تتعرض غزة لحصار منذ 11 عاما، الذي شل معظم مناحي
الحياة فيه، وخاصة المجال الصحي، مما أدى لزيادة معاناة المرضى خاصة المصابين بمرض
السرطان.
ونتج عن هذا الحصار نقص في التجهيزات الطبية والأدوية
ومنها علاجات السرطان، حيث يفتقد المرضى المصابون به لـ 90 في المائة من الخدمات
العلاجية، بحسب الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.
وتابع أشرف القدرة في حديث لـ"عربي21": "لا يجد مرضى
السرطان البروتوكولات العلاجية الكيماوية والمسح الذري "العلاج
الإشعاعي"، مما يضطرهم للتوجه خارج قطاع غزة".
وأضاف: "هناك نقص أيضا في المكملات العلاجية لمرضى
السرطان، حيث لا يتوفر إلا القليل منه، ناهيك عن افتقار القطاع لأدوية المناعة
والمضادات الحيوية والعديد من اللوازم المخبرية، ونعاني من نقص في 58 في المائة من
لوازم المختبرات وبنوك الدم".
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع منذ بدء الحصار
خروج أكثر من 54 في المائة للعلاج في مستشفيات الداخل الفلسطيني، وعدم قدرتهم أيضا
التوجه لمصر بسبب إغلاق معبر رفح.
وتحدث عدد من مرضى السرطان الغزيين عن معاناتهم في ظل
الحصار، حيث قالت نفين الطويل التي تعاني من سرطان الثدي: "كنت آخذ العلاج
الكيماوي، ولكنه فُقد من القطاع، مما تسبب بزيادة الورم عندي".
وتابعت لـ"عربي21": "حين حاولت الذهاب
للمستشفيات في الداخل الفلسطيني تم رفض دخولي لأسباب أمنية، مما اضطرني للعلاج بكيماوي
غير مناسب لحالتي المرضية؛ كونه الوحيد المتوفر في القطاع، وهو الآن أيضا مفقود،
مما أدى لتفاقم وضعي الصحي".
وأشارت إلى وجود حالات مرضية مشابهة لحالتها، توفوا
نتيجة عدم توفر العلاج.
من جهته قال قريب المريض لطفي حبوب لـ"عربي21": "قريبي يحتاج
لعناية صحية حثيثة، حيث وصل لمرحلة متأخرة من المرض، ولكنه كلما ذهب للعلاج في
الداخل قوبل بالرفض لدواع متعددة وواهية".
وأشار إلى أن الاحتلال أحيانا يقول له إنه تحت الفحص
ويبقى معلقا لا يستطيع الدخول، وفي الوقت نفسه لا يمكنه التوجه لمصر نتيجة لإغلاق
معبر رفح تقريبا طوال العام.
وهذه آخر إحصائية عن مرض ومرضى السرطان في قطاع غزة:
هل تتأجل المصالحة الفلسطينية لما بعد الانتخابات المصرية؟
هل قرار أمريكا تخفيض مساعدتها للأونروا ابتزاز سياسي؟
"سامح تؤجر".. مبادرة إنسانية لتخفيف معاناة أهل غزة (صور)