تسيطر تكهنات واسعة على مشاورات جارية مع أطراف إقليمية ومحلية بشأن الصراع في اليمن.
يأتي ذلك، في ظل زيارة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، إلى مسقط في إطار جولة تشمل عواصم خليجية أخرى أبرزها الرياض.
وفي تصريحات قبل بدء جولته، قال جونسون إنه سيركز خلال اجتماعاته في مسقط والرياض على أنه "لا حل عسكري للصراع، بل إن محادثات السلام هي الحل الوحيد طويل الأجل للشعب اليمني".
لقاء حوثي بريطاني
إلى ذلك، تردد، الخميس، عن لقاء غير معلن، في العاصمة العمانية، بين وزير الخارجية البريطاني ووفد من جماعة الحوثي يقوده، محمد عبدالسلام، الذي وصل إليها في الأيام الماضية.
ووفقا لمراقبين، فإن جماعة الحوثي تبذل جهودا مكثفة، وعبر أطراف إقليمية، لتكريس الواقع الجديد الذي أفرزه مصرع صالح برصاص مسلحيها، الشهر الماضي، وصهرها عوامل القوة السياسية والعسكرية التي كان يمتلكها الرجل، لاسيما حزب "المؤتمر" الذي نجحت في إخراج نسخة مؤتمرية موالية لها بقيادة صادق أمين أبو راس.
مفاوضات سرية
وزير الخارجية اليمني الأسبق، والأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، ( النسخة الموالية لصالح)، أبو بكر القربي، حذر من المشاورات الجارية التي قال إنها تحضر لجولة جديدة من المباحثات الوشيكة لحل الأزمة في اليمن.
وأضاف القربي في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" أنه يتم التحضير لمفاوضات سرية لحل أزمة اليمن لم تتضح معالمها بعد، والمهم ألا تؤسس هذه السرية لفرض الحل أو لإقصاء طرف أو تقديم تنازلات على حساب أطراف أخرى.
وقال في تغريدة ثانية إن هذه المفاوضات لن تحقق سلاما دائما.
ولم يستبعد القربي فشل تلك المفاوضات إذا لم تلتزم بالشفافية والعدالة وضمان حماية حقوق كل الأطراف، في تلميح منه إلى حزب المؤتمر الذي شارك بفعالية مع وفد الحوثي في الجولات السابقة قبل مقتل زعيمه، علي عبدالله صالح برصاص حلفائه الحوثيين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
ومساء الأربعاء الماضي، ناقش سلطان عمان، قابوس بن سعيد، مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، سبل التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية. حسبما نقلته وكالة الأنباء العمانية الرسمية.
ويحتل الملف اليمني أولوية لدى الوزير البريطاني في جولته، حيث يسعى لإحراز تقدم تجاه التوصل لحل سياسي للصراع في اليمن.
طبخة جاهزة
وفي سياق متصل، كشف السفير اليمني في المملكة المتحدة، ياسين سعيد نعمان أن الخارجية البريطانية تجري مشاورات مكثفة منذ فترة مع أطراف مختلفة (لم يسمها) لها اهتمام بالشأن اليمني.
وأضاف في منشور له بموقع "فيسبوك" الخميس، أن المشاورات كلها تتعلق بأهمية العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال السفير نعمان إن تولي وزير الخارجية البريطاني، ملف المشاورات حول اليمن في هذه الجولة المكوكية، ربما تفسر ما يطرح من أن هناك شيئا جديدا على صعيد البحث مع الدول التي يزورها في المنطقة وخاصة دول التحالف.
واستبعد نعمان في منشور له بموقع "فيسبوك"، وجود طبخة جاهزة (للحل)، بمقدار ما يمكن أن تكون هناك أفكار عامة للنقاش والبلورة.
ومن الملاحظ أن الأفكار التي يحملها الوزير البريطاني جرى مناقشتها مع وزير الخارجية الأمريكي في لقائهما الذي تم في لندن (الاثنين 22 كانون الثاني/ يناير)، وكذا في اللقاءات التي جرت في باريس في اليوم التالي (الثلاثاء، 23 يناير). حسبما ذكره نعمان.
ووفقا للسفير اليمني، فإن تحريك القضية على هذا النحو يعيد وضعها في واجهة الاهتمام الدولي.
وأوضح الدبلوماسي اليمني أن المملكة المتحدة، هي المسؤولة عن الملف اليمني في مجلس الأمن، وقد واجهت ضغوطا كثيرة بخصوص تقديم مشروع قرار لتعديل القرار الأممي رقم 2216 (أحد المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا).
وأشار إلى أن الموقف البريطاني ظل ثابتا من حل القضية اليمنية بالاستناد إلى المرجعيات الثلاث ومن ضمنها هذا القرار السابق، وهو ما جعلها تتخطى هذه الضغوط وتواصل البحث في كيفية مواجهة التعنت الحوثي المدعوم من إيران برفض كل جهود السلام، بِمَا في ذلك رفض التعامل مع المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ.
وكان ولد الشيخ، طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، عدم تجديد مهمته التي تنتهي في نهاية شباط/ فبراير القادم، كمبعوث في اليمن.
في حين، عين البريطاني "مارتن غريفثيس"، مبعوثا جديدا لليمن، خلفا للموريتاني ولد الشيخ.
رئيس "حكومة الحوثيين": مفاوضات السلام يجب أن تكون مع السعودية
شقيق علي عبد الله صالح يصل مناطق" الشرعية" في مأرب
الجيش اليمني يسيطر على مواقع جديدة وسط البلاد