أجرت دراسة نشرتها مجلة الغذاء والتغذية البشرية البريطانية، مقارنة بين محتوى وتكلفة المغذيات والمنتجات الغذائية العادية؛ ونظيرتها الخالية من الجلوتين في المملكة المتحدة.
وقيّم باحثون من جامعة "هيرتفوردشاير" البريطانية المعلومات الغذائية وتكاليف المنتجات الغذائية من خلال جمع البيانات من مواقع الإنترنت للمصانع والمتاجر، ووجدوا أن العديد من المستهلكين في الوقت الحاضر بدأوا في تناول الوجبات الغذائية الخالية من الجلوتين، أو استهلاك كمية قليلة من المواد الغذائية التي تحتوي عليه، وهذا أمر قد لا يكون صائبا بحسب الباحثين.
وينصح خبراء التغذية والأطباء الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مثل مرض الاضطرابات الهضمية، بتناول الأطعمة الخالية من الجلوتين ويعتبرونه أمرا ضروريا لصحتهم.
لكن هذا الأمر لا ينطبق على الأشخاص الآخرين، فليس هناك سبب يمنع أي شخص ليس لديه حالة طبية تتأثر باستهلاك الجلوتين من تجنبه تماما بحسب رأي الباحثين.
وخلصت الدراسة إلى أنه من غير المرجح أن يقدم الغذاء الخالي من الجلوتين بدائل صحية عن الأغذية العادية، باستثناء أولئك الذين يحتاجون إلى نظام غذائي خال من الجلوتين لظروف مشخصة طبيا، كما أنه مرتبط بتكاليف أعلى.
واكتشف الباحثون أيضا أن الأطعمة الخالية من الجلوتين تحتوي عادة على نسبة أكبر من الدهون المشبعة والسكر والملح من المواد الغذائية العادية، في حين أن هناك نسبا أقل في الألياف ومحتوى البروتين.
ومن أبرز نتائج الدراسة وجود فرق في التكلفة بين الغذاء العادي والغذاء الخالي من الجلوتين، حيث أظهرت أن المنتجات الغذائية الخالية من الجلوتين أكثر تكلفة بنسبة 159 في المائة تقريبا من الأغذية العادية.
وقد حذر الخبراء أن تجنب الجلوتين عندما لا تحتاج إلى ذلك يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
من جهته قال خبير التغذية معز الإسلام فارس في حديث لـ"عربي21" إنه "لا حجة لمن قال بضرورة تناول حمية غذائية خالية من الجلوتين، للأشخاص الطبيعيين غير المصابين بتحسس القمح، بل على العكس هم بحاجة لهذه المادة".
وأشار إلى أن عدم تناول الأغذية التي تحتوي على الجلوتين غير عملي، وقد يحرم الإنسان من بعض العناصر الغذائية كالألياف، وبعض الفيتامينات والمعادن التي نحصل عليها من الخبز والمخبوزات.
وفيما يخص نسبة الجلوتين المناسبة لصحة الإنسان الطبيعي، قال فارس: "لا توجد توصية خاصة به، وإنما عند الحديث عن الجلوتين يجب التركيز على نسبة الكربوهيدرات المتناولة، وأهمها الكربوهيدرات المعقدة كالنشويات التي من أبرز مصادرها الحبوب كالقمح والشوفان والشيم والشعير، وهي نفسها مصادر الجلوتين".
والجلوتين هو مركب بروتيني عبارة عن خليط من مادتي الجلوتنين والجليادين، وهي تشكل 80% من البروتين المحتوى في بذرة القمح.
لماذا يجب الحفاظ على أوقات الوجبات اليومية؟