تركت عملية الطعن في سلفيت الاثنين التي أدت لمصرع مستوطن إسرائيلي، أصداء واسعة داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية التي دعت جيش الاحتلال لـ"انتهاج استراتيجية جديدة" في التعامل مع هذا الواقع الجديد في الضفة الغربية.
وتوعد وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان بملاحقة منفذ العملية وتقديمه للعدالة، كما سبق ذلك تصريح لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد أردان بقوله، "إن الشرطة الإسرائيلية تواجه تحديات لا مثيل لها في العالم في مكافحة الإرهاب"، مضيفا أن "أعداء إسرائيل يحاولون ارتكاب اعتداءات داخل الأراضي الإسرائيلية بعد أن تم صدهم على حدودها".
وتأتي عملية الطعن الجديدة، بعد أقل من شهر على عملية إطلاق النار التي نفذها أحمد نصر جرار، التي أسفرت عن مصرع الحاخام الإسرائيلي (رزيئيل شيبح)، حيث استمرت مطاردته من قوات الجيش حتى أعلن عن استشهاده صباح الثلاثاء في بلدة اليامون في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وتأتي هذه العمليات في الضفة الغربية في ظل انشغال المستوى الأمني والسياسي في إسرائيل بهاجس إمكان اندلاع مواجهة عسكرية مرتقبة مع حزب الله أو حركة حماس في قطاع غزة ما يطرح تساؤلات حول استراتيجية الاحتلال في التعامل مع هذا الواقع الجديد بالضفة في حال استمرت هذه العمليات.
مرحلة جديدة
وتعليقا على هذه التطورات، يقول الخبير الأمني الفلسطيني اللواء واصف عريقات، إن "ما تشهده الضفة الغربية من تصاعد العمليات الفردية ضد الجيش والمستوطنين "يؤطر لمرحلة جديدة في إشعال جبهة كانت تتصف بالهدوء بالنسبة للحكومة الإسرائيلية خلال السنوات العشر الأخيرة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "مما يزيد من تعقيد ذلك أن النهج الذي استخدمه الفدائيون في هذه العمليات هو صورة مصغرة لحرب العصابات وهذا ما سيفرض تحديا جديدا أمام الجيش في التعامل مع هذا الواقع الجديد."
ولفت إلى أن "رواية الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن العمليات الأخيرة في الضفة الغربية تندرج في سياق العمليات الفردية وليس العمليات المنظمة، أي إن من قام بهذه العمليات تحرك لدوافع وطنية في داخله، وهذه نقطة حساسة بالنسبة لأجهزة الأمن لأنها لا تستطيع السيطرة على مشاعر 2.5 مليون مواطن يقطنون في الضفة الغربية."
حاضنة شعبية
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في مدينة نابلس، عبد الستار قاسم، فيرى أن ما يجري من عمليات في الضفة الغربية يشكل "صحوة وطنية غابت لسنوات بسبب سياسة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل".
ويشير قاسم في حديثه لـ"عربي21" أن "سلوك دولة الاحتلال القائم على التهام الأراضي وبناء المستوطنات على أنقاضها، من العوامل التي ساهمت في وجود حاضنة شعبية دفعت شباب الضفة الغربية للتجرؤ أمام دولة الاحتلال والقيام بعمليات بإمكانيات فردية من خلال استخدام السلاح الأبيض والبنادق الفردية."
وأوضح أن هذه العمليات "هزت من صورة الجيش الذي لا يقهر، فعندما تعجز دولة تعتبر من أقوى جيوش العالم عن القبض على فدائي تنقل مطاردا في بيوت المواطنين وكهوف الجبال على مدار شهر كامل، فهذا يؤكد تنامي الحاضنة الشعبية في الضفة الغربية بصورة لم نعهدها في السابق."
نقلة نوعية
من جهته يشير المختص في الشؤون الإسرائيلية، سعيد بشارات، في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "الرواية الإسرائيلية تتحدث عن نقلة نوعية في أساليب المواجهة في الضفة الغربية".
وتابع: "بعد أن اقتصرت المواجهات على الحجارة وحرق إطارات السيارات، نشهد الآن مواجهات باستخدام الرصاص الحي لأشخاص ينفذون عمليات نوعية من خلال اختيار الشخص المستهدف".
وختم حديثه بالقول: "الجيش الإسرائيلي يدرك خطورة تدهور الأوضاع في الضفة الغربية التي قد تنفجر في أي لحظة، والمعطيات الإسرائيلية تشير إلى أن المرحلة القادمة قد تشهد عمليات انتقام بعد المجازر التي ارتكبها الجيش في مدن جنين ونابلس للبحث عن المطلوبين."
كاميرات المراقبة.. عين خفية تتعقب المقاومة بالضفة المحتلة
هذه قرارات "المركزي الفلسطيني" قبل 3 أعوام (إنفوغرافيك)
هل تكون سيناء الوطن البديل للفلسطينيين؟