب الجمهوري على حافة الانهيار.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن بانون خسر الدعم المالي من عائلة ميرسر، بشكل يعزله أكثر، ويشل طموحاته لإعادة تشكيل الخارطة السياسية الأمريكية لعام 2018.
ويلفت إسنستاد إلى أن ربيبكا ميرسر، ابنة الملياردير
روبرت ميرسر، أحد كبار الممولين لحملة
ترامب الانتخابية، أصدرت بيانا نادرا، وبخت فيه بانون على ما ورد من تصريحات منسوبة إليه في كتاب مايكل وولف "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض"، وقالت في البيان: "أدعم الرئيس ترامب والبرنامج الذي انتخب بناء عليه".
وتذكر المجلة أن ربيبكا ميرسر قالت في البيان الذي نشرته "واشنطن بوست": "أنا وعائلتي لم نتواصل مع ستيفن بانون منذ عدة أشهر، ولم نقدم له أي دعم مالي من أجل أجندته السياسية، ولا ندعم أفعاله وتصريحاته الأخيرة".
ويعلق الكاتب قائلا إن "التوبيخ من ميرسر، التي تبتعد عن الأضواء، ينهي يوما ثانيا من هجوم بدأه الرئيس ترامب، ووصف فيه مستشاره السابق بالرجل الذي فقد عقله".
ويجد التقرير أن سحب عائلة ميرسر الدعم عن بانون يلقي بظلال من الشك على جهوده الإطاحة بالمؤسسة المرتبطة بالجمهوريين، من خلال دعم مرشحين خارجها في الانتخابات النصفية هذا العام، مشيرا إلى أن عائلة ميرسر ساعدت في دعم وتمويل مشاريع مهمة لبانون، مثل الموقع اليميني "بريتبارت نيوز"، الذي أسهم في نشر أجندة ترامب.
وتنوه المجلة إلى أن عددا من الممولين الآخرين أبدوا برودة تجاه مشاريع بانون، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر أعلن ملك الكازينو المعروف في لاس فيغاس شيلدون أديلسون عن قطعه العلاقة مع بانون، وأعلن المتحدث باسمه أن الملياردير يخطط لدعم المرشحين المرتبطين بزعيم الأغلبية الجمهورية في الكونغرس ميتس ماكونل، وليس من يدعمهم بانون، حيث كان الأخير قد التقى مع أديلسون لعدة ساعات في واشنطن قبل ذلك.
ويفيد إسنستاد بأن المستشار السابق واجه صعوبة في تجنيد من يعملون له لدعم حركته السياسية الناشئة التي أعلن عنها، وهي "مواطنون من أجل الجمهورية الأمريكية"، التي تواجه حالة من عدم التنظيم، لافتا إلى أن بانون جال في طول البلاد وعرضها، والتقى مع الممولين، وعرض عليهم خطته للتخلص من النخبة السياسية المعمرة في الكونغرس، إلا أن هناك إحباطا من المقربين له بشأن قدرته على إنشاء الجماعة وتحريكها، ولم يتم تشكيل الحركة بعد، حيث لم يفتح حساب لها في البنك، ولم يعرب أحد عن تعهده بدعمها.
ويذهب التقرير إلى أن
"ما يثير الاهتمام أكثر، بحسب المقربين من مستشار ترامب السابق، هوأن هجومه
الشرس على ترامب يعد سوء تقدير في الحسابات، بشكل يجعل من خططه للتأثير على الانتخابات
النصفية صعبة جدا".
وتنقل المجلة عن دان إيبرهارت، وهو مدير شركة للطاقة، ومتبرع للحزب الجمهوري، الذي كان على اتصال مع بانون في الأشهر الأخيرة، قوله: "يبدو أن بانون يقوم بتقوية استقلاليته عن الحزب الجمهوري والبيت الأبيض، بالإضافة لجهوده إبعاد نفسه عن السيناتور ماكونل"، وأضاف إيبرهارت: "أعتقد أنه يفترض وجود حركة شعبية تقف خلفه، وأعتقد ان الواقع غير ذلك، وأنا متأكد من أن هذا لن يساعده على دعم مرشحين (بانونيين)".
ويقول الكاتب إنه "من غير المعلوم إن كانت مواجهة بانون مع الرئيس ستؤدي إلى تلاشي الدعم له بين المساهمين للحزب الجمهوري، حيث كان يحاول الحصول على دعم الممولين المحبطين من ماكونل، بمن فيهم مؤسس (هوم ديبوت) بيرني ماركوس، والمستثمر إريك كراون، والمدير المالي إد بوسيرج".
وبحسب التقرير، فإن هناك شكوكا تحيط بمستقبل بانون، بصفته مديرا لموقع "بريتبارت"، مشيرا إلى أن "بوليتكو" حاولت الاتصال يوم الخميس بعدد من العاملين في الموقع، وتجنبوا جميعهم الحديث حول مستقبل بانون.
وتعلق المجلة قائلة إن "القطيعة بين ميرسر وبانون هي تحول مثير للدهشة، خاصة أن العلاقة بينهما طويلة، وبعد رحيله عن البيت الأبيض قضى بانون خمسة أيام مع روبرت ميرسر في نيويورك، إلا أن خطة مستشار البيت الأبيض بشأن الانتخابات النصفية ورحلاته إلى ألاباما، والدفاع عن المرشح الجمهوري روي مور، أدت إلى توتر في العلاقة، حيث أكد روبرت ميرسر أنه لا يوافق على خطة بانون".
وتختم "بوليتكو" تقريرها بالإشارة إلى قول ميرسر: "أحترم بانون كثيرا، وأناقش معه من وقت لآخر الأمور السياسية.. لكنني اتخذ قراراتي بشأن من أدعم سياسيا، وهذه القرارات لا تتوافق في الوقت كله مع مواقف بانون".