شهدت مدينة سرت الليبية حالة من الاستنفار في صفوف قوات "البنيان المرصوص"، التابعة لحكومة الوفاق، بسبب رصد بعض التحركات المعادية في المدينة.
وأعلنت القوات عبر صفحتها الرسمية، حالة النفير في صفوف قواتها بعد رصد "تحركات للعدو" شرق مدينة سرت، وأن "قوة تأمين المدينة أقامت حواجز في مداخل ومخارج المدينة، وسيّرت عدة دوريات شرق المدينة"، وفق البيان.
تفجير
واستهدفت سيارة مفخخة صباح اليوم السبت، بوابة التسعين والتي تبعد 90 كيلومترا شرق مدينة سرت، ما أسفر عن إصابة 4 عسكريين وحرق سيارتين لقوات الكتيبة 165 التابعة لقوات حفتر هناك.
اقرأ أيضا: بعد عام من طرد "داعش".. كيف تبدو "سرت الليبية"؟
في سياق آخر، انتقد قياديون في قوات "البنيان المرصوص"، حكومة الوفاق الليبية لتخاذلها في توفير الدعم اللوجستي المقدم لقوة تأمين سرت لأداء مهامها، إضافة إلى إهمال متابعة علاج جرحى العملية وعوائل الشهداء، بحسب المركز الإعلامي للقوات.
دلالة "النفير"
ورأى مراقبون أن "نفير" البنيان المرصوص جاء ليؤكد أن هذه القوات لا تزال "قوية ومتماسكة" خاصة بعد غيابها لفترة بعد استعادة سرت، كما أنها تستطيع لملمة صفوفها والقيام بعملية عسكرية جديدة في المدينة حتى ولو تخاذلت الحكومة عن دعمها، لكنهم استبعدوا مواجهتها لقوات حفتر.
وتمكنت قوات عملية "البنيان المرصوص" في أيار/ مايو 2016 من طرد مسلحي تنظيم الدولة من سرت بعد ثمانية أشهر من انطلاق العملية، لتعلن تحرير المدينة كاملا من التنظيم.
اقرأ ايضا: السراج يهاجم البنيان المرصوص بسبب قطر.. هل بدأ الصِدام؟
لكن الأحداث الأخيرة من تفجير وإعلان النفير، أثار تساؤلات حول: عودة مقاتلي تنظيم الدولة مرة أخرى للمدينة؟ وهل ستعاود "البنيان المرصوص" الكرة مرة أخرى في قتالهم؟
هل لبنغازي علاقة؟
من جهته، قال عضو البرلمان الليبي، صالح فحيمة، إن "البنيان المرصوص خاضوا معارك كبيرة لتحرير سرت، واستطاعوا إخراج تنظيم الدولة فعليا، لكن للأسف استطاع العديد من أفراد التنظيم الخروج من سرت والانضمام إلى تجمعات أخرى لذات التنظيم خارج المدينة".
وحول علاقة تفجيرات سرت بما حدث مؤخرا في مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، قال صالح لـ"عربي21": "حتى الآن لا توجد دلائل واضحة على أن من يقف وراء تفحيرات بنغازي هم من يقف وراء تفجير "التسعين"، خصوصا إذا ما نظرنا إلى المستهدف بالتفجير، وفق قوله.
"جيوب داعش"
وأكد الطبيب العسكري بقوات "البنيان المرصوص"، محمد الطويل، أن تنظيم الدولة لم ينته بالكامل، ومنذ أن أعلنت "البنيان المرصوص تحرير سرت ونهاية العملية بنجاح قبل أكثر من عام، أكدت القوات مرارا وتكرارا أنه لايزال هناك جيوب لداعش في بعض المناطق المحيطة بسرت".
اقرأ أيضا: البنيان المرصوص تصد هجوما لقوات حفتر باتجاه سرت الليبية
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "ما حدث من تفجير في سرت اليوم هو محاولة بائسة ويائسة من التنظيم الإرهابي لإيصال رسالة مفادها نحن "لازلنا هنا"، وبخصوص تفجيرات بنغازي لا أظن أن ثمة علاقة بينها وبين تفجيرات سرت".
إعادة تمركز
الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، رأى من جانبه؛ أن "مقاتلو داعش يبحثون عن مناطق غير مؤمنة لتعيد تمركزها وتفعيل قواتها من جديد في الغرب الليبي مستغلين ما تمر به المنطقة من تجاذبات سياسية وعدم وجود قوى أمنية مسيطرة بشكل كامل".
وأضاف لـ"عربي21": "أعداد كبيرة من "داعش العراق وسوريا تجمعوا من جديد في مدينة سرت، وغيرها من مدن وقرى ليبية، مستغلين إهمال المدينة وخلوها من التواجد الأمني المكثف الذي يتناسب مع أهمية موقعها".
حفتر يشن هجوما شرسا على الجميع عدا السلفيين.. ما الهدف؟
تسليم "الورفلي" نفسه.. حقيقة أم خدعة جديدة من "حفتر"؟
ما مستقبل نفوذ الولايات المتحدة بالعراق بعد خفض قواتها؟