من جديد تعود الخلافات في جامعة الأزهر بمدينة غزة بين تيار الرئيس محمود عباس وتيار القيادي محمد دحلان على إثر اتهامات من رئاسة الجامعة لنقابة العاملين بالدعوة لتنفيذ إضرابات في الجامعة للضغط على الإدارة بعد قراراها بتعليق نشاطات النقابة وإحالة أعضائها للتحقيق.
وكان مجلس أمناء جامعة الأزهر قرر في 22 من الشهر الجاري تعليق عمل مجلس نقابة العاملين ومنعه من ممارسة أية فعاليات نقابية، وإيقاف أعضائه عن العمل وإحالتهم للتحقيق.
صراع دحلان_ عباس
وأشار مصدر مقرب من مجلس أمناء جامعة الأزهر لـ"عربي21" إلى أن "الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة تعود لأن رئاسة الجامعة ترى أن نقابة العاملين تضم عناصر قيادية تابعة للتيار الإصلاحي الذي يقوده محمد دحلان، وهي بذلك تشكل تهديدا حقيقيا لرئاسة الجامعة التي تضم موالين لتيار الرئيس محمود عباس، وبعد توسع نشاطات النقابة داخل الجامعة قررت الإدارة سحب صلاحيات النقابة وتقليص نفوذها، ما دفع بالنقابة للدعوة لتنفيذ إضرابات في الجامعة للضغط على الإدارة للعدول عن قراراها".
بدوره قال المحاضر في قسم الإعلام بجامعة الأزهر، والمتحدث الرسمي باسم التيار الإصلاحي التابع لمحمد دحلان، إن "التيار الإصلاحي يدعم النشاطات التي تقوم بها النقابات في كل المؤسسات الحكومية والأهلية وفق ما ينص عليه القانون، كما أنه لا يحق للجامعة أن توقف النشاطات النقابية تحت ذريعة أن أحدا من موظفيها يخالف الإدارة في توجهاتها السياسية".
وأضاف محسن في حديث لـ"عربي21" أن "السلطة الفلسطينية تمارس منذ سنوات حربا بشتى الطرق ضد النقابات في الجامعات والمؤسسات الأهلية الأخرى في فلسطين تحت ذريعة أن توجهاتها السياسية متطابقة مع مبادئ التيار الإصلاحي، وهذه الجهود باءت بالفشل لأن المؤسسات النقابية تتمتع بالإستقلال التام ولا تتلقى أي تمويل من جهات أخرى".
وتعتبر جامعة الأزهر المعقل الرئيسي لفتح في غزة مسرحا لتصفية الخلافات بين تيار محمود عباس ومحمد دحلان، كما لم تكن هذه الحادثة هي الأولى بين الطرفين حيث شهدت السنوات صراعا بين الطرفين للسيطرة على الجامعة، ولكن ما يميزها هذه المرة أنها امتدت لتشمل صراعا داخل الإدارة ونقابات العاملين بعد أن كانت تنحصر بين الأطر الطلابية.
وكان الصدام الأبرز بين الطرفين في 17 من آذار/ مارس 2014، حين أضحى الحرم الجامعي مسرحا لاشتباكات بين الطرفين استخدمت خلالها العصي والحجارة ما دفع بالإدارة لتعليق الدراسة لمدة أسبوع على وقع هذه الحادثة.
خطوات تصعيدية
في السياق ذاته أشار رئيس نقابة العاملين في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد أبو أسعد، إلى أن "إدارة الجامعة حولت الخلافات مع النقابة من حقوق مالية إلى خلافات سياسية تحت ذريعة ممارسة النقابة لنشاطات لأحد التيارات السياسية، وهذه اتهامات ليس لها أساس من الصحة."
كما أن "النقابة ترفض اتهامات الجامعة لها بأنها قامت بعمليات تخريب في مرافق الجامعة وهذه الاتهامات تأتي في سياق حرف الأنظار عن القضية الأساسية وهي مطالبة النقابة لإدارة الجامعة أن تصرف المستحقات المالية والعلاوات الإدارية السنوية للعاملين تنفيذا لمطالب إتحاد الجامعات في فلسطين برفع الأجور في القطاع الأكاديمي."
وكشف أبو أسعد في حديث لـ"عربي21" أنه "في حال لم تتراجع الجامعة عن قرارها بتعليق العمل النقابي فإننا سنكون أمام خطوات تصعيدية لوقف تغول الإدارة في التدخل في النشاطات النقابية."
وكان أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، قد قال في 12 من أيلول/ سبتمبر الماضي إن "مستقبل جامعة الأزهر بات مهددا أكثر من أي وقت مضى بسبب محاولة تيار محمد دحلان السيطرة على الجامعة"، مضيفا في لقاء نظمته الشبيبة الفتحاوية في رام الله أن "التقارير الواردة من غزة تشير لقيام دخلان بنشاطات ظاهرها مساعدة الطلبة وفي باطنها مساعي خفية للسيطرة على الجامعة، كما نصحنا الرئيس عباس بسحب الاعتراف من الجامعة إذا سيطر عليها دحلان."
تهديد حقيقي
بدوره أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبد الستار قاسم، إلى أن "الرئيس عباس يرى في الجهود التي يقودها محمد دحلان في غزة تهديدا حقيقيا على بقائه في السلطة، كما أن الخلافات بين الجانبين للسيطرة على جامعة الأزهر أخذت منحنى خطيرا في هذه الاحتجاجات بعد تدخل الإدارة في هذا الصراع والذي قد يتطور في الأيام القادمة ليفرض أحد الطرفين نفوذه على الآخر ويفرض سيطرته على الجامعة إداريا وطلابيا."
وأضاف قاسم في حديث لـ"عربي21" أن "دحلان شكل في غزة قاعدة لإطلاق مشروعه السياسي، وهو يحاول أن يستغل فترة جمود المصالحة ليستقطب العديد من المناصرين ممن كانوا يؤيدون الرئيس مستغلا بذلك حالة التذمر الشعبي ضد الرئيس بسبب إجراءاته العقابية ضد غزة".
عباس باجتماع "المركزي": نعم عرضوا علينا أبو ديس بدل القدس
حماس : لهذه الأسباب اعتذرنا عن المشاركة باجتماع المركزي
"حماس" ترفض حل القضية الفلسطينية على حساب سيناء