قالت صحيفة هآرتس إن إسرائيل منزعجة من تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ذكر فيه أن عشرات طالبي اللجوء الأفارقة تم طردهم من إسرائيل، وتعرضوا للتعذيب والتنكيل، وطالب إسرائيل بالتراجع عن هذه السياسة القاضية بطرد آلاف الأفارقة، وعدم الاستمرار بطردهم إلى السودان وإريتريا، عارضة تقديم خدماتها لإيجاد حل عادل لهذه القضية وفق المعايير الدولية.
وأوضحت هآرتس أن ممثلي المنظمة الدولية أجروا لقاءات مع العديد من طالبي اللجوء المهجرين من إسرائيل، وتمكنوا من الوصول لأوروبا، مشيرة أن الموظفين الدوليين التقوا مع 80 منهم وصلوا إيطاليا، وقد اجتازوا الحدود الإسرائيلية من خلال شبه جزيرة سيناء، وأجريت اللقاءات بين نوفمبر 2015 وديسمبر 2017.
وجاء في شهاداتهم، أنهم اضطروا لاجتياز آلاف الكيلومترات، ومروا بطرق تشهد حروبا ضارية، ومواجهات عسكرية في جنوب السودان، والسودان، وليبيا، مما عرض حياتهم للخطر الشديد، كما أنهم عانوا من التنكيل، والتعذيب، والابتزاز.
وحين وصلوا البلاد التي سوف تستقبلهم بناء على اتفاقهم مع السلطات الإسرائيلية، وجدوا وضعا مختلفا عما وعدوا به، فلم يحظوا بأي رعاية، ولم يشعروا بالأمان، خاصة بسبب المبالغ المالية التي يحوزونها.
المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين عبرت عن قلقها من الخطة التي أعلنتها سلطة الهجرة والسكان الإسرائيلية مؤخرا، وبموجبها سيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل لاجئ أفريقي لا يغادر إسرائيل خلال ثلاثة أشهر، لأن هذه الخطة ستضر بعائلات طالبي اللجوء.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل فيها اليوم 35 ألف سوداني وأريتري، لديهم خمسة آلاف من الأبناء ولدوا في إسرائيل، معظمهم لديهم تصاريح إقامة مؤقتة، تتطلب منهم القيام بتجديدها كل ثلاثة أشهر، لكن سلطة الهجرة الإسرائيلية ستبلغهم قريبا بأنها ستجدد لهم هذه التصاريح للمرة الأخيرة، وعليهم مغادرة إسرائيل في أقرب فرصة ممكنة.
وختمت بالقول: "سلطة الهجرة ستخير طالبي اللجوء الأفارقة بين العودة لبلدانهم الأصلية، أو أوغندا، أو رواندا، كما ستتم ممارسة ذات الضغوط على 970 أفريقي آخر محتجزين في مركز توقيف حولوت، الذي سيتم إغلاقه بعد عام ونصف، واليوم تستعد سلطة الهجرة لاعتقال كل من يرفض مغادرة إسرائيل بدون فترة محددة للحبس".
عكيفا ألدار الكاتب الإسرائيلي بموقع يسرلائيل بلاس قال إن إسرائيل تقوم بطرد البشر إلى حتفهم، من خلال الشهادات القاسية التي تتحدث عن طرق نقلهم خارجها، وعدم التعامل كما يجب مع معظم طلبات طالبي اللجوء، بل إن إسرائيل تتعمد اليوم تجاهل كثير من الحقائق، وتفضل الحلول الأكثر قسوة المتمثلة بالطرد فقط.
وأضاف: قام بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة من أجل الحفاظ على طابع الدولة اليهودية لإسرائيل، بإغلاق البوابة الجنوبية لإسرائيل أمام طالبي اللجوء ومهاجري العمل القادمين من أفريقيا، مع أن إسرائيل ذاتها أقيمت لاستيعاب المهاجرين اليهود، لكنها اليوم ترسل مهاجرين آخرين ليلقوا حتفهم.
وأضح أن الكنيست أقر في نوفمبر بأغلبية 71 عضوا ومعارضة 41 آخرين، قانونا لطرد واعتقال آلاف طالبي اللجوء السياسي الأفارقة، فيما أصدر نتنياهو تعليماته قبل أيام لمجلس الأمن القومي لإقرار خطة بموجبها يتم طرد طالبي اللجوء بالقوة من إسرائيل.
وختم بالقول: "شهادات العديد من اللاجئين ممن سلموا إلى رواندا بالاتفاق مع إسرائيل، أنه تم مصادرة أموالهم، واعتقالهم في أحد الفنادق، وتعرضوا للتهديدات، وواجهوا صنوفا من التعذيب".
دبلوماسي إسرائيلي يشرح أسباب تقارب السعودية وإسرائيل
خلف الكواليس.. "هآرتس" تكشف طرق مثيرة لمصادرة عقارات القدس
صحيفة إسرائيلية: واشنطن تبحث اليوم تقليص مساعدات السلطة